في أول اعتراف رسمي بوجود حملات اعتقال منظمة للدعاة والعلماء ورموز المجتمع بالسعودية، كشف عادل الجبير وزير الخارجية السعودي عن أسباب تلك الحملة القمعية، التي طالت عدداً من الشخصيات الدعوية الشهيرة.

ووفقا لما ذكره موقع الخليج الجديد، نقلا عن وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، فإن الجبير أكد أن الاعتقالات جاءت لإحباط “خطة متطرّفة” كان هؤلاء الأشخاص يعملون على تنفيذها، بعد تلقيهم تمويلات مالية من دول أجنبية.

وصرّح وزير الخارجية السعودي في حوار له مع الوكالة الأمريكية: “وجدنا أن عدداً منهم كانوا يعملون مع دول أجنبية، ويتلقّون تمويلاً من أجل زعزعة استقرار السعودية”، مضيفاً: “عندما تنتهي التحقيقات سنكشف الحقيقة كاملة”.

ولفتت “بلومبيرغ”  إلى أن الجبير أحجم عن ذكر أسماء أي من الموقوفين التي كشفت تقارير حقوقية عن أسمائهم، منذ مطلع هذا الشهر، وهم مجموعة من رجال الدين، والأكاديميين، ورجال الأعمال، والكتّاب، والصحفيين، الذين آثروا الحياد والصمت خلال الأزمة الخليجية، التي اندلعت في الخامس من يونيو الماضي.

واللافت أن الاعتقالات طالت جميع التوجّهات السياسية والفكرية، أي إنها لم تقتصر على فئة أو توجه محدد، ومن بين المعتقلين الداعية سلمان العودة، وعوض القرني، وكلاهما مستقلّ عن المؤسسة الدينية الرسمية، وكذلك الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت، والكاتب مصطفى الحسن، ورجل الأعمال عصام الزامل.

كما طالت أخيراً كلاً من القاضي في المحكمة الجزائية في الخبر، خالد الرشودي، وعميد كلية حوطة سدير، الدكتور يوسف المهوس، والأستاذ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الدكتور علي الجهني، والإعلامي مساعد الكثيري، والمنشد ربيع حافظ، بالإضافة إلى سبعة قضاة في المحكمة الجزائية المتخصصة لم تعرف أسماؤهم حتى الآن.

واستنكرت هيئات حقوقية سعودية ودولية وشخصيات عامة تلك الاعتقالات التي أكدتها السعودية على لسان الجبير، ودعت إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين؛ لأنه لا يوجد سند قانوني واضح يبرر اعتقالهم، خاصة أن الحملة تتزامن مع صعوبات تواجهها السعودية على كل الأصعدة.

وفي مقالٍ له بعنوان “السعودية لم تكن قمعية إلى هذا الحد.. حالياً غير محتملة”، بصحيفة “الواشنطن بوست”، انتقد الكاتب السعودي المعروف، جمال خاشقجي، الحملة واعتبر أنها تشير إلى مؤشرات خطيرة على كافة الأصعدة تدعو للقلق.

وقال خاشقجي: “اضطررت للخروج لأني كنت سأواجه مصير زملائي الأفاضل المعتقلين إذا أردت أن أعبّر عن رأيي، وهذه ليست السعودية التي أعرفها، السعودية التي أعرفها هي أن نسكت أحياناً عندما نجد أشياء لا نتفق فيها مع الدولة”.