أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن إدانتها الشديدة لاستخدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لخريطة تُظهر ضم الضفة الغربية المحتلة إلى دولة الاحتلال، مؤكدة أن هذه الخطوة تكشف عن الأجندة الحقيقية لحكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية. وأشارت الوزارة في بيانها الصادر يوم الثلاثاء، إلى أن هذا التصرف يعكس اعترافًا صريحًا وجليًا بسياسة استعمارية عنصرية تهدف إلى نفي الوجود الفلسطيني على أرضه.

وأضافت الوزارة أن استخدام نتنياهو لهذه الخريطة يشكل تحديًا واضحًا للشرعية الدولية وقراراتها، ويتجاهل تمامًا الجهود الدولية الرامية إلى إحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين. ووصفت الوزارة هذه الخطوة بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، خاصة في ظل الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، والتي تسعى إلى محو الوجود الفلسطيني وتهجيره من وطنه.

كما شددت وزارة الخارجية الفلسطينية على أن ما عرضه نتنياهو هو جزء من سياسة استعمارية توسعية يمارسها الاحتلال على الأرض بمرأى من المجتمع الدولي، والذي طالبت باحترام التزاماته القانونية والأخلاقية. ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى تنفيذ الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية فورًا، قبل فوات الأوان، من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات المستمرة.

تزامنت هذه التصريحات مع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعملياته العسكرية في شمالي الضفة الغربية، والتي تُعد الأوسع منذ عام 2002. وأسفرت هذه العمليات عن استشهاد أكثر من 30 فلسطينيًا وإصابة العشرات، في وقت يواصل فيه الاحتلال حملاته العسكرية والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك.

وبالتوازي مع هذه العمليات، تستمر الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 682 شهيدًا منذ بدء معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الماضي. وأفادت تقارير نادي الأسير الفلسطيني بأن عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين تجاوز 10 آلاف منذ اندلاع العدوان على قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة تشمل من تم اعتقالهم من منازلهم أو عبر الحواجز العسكرية، بالإضافة إلى من اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط ومن احتجزوا كرهائن.

في ظل هذه التطورات، تطالب السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وإجبار إسرائيل على وقف انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني، واتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.

اقرأ أيضًا : بدعم إماراتي.. ارتفاع مبيعات الأسلحة الصربية إلى إسرائيل رغم الدعوات الدولية لتعليقها