العدسة ياسين وجدي:

تعددت الأسباب والفشل واحد وكان حليف الكيان الصهيوني في عملية إرهابية جبانة وغادرة في خان يونس في قطاع غزة المحاصر.

فمع استهداف المقاومة وتقويض الدور القطري ، حضر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ضمن الأسباب وكان مستفيدا بارزا منها بحسب البعض.

“العدسة” يتوقف عند أسباب التصعيد الأخير على غزة ، وشواهد وقوف “بن سلمان” في خانة التصعيد وفق البعض ، واحتمالات إنهاء الحرب الباردة بين غزة والكيان الغاصب.

تصعيد مشبوه !

تصعيد مشبوه دبر بليل ، وجاءت في وقت يتناقض مع المشهد الذي ساد بعد إدخال الأموال القطرية وفي أجواء مغايرة تماما في ظل تقدم الجهود المصرية نحو تجنب عدوان جديد على غزة و تحقيق بعض الانفراجات في الوضع الإنساني.


المؤامرة سبقها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ، بمحاولة تضليل حاول فيها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأحد في باريس، أن يدفع حماس للتراخي من خلال دفاعه عن التهدئة وتكريس انطباع أنه غير معني بالتصعيد،بالتزامن مع إعلان قناةكان العبريةمساء الأحد، النقاب عن موافقةالكابينتعلى الخطوة الثانية من خطوات الترتيبات مع حركة حماس في قطاع غزة، ونقلت القناة عن مسئولين صهاينة تأكيدهم، أن هذه الخطوة يجب أن يقابلها تقدم في الهدوء على حدود القطاع، وإلا فلن تؤتي هذه الخطوة ثمارها.

ولكن الأمور جاءت بعكس ما تم الإعلان عنه وتطورت على نحو غير متوقع ، بحسب المحلل العسكري في القناة الصهيونية الثانية، روني دانييل ، كما فشلت العملية وفق ما أعلنه مراسل إذاعة الجيش الصهيوني تساحي دبوش،وأقره قيادات صهيونية كبيرة، وأسفرت عن مقتل ضابط برتبة مقدم ويعمل كقائد كتيبة في لواء جولاني البارز وإصابة ضابط آخر بجراح متوسطة ، كما دوت صافرات الإنذار في المنطقة المحيطة بقطاع غزة المحاصر، والمعروفة صهيونيا بـغلاف غزة، كما جرى تغيير مسار هبوط الطائرات في مطار اللدبن غوريون في أجواء انتهاء للحرب البادرة ودخول مواجهة أخرى قد تتطور وقد لا تتطور بحسب المؤشرات الأولية !.

بن سلمان والعملية !  

تعددت الأسباب وراء العملية الإرهابية الصهيونية ، وحضر ولي العهد السعودي فيها.

الغرفة المشتركة للمقاومة ، حددت سببا واضحا للضربة من وجهة نظرها الرسمية ، وقالت في بيان لها :” تمكنا بفضل الله من إفشال مخططٍ صهيوني خطيرٍ وكبيرٍ كان يرمي إلى استهداف المقاومة وتوجيه ضربةٍ كبيرةٍ لها.

ويرى البعض أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أحد المستفيدين الكبار من الضربة الصهيونية في غزة ، بعد اتصالاته مع رئيس الوزراء الصهيوني في وقت سابق للتدخل لدى الإدارة الأمريكية وتخفيف الضغوط عليه على خلفية الاتهامات بإشرافه على قتل الصحفي البارز الراحل جمال خاشقجي.

توتير الأوضاع في غزة بعد المنحة القطرية ، يخدم بحسب المراقبين على “بن سلمان” من جهة إجهاض دور قطر في تهدئة المنطقة ودعم القضية الفلسطينية ، لصالح التغطية على تصاعد الاهتمام الإعلامي بقضية خاشقجي دوليا ، وبالتالي وضع حركات المقاومة خاصة حماس في “خانة اليك” إما بالتصعيد وهو ما يستفيد منه “بن سلمان” في التغطية على وضعه المتردي دوليا أو بالتمرير ودعم التهدئة وهو ما قد يستغل ضد حركات المقاومة في الداخل وهو ما يخدم “بن سلمان” من جهة أخرى في الضغوط على داعمي المقاومة خاصة في تركيا وقطر.

محللون صهاينة يرون إن العملية الإرهابية التي جرت معقدة وستكون سرية لسنوات طويلة خاصة بعد أن أكد مكتب الناطق بلسان الجيش أنها لم تكن لغرض الاختطاف أو القتل، لكن محللون محسوبون على إعلام أبو ظبي ، زعموا أنها تأتي بعد الصفقة الثلاثية بحسب وصفهم بين قطر والكيان الصهيوني وحماس لوأد المصالحة وتعزيز الانقسام الفلسطيني ، وادعى موقع “سكاي نيوز” الذي يبث من أبو ظبي أن العملية الصهيونية تأتي في إطار الصفقة ولتحقيق مكاسب صهيونية وحمساوية داخلية على حد سواء، وتندرج في إطار البنود السرية للصفقة الصهيونية مع حماس، في إطار التشويه ضد قطر والتشويش على قضايا بارزة دوليا كقضية خاشقجي بحسب مراقبين.

بعض المحللين ذهب كذلك إلى أن هذه العملية الإرهابية قد تكون أُعدت لعدة أهداف منها الوصول إلى معلومات أو حتى أماكن إخفاء الجنود الأسرى، وربطوا بين ذلك وبين تعليقات الصهاينة عقب الحادث على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تداولوا تغريدات حول التضحية بضباط أحياء مقابل رفات جنود” في إشارة إلى إمكانية أن تكون العملية موجهة لأماكن احتجاز الجنود أو الوصول إلى أشخاص مرتبطين بهذا الملف، وما يعزز هذه الرواية “زلة لسان” قالتها عائلة الضابط الأسير لدى القسامهدار جولدينقبل أيام نقلا عن قائد الأركان غادي آيزنكوت، تؤكد القدرة على استعادة الجنود خلال أسبوع.

الاغتيال كان هدفا غير حاضر ، وبحسب محللين فإن سلاح الجو الصهيوني كان كفيلا بالعملية إذا قصدت الاغتيال فقط ، ولكن العملية برمتها تعزز سيناريو توافر معلومات استخباراتية نوعية عن فرصة لا تتكرر منها الحصول على ورقة مساومة ، وهو ما رجحه مراسل القناة العاشرة أورهيلر ، كما تحدث البعض عن أن العملية الصهيونية الإرهابية تستهدف التأثير على شروط المرحلة الثانية من التفاهمات؛ التي تتضمن طرح ملف الجنود الأسرى.

احتمالات التصعيد

الاحتمالات حول التصعيد أو التهدئة تبدو متساوية حتى الآن ، لكن الأجواء ستظل ملتهبة بحسب مراقبين وشواهد حتى وإن حدثت تدخلات مصرية لتمرير التهدئة.

كتائب القسام في بيان لها عقب الجريمة الإرهابية الصهيونية كشفت عن استمرار المواجهة حيث قالت :” لا زال الحدث مستمراً وتقوم قواتنا بالتعامل مع هذا العدوان الصهيوني الخطير، وبحلول مساء الاثنين أصيب 17 مستوطنا على الأقل بجروح أحدهم حالته خطيرة، بعدما أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقات صاروخية تجاه مستوطنات الاحتلال فيغلاف غزة؛ في تنفيذ سريع لتوعدها بالرد على جريمة الاحتلال في خانيونس.

وزارة الخارجية الروسية من جانبها عبرت عن قلق موسكو العميق إزاء تصعيد التوتر بين قطاع غزة والكيان المحتل ، وحملت دولة الاحتلال المسئولية عن ذلك ، لكنها توقعت احتمال استئناف المواجهة العسكرية الواسعة النطاق حولالقطاع، ما يهدد بسقوط المزيد من الضحايا من الطرفين،والانهيار النهائي للوضع الإنساني هناك.

لكن في المقابل زعم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الصهيوني اللواء احتياطعاموسيادلين في حديث لإذاعة العدو أن الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق مع حماس ستستمر على الرغم من الحادث الذي وقع الليلة الماضية مؤكدا أن كلا الجانبين يملك القدرة على احتواء الحدث ، بالتزامن مع تسريبات  إعلامية عن أن الجانب المصري يجري في هذه الأثناء اتصالات مع كافة الأطراف لإعادة الهدوء على حدود القطاع.

ويرى مراقبون فلسطينيون أن هذا الحدث لن يؤدي إلى تصعيد أو الانجرار إلى حرب ، حيث أن ردود الفعل خلال الحدث الأمني و الساعات اللاحقة حتى هذه اللحظة تشير إلى أن الطرفين قررا امتصاص الحدث، فالكيان الصهيوني هو المعتدي واغتال قيادي قسامي ويريد أن يخرج من هذا الموقف المحرج بأقل الخسائر خاصة أنه في حال تطور الأمر إلى عدوان سيكون الكيان الصهيوني هو المتهم أماما المجتمع الدولي بأنه هو الطرف الذي كان سببا في هذه الحرب، وبالتالي لم تكن ردود معتادة واستوعب على مضض إطلاق الصواريخ والقذائف من غزة