العدسة – إبراهيم سعفان
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يواجه انتقادات شديدة من قبل رموز المعارضة في بريطانيا، خلال زيارته التي تستمر لمدة 3 أيام، وتتضمن لقاءً لتناول الغداء مع ملكة بريطانيا، والعشاء مع الأمير تشارلز أمير ويلز والأمير ويليام دوق كامبريدج.
وأضافت الصحيفة أن ولي العهد اتهم بتمويل التطرف في بريطانيا، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في بلاده، وانتهاك القانون الدولي في اليمن، مشيرة إلى أن الرياض دخلت في حرب في اليمن أدت إلى مقتل آلاف من المدنيين، ودفع البلاد التي تُعَدُّ الأفقرَ في الشرق الأوسط إلى حافة مجاعة.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن معارضين للحرب التي تشنها الرياض على اليمن، تجمعوا بالقرب من البرلمان البريطاني؛ للتعبير عن احتجاجهم على زيارة محمد بن سلمان، كما تجمع عدة مئات آخرين بالقرب من مقر الحكومة البريطانية في داونينج ستريت.
وذكرت الصحيفة أن الشرطة البريطانية اعتقلت أحد المحتجين للاشتباه في ارتكابه أضرارًا جنائية، بعد أن رشق سيارة الشرطة ببيضة أثناء وصول موكب محمد بن سلمان.
تواطؤ
ووجه جيريمي كوربين، رئيس حزب العمال البريطاني- في أعنف هجوم له على مشاركة السعودية في الصراع اليمني المستمر منذ سنوات- سؤالا لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حول المسؤولية عن تعريض الملايين من اليمنيين لخطر المجاعة.
واتهم “كوربين” الجيش البريطاني بالتواطؤ مع السعودية في الحرب التي تشنها بشكل غير قانوني في اليمن، مدعيًا أن المسؤولين البريطانيين كانوا يوجهون الحملة العسكرية السعودية من الرياض، وفقا للصحيفة البريطانية.
ديكتاتور
وذكرت “الجارديان” أن زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين، فينس كيبل، انتقد بدوره رئيسة الوزراء تيريزا ماي لاستقبال ولي العهد “بفرش السجاد الأحمر، وتوفير استضافة رسمية لرئيس ديكتاتوري لنظام ثيوقراطي من العصور الوسطى”.
ودعا “كيبل” الحكومة البريطانية إلى مطالبة السعودية بإنهاء قصفها المنهجي للمدنيين في اليمن في الحرب التي بدأها ولي العهد السعودي قبل 3 سنوات.
صمت مخجل
من جانبها اتهمت وزيرة خارجية الظل إيميلي ثورنبيري، الوزراء البريطانيين، عندما تحدث في مجلس العموم البريطاني، بالخضوع لولي العهد محمد بن سلمان، حسبما نقلت “الجارديان”.
وقالت “ثورنبيري” إن ولي العهد بمثابة مهندس الغارات الجوية السعودية والحصار المفروض على اليمن، كما اتهمته بتمويل الجماعات الجهادية في سوريا، مشيرة إلى أنه أيضا متهم بأمر حراسه بالاعتداء علي رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري خلال الفترة الماضية، وخلال 8 أشهر منذ توليه منصب ولي العهد تضاعفت عمليات الإعدام في المملكة.
وتابعت: “هل من المفترض أن نتجاهل كل ذلك لمجرد أنه سمح للمرأة بقيادة السيارة، وهو الأمر الذي يحدث بشكل اعتيادي في أي مكان في العالم.. وفي الوقت الذي تدعي فيه الحكومة البريطانية الاهتمام بحقوق الإنسان وجرائم الحرب، فإنه عندما يتعلق الأمر بانتهاكات السعودية في اليمن لا تجد من الحكومة البريطانية سوي الصمت المخجل.
وأضافت أن القلق الوحيد الذي يساور الحكومة البريطانية هو كيفية سد فجوة النمو والتجارة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الوزراء البريطانيين كانوا يتوقعون انتقادات حول حجم الضيافة التي تم توفيرها لولي العهد، لكن مستوى العداء من كبار الشخصيات المعارضة لزيارة محمد بن سلمان كان مباغتا ووضعهم في حرج شديد.
وأوضحت الصحيفة أن العائلة المالكة البريطانية، بذلت جهودا في محاولة منها لتأمين عقود تجارية رئيسية مع السعودية، الأمر الذي أثار بعض القلق لدى نواب مجلس العموم، الذين يعتقدون أن المملكة يجب أن ينظر إليها على أنها عادلة على الأقل في النزاع الدبلوماسي المرير بين السعودية وقطر.
وتعتزم العديد من الائتلافات الداعمة لحقوق الإنسان الاحتجاج على الزيارة خارج “داوننيج ستريت”، مقر الحكومة البريطانية ظهر اليوم.
وقد نظمت احتجاجات في داوننيج ستريت، من قبل تحالف “أوقفوا الحرب” ومنظمة “الحملة الدولية ضد تجارة السلاح “CAAT، وهتف المئات من المتظاهرين ضد محمد بن سلمان قائلين: “ارفع يدك عن اليمن”، “أوقف القصف الآن”، ورفع آخرون لافتات أخري مكتوب عليها: “محمد بن سلمان غير مرحب به هنا”.
انتهاكات القانون الدولي
وقالت وزير التنمية الدولية في حكومة الظل كيت أوسامور، للحشد: ” كان يجب على الحكومة البريطاني ألا تستقبل محمد بن سلمان بالسجاد الأمر”، في إشارة إلى الاعتراض على الحفاوة التي أظهرتها الحكومة البريطانية في استقبال ولي العهد السعودي، مشيرة إلى أن هناك 22 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدات والحماية، ودون شك تبدو السعودية متورطة في انتهاكات للقانون الدولي في اليمن.
وجذبت الزيارة أيضا انتقادات شديدة من جهات أخرى، حيث قالت مجموعة “ريبريف” إن عمليات الإعدام في المملكة تضاعفت في عهد محمد بن سلمان، حيث وصلت لـ133 حالة بعد 8 أشهر من تعينيه وليا للعهد مقارنة بـ67 في الأشهر السابقة لتعيينه.
وذكرت “ريبريف” أن الحكومة السعودية تستغل أيضا قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية لتجريم أية مظاهر للمعارضة عبر الإنترنت، ويحظرون فئات واسعة من الأنشطة عبر الإنترنت.
اضف تعليقا