بدأ حسن روحاني الجمعة أول زيارة لرئيس إيراني إلى اليابان منذ أكثر من عقدين في وقت تحاول طوكيو أن تلعب دور الوساطة بين طهران وواشنطن.

واستعرض المسؤولان حرس الشرف في مقر آبي في وسط طوكيو قبل لقاء قمة على مائدة العشاء. ولم يعلن عن عقد مؤتمر صحافي بعد المحادثات.

وتأتي الزيارة بعد احتجاجات تخللتها أحداث دامية الشهر الماضي بعد زيادة سعر الوقود في إيران في حين شددت واشنطن عقوباتها على الاقتصاد الإيراني بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقع مع طهران في عام 2018.

وبموجب الاتفاق الموقع في 2015، وافقت طهران على خفض نشاطاتها النووية بشكل كبير والالتزام بطبيعتها المدنية، مقابل رفع جزء من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

وقلل الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي الربيعي من أهمية الجانب المتعلق بالوساطة خلال الزيارة مؤكدا أن زيارة روحاني إلى اليابان “لا علاقة لها بقضايا مثل المفاوضات مع الأميركيين”.

لكنه أضاف أن “أصدقاءنا اليابانيين يحملون بشكل عام رسائل أو مبادرات نرحب بها (…) وندرسها جديا”.

وحاول آبي من قبل إقامة جسور بين طهران وواشنطن حليفة اليابان. لكنه بقيم في الوقت نفسه علاقات وثيقة دبلوماسية واقتصادية مع إيران.

والأسبوع الماضي، صرح آبي الذي زار طهران في حزيران/يونيو، أنه سيبذل “أقصى الجهود لخفض التوتر” في الشرق الأوسط.

وكانت اليابان من المستوردين الرئيسيين للنفط الإيراني الخام، لكنها تخلت عن شراء الذهب الأسود من طهران امتثالا للعقوبات الاقتصادية الأميركية.

ومن المتوقع أن يشرح رئيس الوزراء الياباني للرئيس روحاني خطة طوكيو لإرسال سفينتين من قوات الدفاع الذاتي إلى خليج عُمان لحماية سفن الشحن التي تعبره.

وقال يوشهيدي سوغا المتحدث باسم الحكومة “في قمة اليابان وإيران اليوم سنشرح سياسة اليابان، وهي سياسة تهدف إلى ضمان سلامة السفن اليابانية”، مضيفًا أن 90 في المائة من واردات اليابان من النفط الخام تأتي من المنطقة.

 

– “تأثير خطير” –

وصل روحاني إلى اليابان قادما من كوالالمبور حيث دعا الدول الإسلامية الخميس إلى محاربة “الإرهاب الاقتصادي” الأميركي، خلال قمة إسلامية دعت إليها ماليزيا.

وقال أسامو مياتا، رئيس مركز الدراسات الإسلامية المعاصرة في اليابان لوكالة فرانس برس إن آبي سيجد صعوبة في إيجاد مسار للتسوية والتوفيق بين مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب وروحاني.

وقال هيتوشي سوزوكي، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في معهد الاقتصاديات النامية لوكالة فرانس برس إن العقوبات الأميركية “لها تأثير خطير على كل جانب من جوانب الأنشطة في إيران؛ على حياة الناس اليومية وميزانية البلاد وتضخم أسعار السلع المستوردة”.

وأضاف سوزوكي أنه “سيكون من الصعب تحقيق إنجازات ملموسة من اجتماع روحاني-آبي هذه المرة ، لكن على المدى الطويل، يمكن أن تحذر اليابان الولايات المتحدة من أن العقوبات الحالية لها تأثير سلبي خطير”.

وقال إن “هذا قد يدفع السياسة الداخلية الإيرانية إلى التحرك في الاتجاه المعاكس الذي تأمله الولايات المتحدة، كأن يدفع المتشددين على سبيل المثال إيران في اتجاه استئناف تطوير برنامجها النووي، أو ظهور توجه مجاف للديموقراطية في إيران”.