قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي “عادل الجبير”، السبت، أن المملكة العربية السعودية تسعى لمعرفة مصدر الهجمات التي تعرضت لها منشآت حيوية تابعة لأرامكو بداية الأسبوع الماضي، مجددًا اتهامه  لإيران بالوقوف وراء الهجمات، ومؤكدا أن التحقيقات الجارية تهدف إلى الوصول لمصدر إطلاق تلك الهجمات.

جاء ذلك خلال تصريحات أدلي بها “الجبير” في مؤتمر صحفي على خلفية الهجوم الذي تعرضت لها منشآت أرامكو النفطية السعودية الأسبوع الماضي.

وقال الجبير: “طلبنا من الأمم المتحدة أن ترسل خبراء للمساهمة في هذا التحقيق كما أن هناك دولا أخرى تشارك في هذ التحقيق.. والهدف من وراء التحقيق هو تحديد مصدر الهجوم”.

وأضاف “الجبير”: “نحن متأكدين أن الإطلاق لم يأت من اليمن بل أتي من الشمال وستثبت التحقيقات ذلك، وسيتم إطلاع العالم عن نتائجها وسنتخذ الإجراءات اللازمة في شأنها”.

وتبنت ميليشيات الحوثي اليمنية، حليفة إيران تنفيذ الهجمات، بينما تصر السعودية والولايات المتحدة على أن الهجمات لم تنفذ من اليمن، وأنها إما أن تكون من العراق أو إيران، وهو ما يؤكده خبراء اطلعوا على صور لخزانات النفط المتضررة في الموقعين، والتي تؤكد أن الهجمات جاءت من الشمال الغربي للموقعين، أي من العراق أو إيران.

وكشف “الجبير” أن المملكة تم استهدافها بأكثر من 260 صاروخا باليستيا إيراني الصنع وأكثر من 150 طائرة مسيرة وهذا أمر غير مقبول واستطاعت المملكة منع أي صاروخ باليستي أن يصل إلى هدفه كما دمرت عددا كبيرا من الطائرات المسيرة “.

وأكد “الجبير” أن المملكة ستبذل ما في وسعها للحفاظ على أمنها وأمن منشآتها وأمن مواطنيها وأمن المقيمين فيها وستبذل كل جهد للحفاظ على سلامتهم.

وطالب “الجبير” المجتمع الدولي بوضع حد للتصرفات الإيرانية على حد تعبيره، معقبا أن “إيران تسعى لاستغلال الوضع الحالي لممارسة سلوكها العدواني”.

وأشار “الجبير” إلى تحذير المملكة من “أن عدم التصدي لإيران يشجعها على زيادة عدوانها”، على حد قوله.

ولفت “الجبير” في حديثه إلى أن المملكة تتشاور مع الحلفاء والأصدقاء بشأن الخطوات المقبلة بعد انتهاء التحقيقات بشأن الهجمات الأخيرة، منوها إلى أنه يجب تحسين الاتفاق النووي لاسيما قضية تخصيب اليورانيوم.

ونفى أن تكون المملكة أطلقت صاروخا أو طائرة مسيرة أو حتى رصاصة باتجاه إيران، مؤكدا “أن أدلة دعم إيران للإرهاب متعددة رغم نفيها المستمر لذلك، إذ إنها تجند مواطنين من دول المنطقة لاستخدامهم في أعمال ضد دولهم”.

واستنكر “الجبير” الهجوم الأخير على منشآت نفطية لأرامكو، واصفا إياه بأنه “استهدف أمن الطاقة للعالم بأسره، لذلك فإنه على العالم أن يضع حدا للسياسات الإيرانية المزعزعة للأمن والاستقرار”.

ووصف نفي إيران مسؤوليتها عن هجمات نفذت بـ “صواريخ إيرانية الصنع” بأنه “أمر غير مقبول”، مضيفا أن سلطات بلاده متأكدة من أن “الإطلاق جاء من الشمال وليس من اليمن”.

وأوضح “الجبير” أن آلية حماية الملاحة البحرية ستؤدي إلى حفظ أمن إمدادات الطاقة في العالم، قائلا إن العالم يدرك طبيعة الدعم الإيراني للإرهاب.

والسبت الماضي، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين نشبا في منشأتي “بقيق” و”خريص” التابعتين لـ”أرامكو” شرقي المملكة، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة.

وتعد هاتان المنشأتان القلب النابض لصناعة النفط في المملكة، إذ يصل إليهما معظم الخام المستخرج للمعالجة، قبل تحويله للتصدير أو التكرير.

وحمّل وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” إيران مسؤولية الهجمات على أرامكو، وهو ما نفته طهران، في حين أفادت تقارير إعلامية أمريكية مؤخرا بأن البيت الأبيض يدرس خيارات عسكرية للرد.