في محاولة منها لإنقاذ والدها المضرب عن الطعام داخل السجون البحرينية، قررت الناشطة البحرينية/الدانماركية مريم الخواجة العودة إلى البلاد حيث من المحتمل أن تتعرض للاعتقال التعسفي والتعذيب والسجن لفترات طويلة، فقط من أجل الضغط على السلطات البحرينية الإفراج عن والدها الذي تتدهور صحته يومًا بعد يوم بسبب الإضراب عن الطعام.

تعمل مريم الخواجة على لفت الانتباه إلى محنة والدها المريض، عبد الهادي الخواجة، البالغ من العمر 62 عامًا، وهو مواطن دنماركي بحريني أدين بتهم الإرهاب، وقد وصفت لجنة تابعة للأمم المتحدة ما تعرض له بأنه “احتجاز تعسفي” وغير قانوني.

وقالت الخواجة لوكالة أسوشيتد برس في مقابلة قبل إعلانها العودة للبلاد: “أنا خائفة، مرعوبة مما قد يعنيه بالنسبة لي أن أعود إلى البحرين… ولكن إذا كان ذلك يعني إنقاذ حياة والدي أو أن أتمكن من رؤيته، وإذا كان ذلك يعني مساعدة أي عدد من السجناء السياسيين في البحرين ولفت الانتباه إلى محنتهم، فأنا على استعداد لوضع مخاوفي جانبًا والقيام بما يجب القيام به… يجب أن أحاول إنقاذهم.”

من جانبها قالت الحكومة في 29 أغسطس/آب: “يتم التعامل مع الوضع بشكل احترافي وبناء لضمان صحة ورفاهية المحتجزين المعنيين، مع الحفاظ على سيادة القانون والنظام”.

كما أصرت على أن “سوء المعاملة من أي نوع غير مقبول في البحرين”، على الرغم من أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية الذي أشارت إليه في بيانها وصف “المعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة من قبل الحكومة”.

بدأ الخواجة الإضراب عن الطعام في 7 أغسطس/آب في مركز الإصلاح والتأهيل في جو، وهو مركز احتجاز يضم العديد من السجناء ونشطاء حقوق الإنسان والمعارضين لحكم عائلة آل خليفة.

وسرعان ما تسارع الأمر إلى احتجاج يضم الآن أكثر من 800 سجين، وفقا لقائمة جمعها معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، وهو رقم حاولت الحكومة البحرينية نفيه، مؤكدة أن المضربين لم يتجاوزا 120 شخصًا، لكنها في كل الأحوال لم توافق على مطالب أي منهم لفك الإضراب.

وتشمل مطالب السجناء حقهم في العبادة، وزيادة ساعات التريض والخروج من الزنازين، وإنهاء العزل التعسفي والإجراءات التأديبية غير القانونية من قبل الحراس، وتأمين الزيارات العائلية، وتوفير الرعاية الصحية الكافية لهم.

وقالت مريم إن والدها عبد الهادي الخواجة يرفض تناول الطعام نهائيًا منذ 9 أغسطس/آب، لقد قام بإضراب عن الطعام لمدة 110 أيام قبل عقد من الزمن احتجاجًا على اعتقاله، مما أدى في النهاية إلى إطعامه بالقوة من قبل السلطات، وأضافت أنه واجه “تعذيباً جسدياً ونفسياً وجنسياً شديداً” على مدى سنوات سجنه، كما أن مشاكله الصحية تعرضه لخطر متزايد.

وتابعت مريم الخواجة: “والدي مضرب حالياً عن الطعام لأنه حرم من العلاج الطبي المناسب لعدة أشهر، بما في ذلك الوصول إلى طبيب القلب بسبب مشاكل في القلب”.

وقالت مريم الخواجة إنها تخطط للسفر إلى البحرين هذا الشهر، وتشمل الخطط أن يرافقها نشطاء حقوق الإنسان الآخرون لضمان سلامتها، ومع ذلك، فهي تواجه مجموعة متنوعة من التهم داخل البحرين، بما في ذلك ما وصفته بتهم ضمن مواد قانون الإرهاب غير الواضحة التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.

وقالت الخواجة: “أعلم أن عواقب عودتي ومخاطرها كبيرة جداً… لكنني وصلت إلى مرحلة لم يعد بإمكاني الجلوس فيها وانتظار تلك المكالمة الهاتفية التي أعرف فيها أن والدي قد توفي في السجن. … لقد وصلت إلى النقطة التي أصبحت فيها على استعداد لتعريض نفسي وسلامتي الجسدية للخطر إذا كان ذلك يعني أن هناك أي فرصة لإنقاذ حياة والدي”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا