كان المغرب والسعودية حليفين مقربين منذ عقود، لكن العلاقات تدهورت إلى حد كبير، فالعاهل المغربي الملك محمد السادس لا يرغب في اتباع مسار ولي العهد السعودي.

ووفقا لموقع ” Maghreb Online” الناطق بالفرنسية: عندما تتحدث حكومتان عن طمأنة بشأن علاقاتهما غالبا يكون هناك خطأ ما، وهذا هو الحال منذ بضعة أشهر بين المغرب والسعودية.

وأشار إلى أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قال في فبراير الماضي: علاقاتنا الدبلوماسية مع دول الخليج قوية وخاصة مع السعودية، فيما أكد مؤخرا عبد الله بن محمد آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى، الذي يقدم المشورة للملك سلمان، بأن السعودية راضية عن علاقاتها الطويلة الأمد مع المغرب.

ونقل الموقع عن مجلة  “ديرشبيجل” الألمانية أن التصريحات الودية لا يمكن أن تخفي حقيقة أن العلاقات بين الحكومتين قد توترت بشكل كبير في العامين الماضيين. مثل الكثير من الأشياء الأخرى، فإن الأمر يتعلق بصعود محمد بن سلمان إلى منصب ولي عهد السعودية.

وبينت المجلة أنه عندما فرض محمد بن سلمان حصارًا على قطر في مايو 2017، أصر على أن ينضم الملك محمد السادس، إليه ومقاطعة قطر، حيث إن الحكومتين السنيتين كانتا على الدوام متسقتين منذ عقود، حول القضايا السياسية الرئيسية في المنطقة والعالم.

ولفتت إلى أن ما يثير الدهشة هو إعلان محمد الخامس قبل عامين أن بلاده يريد أن يبقى محايدًا في الصراع بين السعودية وقطر، والأكثر من ذلك زار في نوفمبر 2017، قطر، كما أمر بمدها بمواد غذائية، وهو الأمر الذي احتفل به الإعلام في الدوحة باعتباره أول كاسر للحصار، ما أشعل غضب الرياض.

وقالت المجلة إن الأمور تطورت في يونيو 2018، عندما أحبطت الرياض محاولة المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، بل ودعمت العرض المشترك المقدم من كندا والولايات المتحدة والمكسيك.

بعد ذلك ألغى الملك سلمان العام الماضي إجازته الصيفية التقليدية التي يقضيها في المغرب بقصره المشيد على مساحة تبلغ 74 فدانًا بالقرب من طنجة، يرافقه مجموعة من آلاف الخدم، حيث ينفق حوالي مائة مليون يورو سنويًا في المغرب أي نحو 1.5٪ من الدخل السنوي للسياحة في هذا البلد.

ونوهت “ديرشبيجل” بأنه عندما اتُّهم محمد بن سلمان بالوقوف وراء مقتل جمال خاشقجي، تجنبت العائلة المالكة المغربية، تأكيد دعمها لولي العهد على عكس أغلب الدول العربية الأخرى، كذلك في نوفمبر، قام الأمير محمد بن سلمان بجولة في العالم العربي، شملت الإمارات والبحرين ومصر وموريتانيا، ولم يرغب محمد السادس في استقباله.

ومنذ بداية العام تفاقمت التوترات بين الرباط والرياض مجددا وأعلن وزير الخارجية المغربي بوريطة انسحاب بلاده من التدخل العسكري في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، وبعد لقاء لبوريطة مع قناة “الجزيرة” القطرية انتقم آل سعود عبر وسائل الإعلام.

وبثت قناة العربية التلفزيونية التابعة للدولة فيلما وثائقيا يشكك في سيادة المغرب على الصحراء الغربية، ووصف الفيلم الأرض الصحراوية بأنها “محتلة” وأثارت هذا القضية غضب الرباط التي أمرت سفيرها بالعودة من الرياض. لإجراء مشاورات.

وتقول المجلة: رغم عودة سفير المغرب إلى الرياض ،العلاقات بين الأسرتين الملكيين لن تعود كما كانت في السابق، وسيتطلب ذلك المزيد من الوقت.

وأوضحت أن الملاحظة المثيرة للانتباه في هذه الأزمة أن العلاقة مع المغرب أصبحت مثالاً على كيفية تعامل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وسياسته الاندفاعية، مع حلفائه من ذوي النوايا الحسنة، مؤكدة أن العلاقة بين الرباط والرياض أسوأ من أي وقت مضى.

طالع النص الأصلي للتقرير من المصدر عبر الضغط هنا