قالت عائلة المعتقل السياسي البحريني والمدافع عن حقوق الإنسان البارز عبد الهادي الخواجة إن إدارة مقر احتجازه وجهت له تهم جديدة سيحاكم على إثرها ومن المحتمل أن تزيد عقوبته المؤبدة التي يقضيها حاليًا داخل سجن جو.

وأوضحت العائلة أن التهم الجديدة تتمحور حول احتجاجه على أوضاع السجون المزرية التي يعاني منها معتقلي الرأي في البحرين وخصوصًا داخل سجن جو سيء السمعة، وكذلك لإعلانه رفضه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والدعوة لرفضه.

محاكمة عبد الهادي الخواجة، 61 عاما، الذي سُجن عام 2011 بعد قيادته احتجاجات سلمية تدعو إلى الحريات الأساسية في مملكة البحرين، كانت الأربعاء في أول تهمة جديدة من بين ثلاث تهم جديدة على الأقل.

أخبر الخواجة أسرته أن كل تهمة مرتبطة باحتجاجه على الأوضاع في سجن جو حيث يحتجز منذ ما يقرب من 12 عامًا.

جلسة الأربعاء تركزت على اتهامات بأن الخواجة كسر كرسيًا بلاستيكيًا قبل عام عندما حُرم من الحق في استدعاء بناته من السجن، وقالت مريم الخواجة، ابنة عبد الهادي، يوم الأربعاء: “والدي يواجه مرة أخرى عدة تهم لنفس الأسباب – أنه يصر على رفع صوته في وجه الظلم”.

وتأتي القضايا الجديدة، على حد قولها، في وقت كانت هناك دعوات دولية جديدة للإفراج الفوري عن والدها بسبب المشاكل الصحية التي يعاني منها بعد تعرضه للتعذيب على أيدي قوات الأمن في عام 2011.

وقالت: “النظام البحريني يرد بمضاعفة وتفاقم أعماله الانتقامية بدلًا من الاستجابة لدعوات إطلاق سراحه”.

وتشمل التهم الجديدة التحريض على قلب نظام الحكم وإهانة دولة أجنبية – إسرائيل – بعد أن هتف ضد صفقة التطبيع البحرينية.

قال الخواجة لأسرته إنه يتوقع توجيه تهمة رابعة إليه فيما يتعلق باحتجاجه في سبتمبر / أيلول على الاعتداء على الشيخ عبد الجليل المقداد، وهو رجل دين شيعي بارز.

سابقة خطيرة

من جانبها تقول جماعات حقوقية إنها تعتقد أن الاتهامات هي محاولة لترهيب الخواجة وسجناء آخرين لم تتوقف احتجاجاتهم رغم سجنهم.

قال جوي شيا، الباحث في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “تستخدم السلطات البحرينية مجموعة التهم الجديدة هذه ضد عبد الهادي الخواجة لمعاقبته وإسكاته بسبب حديثه ضد اعتقاله الجائر والتعسفي”.

وقال سيد أحمد الوداعي، مدير المعهد البحريني للحقوق والديمقراطية (BIRD) ومقره المملكة المتحدة، إن التهم تشكل سابقة خطيرة.

وأضاف: “يجب على حلفاء البحرين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن يدينوا علناً هذه المضايقات القضائية، وأن يطالبوا بإسقاط التهم والإفراج الفوري وغير المشروط عن الخواجة”.

ومن المقرر أن يمثل الخواجة أمام المحكمة الأسبوع المقبل بتهمة إهانة إسرائيل، ويقول مراقبون إن هذه ستكون المرة الأولى التي يتعرض فيها محتجز في البحرين لمحاكمة بسبب احتجاج سلمي ضد إسرائيل منذ تطبيع المملكة العلاقات مع إسرائيل في عام 2020.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا