أعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، اعتراض دفاعات المملكة صاروخًا بالستيًا جديدًا أطلق من اليمن باتجاه مدينة جازان في جنوبي السعودية أمس الأحد، مشيرًا إلى أنه تسبب في إصابة شخص يحمل الجنسية الباكستانية بجروح.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن بيان للمتحدث باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، أنَّ الدفاع الجوي السعودي رصد مساء أمس “صاروخًا بالستيًا أطلقته ميليشيا الحوثي من داخل الأراضي اليمنية من مدينة صعدة باتجاه أراضي المملكة”.
وأوضح المالكي أنّ “الصاروخ سقط في منطقة نائية، ولم ينتج عن ذلك سوى إصابة مقيم من الجنسية الباكستانية إصابة خفيفة”.
وأشار المتحدث إلى أن “هذا العمل العدائي من قبل الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورُّط دعم النظام الإيراني لجماعة الحوثي المسلحة بقدرات نوعية في تحدٍّ واضح وصريح لخرق القرار الأممي 2216 والقرار 2231 بهدف تهديد أمن السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وأنّ إطلاق الصواريخ باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفًا للقانون الدولي الإنساني”.
على الجانب الآخر، أعلن الحوثيون عبر قناة “المسيرة” التابعة لهم أن الصاروخ استهدف معسكرًا للجيش السعودي في جازان.
وتزامن إطلاق الصاروخ الباليستي مع وجود المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث في العاصمة صنعاء، التي وصل إليها أول أمس للتباحث مع الحوثيين بشأن إمكانية تسليم مدينة الحديدة إلى الحكومة الشرعية بشكل سلمي.
ويأتي الهجوم الصاروخي في وقت تشنّ فيه القوات الموالية للحكومة اليمنية بمساندة قوات إماراتية هجومًا واسعًا تحت مسمى “النصر الذهبي” بهدف اقتحام مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.
ومنذ نوفمبر الماضي، كثّف الحوثيون إطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية. ويعلن التحالف عادة اعتراض القوات السعودية لهذه الصواريخ. وأعلن التحالف قبل أسبوع اعتراض صاروخ استهدف جازان أيضًا، لكنه لم يتسبب في خسائر بشرية.
وفي 9 يونيو الجاري قتل ثلاثة مدنيين في جازان بعدما استهدف الحوثيون المدينة الجنوبية بقذيفة، وفي 10 مايو الماضي دشّن الدفاع المدني السعودي منظومة صفارات إنذار جديدة في الرياض والمنطقة الشرقية، في إشارة إلى تزايد المخاطر التي تشكلها صواريخ الحوثيين.
ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري عربي في مارس 2015 دعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.
وأدَّى النزاع منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفًا في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليًا.
اضف تعليقا