العدسة _ ربى الطاهر

“البندول” هو اسم لعبة بلاستيكية صغيرة انتشرت بالشوارع المصرية مؤخرًا، وحصلت على شهرة سريعة بسبب موجة من السخرية والربط بينها وبين إيحاءات جنسية وكذا إسقاطات سياسية حول تلك اللعبة.

اللعبة التي تستهدف الأطفال بشكل رئيسي، ينادي البائع عليها باعتبارها أداة مناسبة لقتل الوقت والملل عند الجميع، وهي عبارة عن كرة حمراء وأخرى زرقاء بلاستيكيتين ترتبطان معًا بحبل ينتهى بحلقة معدنية يتم تحريكها باليد الواحدة فتتسبب في تلاقي الكرات واصطدامها فيما يشبه حركة الساعة عند تحرك مؤشر الثواني بها.

أطلق المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي على اللعبة وصفا جنسيا يعكس حالة الملل التي يعاني منها الشباب الذكور وتأثير ذلك على حالتهم الجنسية، وهو الوصف نفسه الذي يستخدمونه للتعبير عن ضيقهم أو اشمئزازهم من تصرفات شخص ما يحاول إظهار الذكاء أو خفة الدم في غير محله، وكان الأهم هو الربط بين تلك الصفة وبين أفعال بعض من الشخصيات العامة  في مصر.

تداولت الأنباء طوال الأسبوع الماضي عن تكرار حملات بلدية في شوارع ميدان العتبة الشهير لجمع تلك اللعبات من الباعة الجائلين ومنع شرائها بحجة أنها لعبة ذات إيحاءات جنسية بينما علق الكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن السبب وراء هذه الخطوة هو التخوف من “الإيحاءات السياسية”.
وتعتبر هذه الواقعة ليست الأولى في مصر بمجال سحب ألعاب أطفال من السوق لارتباطها بإيحاءات جنسية، فقد صادرت هيئة موانئ السويس يناير الماضي شحنة ألعاب أطفال قادمة من الصين لكونها ـ كما وصفها مسؤولون- “مخلة بالآداب العامة”، فتم ضبط  دمى صغيرة شبه عارية فى صورة فتيات ناضجات، إضافة إلى لعبة “كاميرا” بها صور خارجة.

وتتبع الكثير من دول العالم سياسة الرقابة على لعب الأطفال حيث يتم حظر تلك التي تشجع على العنف أو الجنس، في الكويت تم إنشاء إدارة كاملة مختصة لمواجهة عمليات التهريب التي تتم في مجال لعب الأطفال والإلكترونية منها بشكل خاص القادمة من دول شرق آسيا.

فقامت إدارة المصنفات الفنية في وزارة الإعلام الكويتية قبل شهور من الآن  بضبط أقراص مدمجة للعبة الإلكترونية يحصل الطفل في مرحلة معينة من التحدي على جائزة هي “معاشرة امرأة جنسيًا”، وفي لعبة أخرى، تكون الجائزة “التصويب على امرأة، هذا وقد خصصت الإدارة  خطاً ساخناً لتلقي شكاوى المواطنين .

محاولات للرقابة تفلح في بعض الدول وتفشل في أخرى وسط عالم من الأسواق المفتوحة ومعدلات الاستهلاك العالية.