تمثل قضية اللاعبين «البدون» هماً تاريخياً من هموم الكرة الكويتية؛ إذ ظلت تلك القضية تؤرق الكرة المحلية منذ العصر الذهبي، وحتى يومنا هذا، دون أن يوضع لها حل ينهي هذا الملف المعقد والمحرج لصورة الكويت أمام العالم.

و«البدون» هم فئة سكانية تعيش في الكويت، ولا تحمل جنسيتها، ولا جنسية غيرها من الدول، ومتواجدون بها منذ القدم، لكن لظروف ولأسباب مختلفة لم يتم تجنيسهم.

ووفقا لموقع “الخليج الجديد” فإن معاناة اللاعبين «البدون» ليست حديثة العهد؛ فالعصر الذهبي لمنتخب الكويت شهد مشاركة لاعبين بدون في صناعة الإنجازات الخالدة للأزرق، كما هو الحال مع حارس مرمى نادي العربي السابق، «عبدالنبي حافظ»، ومهاجم نادي القادسية المعتزل، «مؤيد الحداد»، اللذين حصلا على الجنسية الكويتية بعد سنوات من اعتزالهم كرة القدم.

وتكررت تلك الأزمة مع نجم نادي الكويت، «فهد العنزي»، الذي لم يحصل على الجنسية إلا في نهاية 2016.

بينما لا يزال العديد من اللاعبين يعانون من المشكلة ذاتها، وأبرزهم مدافع القادسية «محمد راشد»، ومهاجم النصر «عبدالرحمن باري»، ونجم نادي الكويت «أحمد حزام»، والمدافع الدولي السابق «خالد الشمري»، الذي اعتزل اللعب دون الحصول على الجنسية رغم خدماته الكبيرة للمنتخب الكويتي وناديي كاظمة والقادسية.

وسبق أن تمكن «الشمري» من المشاركة مع الأزرق في بطولة كأس الخليج العربي عندما كانت غير معترف بها دوليا؛ ما سمح له باللعب فيها رغم عدم تمتعه بالجنسية الكويتية.

ولا تتوقف أزمة اللاعبين «البدون» في عدم القدرة على اللعب مع منتخب الكويت في البطولات المعترف بها دوليا، بل تمتد لما هو أبعد من ذلك؛ فتسجيلهم في كشوف الأندية المحلية أزمة كبيرة؛ إذ دائما وضعهم معلق، فلا هو لاعب محلي، ولا أجنبي محترف.

ومع كل عام تستمر فيه أزمة اللاعبين «البدون»، تفقد الأندية والمنتخبات الكويتية الكثير من المواهب الكروية؛ حيث يضطر الكثير منهم إلى الهرب لبلاد خليجية مجاورة بحثاً عن فرصة تنهي معاناتهم مع أزمة الهوية.

ومثال ذلك النجم «فهد العنزي»، الذي تم استبعاده من المشاركة في بطولة كأس أمم آسيا 2015 بأستراليا، وعن العديد من الاستحقاقات الهامة، برغم قيادته الأزرق للفوز بلقب كأس الخليج العربي «خليجي 20» باليمن، والتي نال خلالها لقب أفضل لاعب في البطولة.

تجدر الإشارة إلى أن دولتي قطر والإمارات يسعيان منذ سنوات لاستغلال كافة المواهب الكروية المتواجدة داخل ملاعبهما، التي يمكنها اللعب دولياً والدفاع عن ألوانهما، وأبرزهم بالمنتخب الإماراتي «عمر عبدالرحمن» صاحب الجنسية السعودية والأصول اليمنية، و«إسماعيل أحمد» المغربي الأصل.

وفي المنتخب القطري، العديد من أصحاب الجنسيات المختلفة أمثال المصريين «أحمد علاء الدين» و«أحمد السيد» و«أحمد ياسر» وغيرهم.

وفي الفترة الأخيرة، بدأت السعودية في اتخاذ عدة قرارات للاستفادة من المواهب الكروية المولودة على أرضها، والتي لا تحمل جنسيتها؛ إذ تم اختيار عشرات اللاعبين المصريين والسودانيين والنيجيريين وغيرهم، من أجل اختبارهم، ومنحهم الجنسية وضمهم للمنتخب حال وقع الاختيار عليهم.

وفعليا، انضم إلى المنتخب السعودي الأول، اللاعب الصومالي «مختار علي»، المحترف بالدوري الهولندي والمولود بمدينة جدة (غربي المملكة)، والذي تم منحه الجنسية السعودية.

ويبقى السؤال متى يتخذ المسؤولون بدولة الكويت قراراً بمنح اللاعبين «البدون» الجنسية؛ ما يسمح للأندية والمنتخبات في بلادهم بالاستفادة من تلك المواهب الكروية، ويعود الأمر بالفائدة على الكرة الكويتية ويساعدها على استعادة بريقها.

يشار إلى أن المنتخب الكويتي غائب عن منصة التتويج بكأس أمم آسيا منذ عام 1980 عندما فاز بها للمرة الوحيدة في تاريخه.