صدر، مساء الثلاثاء، أمر ملكي سعودي يسمح للمرأة بقيادة السيارات، لتتخلي المملكة عن لقب الدولة الأوحد في العالم التي كانت تمنع الجنس اللطيف من القيادة.

وحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، صدر أمر ملكي باعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة  للذكور والإناث على حد سواء.

وقال الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، في رسالة إلى وزير الداخلية: «نشير إلى ما يترتب من سلبيات من عدم السماح للمرأة بقيادة المركبة، والإيجابيات المتوخاة من السماح لها بذلك مع مراعاة تطبيق الضوابط الشرعية اللازمة والتقيد بها».

وأضاف: «كما نشير إلى ما رآه أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء بشأن قيادة المرأة للمركبة من أن الحكم الشرعي في ذلك هو من حيث الأصل الإباحة، وأن مرئيات من تحفظ عليه تنصب على اعتبارات تتعلق بسد الذرائع المحتملة التي لا تصل ليقين ولا غلبة ظن، وأنهم لا يرون مانعا من السماح لها بقيادة المركبة في ظل إيجاد الضمانات الشرعية والنظامية اللازمة لتلافي تلك الذرائع ولو كانت في نطاق الاحتمال المشكوك فيه».

وتابع: «لذا اعتمدوا تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية – بما فيها إصدار رخص القيادة – على الذكور والإناث على حد سواء، وأن تشكل لجنة على مستوى عال من وزارات: ( الداخلية، والمالية، والعمل والتنمية الاجتماعية )؛ لدراسة الترتيبات اللازمة لإنفاذ ذلك، وعلى اللجنة الرفع بتوصياتها خلال ثلاثين يوماً من تاريخه، ويكون التنفيذ – إن شاء الله – اعتباراً من 10-10-1439هـ (30 سبتمبر) ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة، وإكمال ما يلزم بموجبه».

وقبل أسبوعين، تناقلت وسائل إعلام سعودية أن توصية قيادة المرأة للسيارة سيتم طرحها وبقوة تحت قبة مجلس الشورى (البرلمان السعودي) خلال الشهر الجاري.

يأتي ذلك بعد أن تقدمت كل من الدكتورة «هيا المنيع»، والدكتورة «لطيفة الشعلان» و«منى آل مشيط»، بمقترح لمجلس الشورى عام 2013 يطالبن فيه بالسماح للمرأة بقيادة السيارة وفق الضوابط الشرعية، وقوبل المقترح بالرفض من قبل أعضاء في المجلس، آنذاك.

وقد أعادت العضوات، المقترح للمرة الثانية إلى قبة المجلس وطالبن بتعديل المادة 36 من نظام المرور التي تحدد شروط الحصول على رخصة القيادة وذلك بإدخال فقرة جديدة نصها «تعتبر رخصة القيادة حقًا للرجال والنساء على حد سواء متى توفرت الشروط».

ومنحت السلطات السعودية في السنوات العشر الماضية فرصا جديدة للنساء فيما يتعلق بالدراسة والعمل، لكن قيادة السيارات استمرت محظورة عليهن حتى صدور الأمر الملكي مساء اليوم.

وكانت وسائل إعلام سعودية تحدثت، في مارس الماضي، عن قرب السماح للنساء باستخراج رخص قيادة للسيارات بشكل رسمي، ليتمكن من قيادة السيارات لأول مرة في تاريخ السعودية.

كما سيتم إنشاء مدارس خاصة لتعليم النساء قيادة السيارة قبل تقدمهن بطلبات الحصول على رخصة قيادة.

وفي تلميح حول دراسة موضوع قيادة المرأة للسيارة، وربما إقراره مستقبلاً، أكد ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان» (حينما كان وليا لولي العهد)، في تصريح سابق له، أن «قضية قيادة المرأة للسيارة برمتها تعود إلى المجتمع لا إلى الدين».

وأشار إلى أن فتاوى بعض العلماء والدعاة السعوديين مفادها عدم حرمة قيادة المرأة للسيارة، رغم أن مفتي المملكة الراحل، الشيخ «عبد العزيز بن باز»، ربط «حرمة القيادة بالمصالح والمفاسد».