كشف فيلم وثائقي، بثته قناة “الجزيرة” الفضائية، بعنوان “الساعات الأخيرة”، كيف انقلب “عبدالفتاح السيسي”، حين كان قائدا للجيش المصري على رئيسه “محمد مرسي”.
وطرح الفيلم مجموعة من الشهادات لتجيب على أسئلة ظلت مطروحة طوال السنوات الماضية، ومنها ما الذي كان يحدث وراء الكواليس في الساعات الأخيرة لحكم الرئيس مرسي؟ ومتى علم مرسي أن السيسي سينقلب عليه؟ وماذا كان دور الولايات المتحدة الأمريكية؟.
واستضاف الفيلم مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية “خالد القزاز”، الذي كان واحدا من بين 9 أشخاص ظلوا مع “مرسي” في الساعات الأخيرة قبل الانقلاب عليه، وهو الوحيد الآن خارج المعتقل.
وقال “القزاز” إن مواقف قيادة القوات المسلحة في الأيام العشرة الأخيرة من حكم “مرسي” كانت تتعمد أن تكون “حمالة لكل الأوجه”، وعندما يستفسر “مرسي” عن موقف ما يستشكله، تقوم هذه القيادة ممثلة في “السيسي”، باعتباره وزير الدفاع، بالمراوغة وتقديم التبريرات.
وأشار إلى أن الجيش، قدم للرئاسة “مجموعة مقترحات تحولت إلى مطالب”، مستغلا كون أولى أولويات “مرسي”، هي “محاولة توحيد الصف الوطني”، لكنها في ذات الوقت “قامت بخطوات مريبة في شكل تحرك عسكري على الأرض يهدد بفرض واقع جديد، من بينها نقل مرسي إلى قصر القبة، بذريعة توفير حماية أكبر له”.
الفيلم سلط الضوء أيضًا على الأدوار التي مارسها عدد من السياسيين المصريين، مثل “محمد البرادعي”، الذي أكد لوزير الخارجية الأمريكي آنذاك “جون كيري”، أن “حكومة مرسي تمثل خطرًا على المجتمع المصري”، وكذلك الحكومات الأجنبية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والاتحاد الأوروبي.
أما عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق “أندرو ميلر”، فقال وفقاً للفيلم إن “المخابرات الأمريكية كانت على علم بالانقلاب العسكري، بدءاً من يوم 26 يونيو 2013”.
وأوضح أن “الحداد”، كان على علم بحجم الأزمة بشكل أكبر من “مرسي”، ونقل رعبه من اقتراب الانقلاب العسكري، إلى مجلس الأمن القومي الأمريكي في ذلك الوقت.
ولفت إلى أن السفيرة الأمريكية آنذاك “آن باترسون”، لاحظت تغير موقف “السيسي”، والرسائل التي يقوم بإيصالها، في الأشهر الأخيرة قبل الانقلاب، مشيرا إلى أن قرار الانقلاب، كان معدا له مسبقا، وليس وليد مظاهرات 30 يونيو.
وكشف وزير الدولة لشؤون الدفاع، القطري خالد العطية لأول مرة عن وقائع لقائه بالرئيس “محمد مرسي” قبل أيام من الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي.
وقال “العطية”: “التقيت بمرسي يوم 12 يونيو (قبل نحو أسبوعين من الانقلاب العسكري)، وكان يشتكي من تدخل أطراف في المنطقة (لم يذكرها) بالشأن الداخلي المصري”.
وأكمل قائلا: “الرئيس مرسي ذكر أن دولة من دول الخليج حاولت إدخال أسلحة مضادة للطائرات محمولة على الكتف من أجل الدفع بها إلى سيناء، وأموال نقدية”، مشيراً إلى أنه (أي مرسي) أكد أنه يستطيع التفاهم معها بهذا الشأن.
وأضاف العطية مكملا: “كنا قلقين (مما يحدث في مصر) لأن أي هزة هناك فإن ارتداداتها تصل إلى منطقة الخليج”.
وأكد العطية أن الرئيس مرسي كان لديه قلق دائم من وصول الأمور إلى منطقة فيها صدام حتمي بين الجمهور والجيش.
اضف تعليقا