نشرت عائلة رجل الأعمال الأمريكي زاك شاهين، المعتقل في السجون الإماراتية منذ 15 عامًا، بيانًا انتقدت فيه الدور المتخاذل للإدارة الأمريكية التي تركته “يتعفن” في السجن، متهمين إياها بازدواجية المعايير بسبب تجاهل وضع زاك وفي المقابل التدخل لتأمين إطلاق سراح نجمة كرة السلة الأمريكية بريتني غرينير من روسيا.
يقضي زاك شاهين (58 عامًا) حكماً بالسجن لمدة 53 عامًا بتهم الاحتيال والاختلاس وجرائم مالية أخرى في الإمارات، وهي اتهامات ترفضها عائلته وتؤكد أنه بريء منها ومحتجز على خلفية اتهامات ذات دوافع سياسية بشكل غير قانوني داخل سجون الإمارات التي يعاني فيها من سوء أوضاع الاحتجاز التي ساهمت في تدهور حالته الصحية.
وحذرت العائلة من الوضع الصحي الخطير الذي يعاني منه شاهين الآن، إذ يعاني من تقرحات في الجلد ومرض التهاب اللفافة النخار المعروف باسم مرض آكل اللحم أو البكتيريا آكلة اللحم وهي عدوى نادرة للطبقات العميقة من الجلد وتحت أنسجة الجلد، وتنتشر بسهولة في جميع أنحاء المستوى اللفافي داخل الأنسجة تحت الجلد.
منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر، أصبحت حالة شاهين خطيرة لدرجة أنه نُقل إلى مستشفى في دبي حيث أجرى العديد من العمليات الجراحية لكنها لم تنجح.
على مدار الأشهر الماضية، ناشدت الأسرة عبر بيانات إعلامية ورسائل للحكومة الأمريكية من أجل التدخل لإنقاذ حياة ذويها، إذ تقدمت برسالة إلى وزارة الخارجية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ثم أُرسلت إلى الإمارات في 6 ديسمبر/كانون الأول، لكن لم تُتخذ أي خطوات عملية لإطلاق سراحه، وبدلًا من توزيع الجهود، ركزت الولايات المتحدة جهودها للتفاوض من أجل الإفراج عن بريتني غرينر التي أُطلق سراحها من سجن روسي في 8 ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد أن توصلت الولايات المتحدة إلى صفقة لإعادة تاجر الأسلحة الدولي، فيكتور بوت – التي ساعدت الإمارات في تسهيلها.
وجاء في بيان العائلة: “إنه يتعفن في السجن… هل يمكن تخيل أن إنسانًا يموت لأنه يتعفن! إنهم يقطعون أجزاءً من جسم زاك الذي يموت كل يوم وهو يحارب هذه العدوى البكتيرية!”، “لم أر في حياتي مثل هذا الظلم”.
بدأ زاك شاهين، اللبناني المولد، حياته كسائق شاحنة “Pepsi”، وشق طريقه حتى وصل إلى منصب رفيع في شركة PepsiCo، وذهب للعيش في الإمارات العربية المتحدة عام 2004 بعد أن عُين قبل وزير المالية في البلاد ورئيس مجلس إدارة بنك دبي الإسلامي محمد خلفان بن خرباش رئيسًا لشركة “ديار العقارية”.
خلال السنوات الأربع التي قضاها كرئيس تنفيذي للشركة، أصبحت الشركة الخاصة التي تبلغ تكلفتها 5 ملايين دولار شركة مساهمة عامة بقيمة 1.5 مليار دولار، وثاني أكبر شركة عقارية مدرجة في بورصة دبي.
بعد ذلك بعامين عندما توفي حاكم دبي، بدأت الخلافات بين شاهين وبن خرباش رجل الدولة الإماراتي، والتي أعاقت نجاح شاهين وحريته في نهاية المطاف.
وبعد استقالته من البنك في أوائل مارس/آذار 2008، اختطف أمن الدولة الإماراتي زاك شاهين واتهم بجرائم، على حد قول الأسرة، لم يرتكبها قط.
قالت عائلته إنه احتُجز لمدة 13 شهرًا قبل توجيه اتهامات رسمية إليه، ثم صدر قرارًا بإخلاء سبيله بكفالة، لكنه أمضى السنوات التسع التالية في السجن ثم حُكم عليه بالسجن 49 عامًا، والتي لم تشمل المدة التي قضاها.
قالت العائلة إن شركات المحاسبة العالمية الأربع الكبرى قامت بمراجعة “ديار” خلال السنوات التي كان شاهين الرئيس التنفيذي لها ولم تجد أي خسائر مالية أو أدلة على الجرائم المالية التي اتهم بارتكابها.
في تصريحات لرامي نجل زاك شهاين لشبكة فوكس نيوز: “والدي مجرد رجل أمريكي عادي بدأ العمل بجد واجتهاد ليصنع اسمًا لنفسه… لقد تولى هذه الشركة العقارية الصغيرة وجعلها كما أصبحت وبنى الكثير مما تشتهر به دبي… لكنهم حاربوه وهو الآن في السجن”.
وفقًا لـ Detained International ، وهي منظمة بريطانية تقدم خدمات قانونية مجانية للسجناء الدوليين، فإن شاهين هو أقدم سجين أمريكي من فئة رجال الأعمال في الخارج.
بعد قانون استرداد الرهائن الأمريكي الذي أقره بايدن في يوليو/تموز المنصرم أصبحت الأسرة أكثر تفاؤلًا، لكن حتى اللحظة لم تتدخل الإدارة الأمريكية بالصورة المطلوبة للضغط على الإمارات من أجل الإفراج عن شاهين.
وقال رامي “أعتقد أنه ينبغي على إدارة بايدن ووزارة الخارجية الاهتمام قضيتنا والنظر إليها بقدر أكبر من الاحترام”.
وأكد رامي أن العائلة ستستمر في الدفاع عن حق شاهين والنضال من أجل تحريره، مضيفًا “لا تهمني النتائج… لكنني لن أتنازل عن حق والدي”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا