بعد نحو 60 عامًا من استقلالها، تمكنت الجزائر الجمعة، من استعادة رفات 24 من شهداء المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي والتي انتهت بالاستقلال في 5 يوليو/تموز 1962، وقد أظهرت بيانات رفات الشهداء أن من بينهم مصري شارك في المقاومة الجزائرية.
وقد جاء الكشف عن رفات الشهيد المصري كخطوة تظهر من جديد عن ملمح جديد للتضامن والتلاحم بين الشعبين المصري والجزائري، حسب وكالة الأنباء الرسمية المصرية.
صاحب الجمجمة رقم 5942، أو الشهيد “موسى بن الحسن المصري الدرقاوي” كان صاحب رفات جمجمة المجاهد المصري الذي شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر.
هو الحاج موسى بن الحسن الدرقاوي من مدينة دمياط المصرية وأستشهد مع الشيخ بوزيان وإبنه والمئات من المجاهدين بالزعاطشة بولاية بسكرة وهذه هي جماجم القادة pic.twitter.com/VnGEy4TxiB
— عبد الفتاح أبو القاسم العزوزي (@elazzouzi1982) July 4, 2020
وقد ولد “الدرقاوي” بالقرب من مدينة دمياط بشمال مصر، وتوفي والده وهو طفل صغير.
وفي عام 1822، أصابه مرض خبيث في الرأس أجبره على الذهاب لسوريا للعلاج؛ حيث استغرق عاما كاملا، توجه بعدها إلى اسطنبول بتركيا، ومنها إلى غرب الجزائر.
ووفقًا للوكالة المصري، فإن “الدرقاوي” انتقل بعد ذلك إلى طرابلس سنة 1826؛ حيث التقى بالشيخ “سيدي محمد بن حمزة ظافر المدني” شيخ الطريقة الشاذلية، وهناك تلقى العلوم الشرعية.
قبل أن يستقر في مدينة الأغواط بوسط الجزائر عام 1829؛ حيث أحسن السكان هناك استقباله تقديرا لعلمه وبنوا له زاوية، ومنحوه أراض وحدائق تعرف الآن بـ”زقاق الحجاج”، ليقيم بها مدة عامين.
بعدها انتقل “الدرقاوي” لمدينة مسعد، التي أسس له سكانها زاوية، وأصبح له الكثير من المريدين.
كما امتد صيته لمدينتي قصر البخاري والمدية.
الجمجمة رقم5942 هي جمجمة الشهيد المصري موسى الدرقاوي رحمه الله الذي قتل في تفجير بيت أستاذه الشيخ بوزيان في نوفمبر1849 على يدالجنرال الإرهابي Émile Herbillon
هكذا يخبرنا التاريخ أن العرب كانوا جسدا واحدا،شاميا ومغربيا ومصريا، يتألم ويمرض ويصحّ بكل أعضائه.معركته واحدة ومصيره واحد https://t.co/nUd6hDdToE
— خديجة بن قنة (@Benguennak) July 4, 2020
وحسب المؤرخين، اختلف “الدرقاوي” مع الأمير “عبد القادر” القائد التاريخي للثورة الجزائرية؛ بسبب توقيع الأمير معاهدة ديمشال مع الفرنسيين.
وأدى هذا الخلاف بينهما لمعركة عسكرية في عام 1935 انتصر فيها الأمير “عبد القادر”؛ ليلجأ “الدرقاوي” بعدها لجبل موزاية، ومنه إلى مدينة مسعد؛ حيث بدأ تنظيم صفوفه من جديد.
وطارد الجنرال الفرنسي “ماري مونج”، “الدرقاوي” في مدينة مسعد؛ فلجأ لقبيلة بني لالة، حيث مكث هناك 3 سنوات، ثم توجه جنوبا نحو متليلي الشعانبة سنة 1847؛ حيث رحب به أهلها لما سمعوه عنه، وهناك جمع أكبر عدد من الأتباع.
وتروي كتب التاريخ أن الشيخ “بوزيان” أحد كبار أعوان الأمير “عبد القادر” حاول الاتصال بشيوخ الطرق والزوايا للتحضير لـ”ثورة الزعاطشة”؛ حيث تواصل مع “الدرقاوي”، الذي رحب بالجهاد، وذهب إلى مدينة مسعد واصطحب معه حوالي 80 مقاتلا من أولاد نائل.
وقاوم “الدرقاوي” وأتباعه ببسالة الحصار المفروض عليهم بالواحات حتى جاء يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني 1849، وحينها تم نسف دار الشيخ “بوزيان”، وأمر القائد الفرنسي “هيربيون” بقطع رأس زعيم الثورة الشيخ “بوزيان” ورأسي ابنه و”الدرقاوي”، وتعليقهم على أحد أبواب بسكرة.
ونُقلت الجماجم بعد ذلك إلى فرنسا؛ حيث تم حفظها في متحف الإنسان بباريس.
وعلى مدار أكثر من 170 عاما حملت جمجمة “الدرقاوي” رقم 5942 حتى عادت إلى الجزائر، الجمعة.
يوم كان البطل الدرقاوي المصري يموت من أجل الجزائر وسليمان الحلبي السوري يقتل من أجل مصر ومحمد الدغباجي التونسي يقاتل الطليان في ليبيا..
كل هذا كان قبل سايكس بيكو!!
تعلموا يا وطنيست يا أحفاد سايكس بيكو…#أنا_أندلسي#الأندلس_أرض_أجدادي#الأندلس#الجزائر#تونس#ليبيا#مصر#سوريا pic.twitter.com/yODizHpQfG— محمد الشيخ (@elmdjidi92) July 4, 2020
كان الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” على رأس مستقبلي الرفات بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة؛ حيث جرت مراسم استقبال جنائزية رسمية لها.
بعد ذلك، تم نقل الرفات إلى قصر ثقافة “مفدى زكريا” لتمكين المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة عليها، قبل أن توارى الثرى، الأحد، في مربع الشهداء بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة.
وفي 2016، كشفت وسائل إعلام فرنسية عن وجود 18 ألف جمجمة محفوظة بمتحف “الإنسان” في باريس، منها 500 فقط تم التعرف على هويات أصحابها.
وأوائل فبراير/شباط الماضي، قال وزير قدماء المحاربين الجزائريين، “الطيب زيتوني”، في تصريحات صحفية، إن بلاده أوقفت المفاوضات مع نظيرتها الفرنسية بشأن قضية الجماجم، وملفات أخرى تخص الفترة الاستعمارية بسبب “عدم جدية” باريس في حلها.
وثورة الجزائر دامت 7 سنوات ونصف، ومكنت الجزائريين من نيل استقلالهم بعد استعمار فرنسي دام أكثر من 132 سنة.
من بين أكثر من 14 ألف جمجمة مرصوصة فوق أدراج "متحف الإنسان" في #باريس منذ 170 عاما..تعود اليوم إلى #الجزائر 24 جمجمة، لتفتح جروح الذاكرة في أروقة محكمة التاريخ.#المجد_والخلود_لشهدائن_الأبرار
Publiée par خديجة بن قنة sur Vendredi 3 juillet 2020
اقرأ أيضًا: شكر ليبي .. لقطر وتونس والجزائر على إسهاماتها في جلسة أممية بالدورة الـ44
اضف تعليقا