في مفارقة مثيرة للسخرية، أسقطت جامعة الدول العربية في اجتماعها مشروع قرار تقدمت به فلسطين من أجل إدانة اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، بينما هاجمت التدخل التركي في الشؤون العربية في انحراف واضح لبوصلة الجامعة التي بات يصفها ناشطون بالعمياء.

 ورفض البيان الختامي للاجتماع الوزاري تضمين أية إدانة للسلوك التطبيعي الذي تمارسه بعض الدول العربية وعلي رأسها الإمارات مع إسرائيل، وقال السفير الفلسطيني مهند عكلوك: “في الدورة 154 لاجتماع الوزاري العربي برئاسة فلسطين، وعند نقاش إضافة بند مشروع فلسطين ضد التطبيع الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي، استمر النقاش 3 ساعات”، لافتا إلى أن بعض الدول العربية رفضت تضمين هذه العبارة (إدانة الخروج عن القرارات العربية)”.

 

وأكد أن ذلك أدى إلى إسقاط البند الخاص بنقاش الإعلان الثلاثي، وسقط معه مشروع القرار المقدم من دولة فلسطين بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن الجامعة العربية اعتمدت باقي القرارات التقليدية للقضية الفلسطينية، بما فيها “إقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967”.

وقوبل القرار بتنديد فلسطيني واسع، حيث قال المتحدث باسم حركة “حماس”، “حازم قاسم” إنه من المؤسف إسقاط الجامعة العربية لمشروع قرار يدين اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، مضيفا أن “عدم قدرة الجامعة على إصدار هذا القرار يغري حكومة الاحتلال والإدارة الأمريكية على استمرار تطبيق المخطط التصفوي للقضية الفلسطينية”.

أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح “حسين الشيخ” فعلق قائلا: “تمخضت ‏الجامعة العربية ولم تلد شيئا، أشبعت الجميع في المنطقة والإقليم إدانات إلا إسرائيل!!!”، وأضاف: “سقوط مدو تحت شعار السيادة الوطنية لتبرير الانبطاح.. سقطوا إلا فلسطين بقيت كما كانت وستبقى سيدة نفسها وحامية لتاريخها.. انتصر المال على الكرامة”.

في المقابل، استأسد بيان وزراء الخارجية على تركيا وانتقد ما وصفه بالتدخل التركي في الشؤون العربية، ودعاها إلى “الكفّ عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تقويض بناء الثقة وتهديد أمن واستقرار المنطقة”.

وفي أول رد لها على بيان وزراء الخارجية العرب، قالت الخارجية التركية “إن توجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة لأنقرة، محاولة من بعض الدول للتستر على أجندتها وأنشطتها التدميرية”.