إبراهيم سمعان

كشف مسؤول فرنسي كبير مقرب من الإليزيه عن أكبر شيء يقلق الرئيس إيمانويل ماكرون في الوقت الحالي، هو الجزائر التي تعد الكابوس الجديد وليس حركة “السترات الصفراء” التي تتظاهر في البلاد احتجاجا على الوضع الاقتصادي وتراجع القوة الشرائية.

 

وبينما تهب رياح الاحتجاج في الجزائر وفرنسا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة محتملة، فإن السلطة الفرنسية تخشى عواقب زعزعة استقرار هذا البلد.

 

وقال المسئول الفرنسي: إن كابوس رئيس الجمهورية هو الجزائر. لقد كان الأمر كذلك بالنسبة لمن سبقوه، السلطات العليا للدولة مرعوبة من احتمال حدوث زعزعة خطيرة لمستعمرتنا السابقة بعد بوتفليقة، الذي يتولى الرئاسة منذ عام 1999.

وأشار إلى أن الوضع في الجزائر هو الذي يثير قلق السلطات الفرنسية، رياح الثورة التي تهب حاليا على البلاد، حيث نزل المحتجون إلى الشوارع في الأيام الأخيرة لمعارضة ترشح عبد العزيز بوتفليقة لفترة ولاية خامسة.

ونقلت صحيفة “لا ليبر” عن “لو نوفيل أوبسيرفاتور” أن احتمال حدوث أزمة سياسية خطيرة تتعلق بتمرد الشباب أو وفاة الرئيس بوتفليقة (الذي يبلغ من العمر 81 عامًا ويعاني من سكتة دماغية منذ عام 2013) يزعج بشكل خاص فرنسا.

 

لكن لماذا؟

وأكدت أنه في برقية سرية بعثت إلى وزارة الخارجية عام 2014 والتي كان يرأسها في ذلك الوقت لوران فابيوس ، اعتبرت أن هناك العديد من البلدان (مثل الكاميرون وتشاد وخصوصا الجزائر) تعد “تهديدا لفرنسا” بسبب ثلاثة أسباب: “العمر المتقدم للرئيس، والتركيز المفرط للقوة و غياب آلية الخلافة”.

 

ومن جهتها ذكرت “”لو نوفيل أوبسيرفاتور” أنه بالنسبة للجزائر يوجد عوامل تفسر الخوف الفرنسي: حيث تظل المستعمرة السابقة واحدة من موردي الطاقة الرئيسيين لفرنسا (خاصةً في مجال الغاز).

كما أن أزمة عميقة في الجزائر قد تدفع آلاف الشباب الجزائري إلى المحاولة بكل الوسائل الوصول إلى فرنسا، حيث تميزت آخر أزمة سياسية جزائرية في الثمانينيات بوصول الجهاديين الذين زرعوا الرعب في البلاد.

وأخيراً، الجالية من أصل جزائري التي تعيش في فرنسا منذ عقود، ستكون حساسة جداً للقرارات والإجراءات التي تتخذها الحكومة الفرنسية تجاه هذا البلد.

ونقلت صحيفة “لوباريزيان” عن الصحفي محمد سيفاوي، مؤلف كتاب “أين الجزائر؟” أن إيمانويل ماكرون كان سيعطي، موافقة فرنسا على الترشح الجديد لفترة ولاية خامسة لرئيس عبد العزيز بوتفليقة. لكن لا يمكن إنكار أن مشاهدة الاحتجاجات المتزايدة لشوارع الجزائر العاصمة ومدن متعددة من البلاد ضد هذا الاحتمال الذي يعتبر “مهيناً” أمر مخيف للغاية.

 

وذكرت أنه من الطبيعي ذلك، فالعلاقات بين الدولتين متجزرة بقدر ما هي معقدة، وأي زعزعة لاستقرار الجزائر، أكبر بلد أفريقي وإحدى القوى العسكرية في القارة السمراء، سيكون له عواقب وخيمة على فرنسا.

 

كما أنه إلى جانب ليبيا غير المستقرة بالفعل، والساحل العاج التي أصبحت فريسة للجماعات الجهادية، سيكون الفشل في بلد يقطنه 42 مليون نسمة، نصفهم تحت سن 20 عاما، خطير للغاية، خاصة أن أجهزة الاستخبارات الجزائرية والجيش هم شركاء نشطين لفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب، وهو الآفة التي تؤثر بشكل خاص على باريس.

 

طالع النص الأصلي للتقرير عبر الضغط هنا و هنا