قامت عناصر تابعة لـ “الحشد الشعب” بمهاجمة عدة مكاتب إعلامية لقنوات فضائية عربية وعراقية، تغطي الاحتجاجات الواسعة في العراق، ما أدى لوقوع إصابات وخسائر مادية كبيرة.

وبحسب ما تداول ناشطون وإعلاميون من داخل بغداد، السبت، فإن عناصر من ميليشيا “سرايا الخرساني”، وهي فصيل من “الحشد الشعبي” المعروف بولائه لإيران، اقتحموا مكاتب تقدم خدمات إعلامية لعدة قنوات عربية (TRT عربي، العربية، دجلة، الغد، وغيرها)، وقاموا بإهانة الصحفيين العاملين بالمكاتب وضربهم.

وتسبب الاعتداء بإصابات وكسور لبعضهم، كما سُرقت هواتفهم وكسرت المعدات وقيد الضيوف المتواجدين حينها.

واقتحم المهاجمون وحرقوا مكاتب قنوات “NRT” الكردية، و”دجلة” التي تبث من عمّان وكانت أول المستهدفين الجمعة، قبل أن يتم إغلاقها بطلب رسمي من الجهات الأردنية بضغط من حكومة بغداد.

من جهتها، ذكرت قناة “العربية”، أن مسلحون ملثمين هاجموا السبت، مكتبها في العاصمة العراقية بعد تلقيه تهديدات في الأيام الماضية.

وقالت إن القائمين على المكتب تواصلوا مع الجهات الأمنية لتوفير الحماية اللازمة لهم، وتم توفير الحماية لمدة قصيرة، لكن ضغط المظاهرات أجبر فرق الحماية على الانسحاب والمغادرة.

وأوضحت نقلا عن مراسلها، أن نحو 10 ملثمين يرتدون زيا أسود، اقتحموا المدخل الرئيسي لمكتبها، وقاموا بالاعتداء على الكادر، وضربوا الموظفين بالأسلحة، ثم قاموا بتحطيم المعدات والأجهزة المحمولة.

وطالبت الحكومة العراقية بتوضيح ما حصل، “فإذا كانت المجموعة المهاجمة ميليشيات مسلحة، إذا كيف يسمح لمسلحين بالتجوال بهذه الطريقة في العاصمة العراقية بغداد؟ وإذا كانت جهة رسمية فمن خولها اقتحام مقرات القناة بهذه الطريقة والقيام بما فعلته؟”.

وأعلنت قناة “الغد”، التي تبث من لندن، الاعتداء على مكتبها في بغداد وإصابة مراسلها، واصفة ما حدث بأنه “مخالفة لمهام وسائل الإعلام”.

وهدف الاعتداء على ما يبدو لاسكات الأصوات المؤيدة للمظاهرات، ومنع نقل أي صورة لما يحدث من قمع بحق المتظاهرين العزّل.

ويضاف الاعتداء على القنوات الإعلامية، إلى محاولات رسمية غير معلنة لمنع وصول صورة واضحة عن المظاهرات الجارية، بعد قطع خدمة الإنترنت منذ اليوم الأول للاحتجاجات، وهو ما جعل المحافظات الثائرة بعزلة حقيقية عن العالم.

ورفع المتظاهرون سقف مطالبهم وباتوا يدعون لاستقالة رئيس الوزراء “عادل عبدالمهدي” إثر لجوء قوات الأمن للعنف لاحتواء الاحتجاجات ما أوقع أكثر من 100 قتيل فضلا عن آلاف الجرحى.

واتهم المتظاهرون الذين خرجوا منذ، الثلاثاء الماضي، للمطالبة بمكافحة الفساد وتوفير الخدمات وفرص العمل، قوات الأمن بإطلاق النار عليهم، فيما تنفي الأخيرة ذلك وتقول إن “قناصة مجهولين” تطلق الرصاص على المحتجين وأفراد الأمن على حد سواء لخلق فتنة