تلا “عوض بن عوف” وزير الدفاع السوداني البيان الأول للجيش على شاشة التلفزيون الرسمي، معلنا عن الإطاحة بالحكم واقتلاع النظام، والتحفظ على رئيس السودان “عمر البشير”في مكان آمن.

 

وأعلن عن اعتقال “البشير”، والبدء بفترة انتقالية لمدة عامين، وفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، كما أعلن حل المجلس الوطني ومجالس الولايات، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.

 

وقال” أنه تقرر إغلاق المجال الجوي والمطارات وغيرها من نقاط الدخول، مع تأكيده على وقف إطلاق النار الشامل في جميع ربوع البلاد”.

 

وأشار “بن عوف” إلى المصاعب الاقتصادية التي ألمت بالشعب السوداني، وأشاد بالتظاهر السلمي الذي بدأ في ديسمبر الماضي.

 

ويذكرأن القوات المسلحة السودانية أعلنت صباح اليوم أنها بصدد إصدار بيان هام، بينما انتشرت آليات عسكرية في محيط القصر الجمهوري.

 

وأصدر الجيش تعميما لكافة وحداته، أكد فيه استلامه للسلطة وشروعه في تشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد.

 

ذكرت مصادر سودانية أن الجيش أجبر الرئيس “البشير” على التنحي، وأن هناك خطوات لتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد.

 

وأبلغ ضباط من الجيش السوداني “البشير” بعزله من منصبه، وطلبوا منه البقاء في منزله، وانتشرت عربات للجيش السوداني على الطرق والجسور الرئيسية في الخرطوم.

 

وقال شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية، “إنهم شاهدوا العديد من الآليات العسكرية وعلى متنها جنود تدخل مقر الجيش في ساعات مبكرة من صباح اليوم”.

 

وأفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بانتشار كثيف للجيش السوداني حول القصر الرئاسي وسط الخرطوم، ومقر الاذاعة والتلفزيون الرسميين بمدينة أم درمان.

تأخر البيان

تأخر خروج بيان الجيش السوداني، وتضاربت الأنباء بشأن تأخر صدور بيان الجيش، إذ أعلن منذ فجر اليوم عن قرب إذاعة البيان، لكنه لم يصدر حتى اللحظة.

 

أعلن التلفزيون الرسمي السوداني، أن القوات المسلحة ستذيع بيانا بعد قليل في الوقت الذي انتشرت فيه قوات حول وزارة الدفاع.

 

وقال مراقبين “إن تأخير إذاعة البيان يعود إلى تحديد ردة فعل الشارع وقبوله تولي “عوض بن عوف” النائب الأول لرئيس الدولة ووزير الدفاع الفريق أول رئاسة المجلس العسكري”.

 

وحسب المراقبين، فإن تولي “عوف” سيواجه برفض كبير من المعارضة التي حددت موقفها المطالب بتسليم السلطة لمجلس انتقالي ليس فيه رموز النظام.

 

واعتبر ناشطين أن تأخر البيان سببه احتجاز وزير الدفاع نفسه من داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون، حيث كان مقررا أن يلقي بيان الانقلاب.

 

اعتقالات

وقامت قوات الأمن بحركة اعتقالات لأعضاء المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، اعتقل كل من رئيس الحكومة “محمد طاهر أيلا”، رئيس حزب المؤتمر الوطني “أحمد هارون”، و النائب السابق للبشير “علي عثمان محمد طه” ، إضافة إلى وزير الدفاع السابق “عبد الرحيم محمد حسين”، وعوض الجاز وهو شخصية إدارية واقتصادية.

 

كما تحدثت مصادر عن اعتقال الحرس الخاص للرئيس البشير.

 

وقال وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية في ولاية شمال دارفور “عادل محجوب حسين”، “إن هناك مشاورات تجري لتشكيل مجلس عسكري لاستلام السلطة”.

 

وقال ” الصديق الصادق” ابن زعيم المعارضة الرئيسية في السودان “الصادق المهدي”، “إن الرئيس “البشير” تحت الإقامة الجبرية وكذلك عدد من القيادات” ،وأنه يوجد في قصر الرئاسة تحت حراسة مشددة.

 

وحسب وكالة رويترز، اقتحم عسكريين مقر الحركة الإسلامية التي يتزعمها “البشير” وتشكل العنصر الرئيسي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم.

 

وفي الوقت ذاته، ذكرت وكالة السودان للأنباء أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني أعلن إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في كل أنحاء البلاد.

 

فرحة واحتفلات

تتدفق آلاف من المواطنيين السودانيين إلى موقع الاحتجاج  أمام وزارة الدفاع، وخرجت حشود ضخمة إلى شوارع وسط الخرطوم ابتهاجا بالنبأ وأخذت تهتف بشعارات مناهضة للـ”بشير”.

 

وبدأت وسائل الاعلام الرسمية الأذاعة والتلفزيون ببث الأغاني الوطنية والموسيقى العسكرية

 

ويذكر أن تجمع المهنيين السودانيين المواطنين، دعا السودانيين إلى التوجه إلى ساحات الاعتصام في مختلف ولايات البلاد.

 

حكومة مدنية

قال عضو بارز في الجماعة الاحتجاجية الرئيسية في السودان يوم الخميس إن الجماعة لن تقبل إلا بحكومة مدنية تضم شخصيات من المعارضة.

 

وقال “عمر صالح سنار” القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، “نحن الآن في الشارع في مكان الاعتصام”. ولن نقبل إلا بحكومة مدنية انتقالية مكونة من قوى إعلان الحرية والتغيير.

 

وأكد على ضرورة التفاوض مستقبلا مع الجيش حول ترتيبات انتقال السلطة. نحن متمسكون بالمذكرة التي قدمناها يوم السادس من أبريل للجيش.

 

ومنذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، يتظاهر السودانيون في الخرطوم ومدن أخرى، مطالبين بسقوط نظام “البشير” الذي وصل للسلطة قبل 30 عاما.