الدراما العربية في رمضان
في الوقت الذي تبث فيه القنوات المصرية مسلسلاً يتنبأ بنهاية إسرائيل ويتعامل معها باعتبارها عدو، قامت المملكة العربية السعودية بإنتاج مسلسلاً اجتماعياً تضمن رسائل ضمنية مباشرة وغير مباشرة حول أهمية التطبيع مع إسرائيل والفوائد التي ستعود على المملكة بسببه.
في مسلسل “مَخرج 7” السعودي، تم عرض تساءلت إحدى الشخصيات في أحد المشاهد الرئيسية في المسلسل عن جدوى استمرار التعامل مع إسرائيل باعتبارها عدواً، خاصة وأن دعم الرياض للقضية الفلسطينية لم يعد مثمراً لها ]السعودية[، فيه مشهد اعتبره الكثيرون انه انعكاساً لموقف الحكومة السعودية من التطبيع مع إسرائيل، حيث تم تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين مؤخراً، بسبب محاربة العدو اللدود المشترك “إيران”.
وفي ذات السياق، قامت شبكة MBC بإنتاج مسلسل تاريخي يناقش المعاناة التي كان يعيشها اليهود في القُطر العربي القرن الماضي، عن طريق سرد حياة امرأة يهودية تدعى “أم هارون”- وهو اسم المسلسل ايضاً، وعن المعاناة والعنصرية التي لاقتهم داخل المجتمع العربي الذين كانت تعيش فيه بسبب ديانتها كيهودية.
من ناحية أخرى، تبث قنوات مصرية موالية للنظام، مسلسل “النهاية”، بطولة يوسف الشريف، ومن انتاج شركة Synergy ذات العلاقات والروابط القوية مع حكومة السيسي، وهو المسلسل الذي أثار غضب الإسرائيليين، حكومة وشعباً، ولا زالت تداعياته مستمرة حتى الآن.
المسلسل المثير للجدل من فئة “الخيال العلمي”، تدور أحداثه عام 2120، حول مهندس طاقة يعمل مدرساً أيضاً، يعيش في مستقبل بائس يهيمن عليه فكرة استنساخ البشر على هيئة روبوتات وقد بدأت الحلقة الأولى من المسلسل، وهي التي أثارت غضب الإسرائيليين، بمشهد لهذا المهندس، وهو يقوم بتدريس مجموعة من الأطفال حول “حرب تحرير القدس”، والتي تم فيها تدمير إسرائيل بعد مرور أقل من 100 عام على تأسيسها، كما تم تفكيك وتقسيم الولايات المتحدة الأمريكية.
الخارجية الإسرائيلية أصدرت بيان ادانة شديد اللهجة ضد المسلسل، اعتبرته “عمل مؤسف ومرفوض وغير مقبول على الإطلاق”، كما قالت صحيفة “جورزليم بوست” أن العمل يُعد خرقاً لمعاهدة السلام التي أبرمها الطرفان منذ 41 عاماً، والتي تنص إحدى فقراتها على أنه ” يجب على الطرفين الامتناع عن الدعاية العدائية ضد بعضهما البعض”.
كما طالبت الصحف الإسرائيلية بوقف عرض هذا المسلسل لما فيه من إساءة لإسرائيل، وتزييف للمعلومات (على حد قولها).
على الجانب الآخر، أجرت وكالة أسوشيتد برس، مقابلة صحفية مع كاتب المسلسل “عمرو سمير عاطف”، والذي قال إن “تدمير إسرائيل مستقبل محتمل في غياب سلام حقيقي واستقرار حقيقي في المنطقة … يجب أن يقوم السلام على العدل”.
الحكومة المصرية لم تعلق رسمياً على هذا العمل حتى الآن، كما لم ترد على البيانات الإسرائيلية، والتي قالت أن هذه الأعمال ما كانت لتخرج إلى النور دون موافقة من الحكومة المصرية، على الرغم من التعاون المشترك بين البلدين من الناحية العسكرية، والممتد منذ 1979.
من الجدير بالذكر انها ليست المرة الأولى التي تثير فيها الدراما المصرية غضب إسرائيل، سبق وقامت عام 2002 ببث مسلسل “فارس بلا جواد”، والذي كان يدعم فكرة مقاومة إسرائيل بكل الطرق وتحدث عن المؤامرات اليهودية للسيطرة على العالم، وهو ما اعتبرته إسرائيل إهانة لها، خاصة وانه كان يتضمن أفكار “معادية للسامية”.
المسلسل أثار غضب واشنطن أيضاً في ذلك الوقت، واعتبرته أنه “يشجع على الكراهية” وطالبت بوقفه.
.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اقرأ أيضًا: مسلسل النهاية .. احتفاء مصري وغضب منقطع النظير في الأوساط الإسرائيلية
.
اضف تعليقا