كعادة الجاني، الذي تظل ذكرى المجني عليه تؤرق مضجعه، تسعى السلطات السعودية، إلى إنتاج عمل إعلامي كبير، بهدف التغطية على جريمتها، في حق “عبد الرحيم الحويطي”، الذي قتل بنيران الشرطة السعودية، خلال رفضه التهجير القسري من منزله لصالح مشروع “نيوم” الذي يتبناه ولي العهد “محمد بن سلمان”.
ويهدف هذا العمل الإعلامي الضخم إلى أن يتبرأ قيادات ومشايخ قبيلة الحويطات، من نجلهم “عبد الرحيم” الذي قتلته رصاصات الغدر بعد أن رفض تسليم منزله لهم من أجل مشروع “نيوم” المزمع إنشاؤه على أطلال منازل الأبرياء من أبناء القبيلة وجوراها.
ووفقًا لمؤسسة “القسط” لحقوق الإنسان، فإن مصادر كشفت لها، إن إمارة تبوك في يوم تسليم جثمان “عبد الرحيم”، دعت عددًا من أبناء القبيلة للاجتماع في الإمارة لمناقشة الأمر، فقاطع عدد من أبناء القبيلة ورفضوا الدعوة، وتوجهوا لتشييع الجثمان ودفنه.
أما من حضروا الاجتماع، حسب “القسط”، فقد وعدتهم السلطات بدفع مبلغ 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار) لكل شخص منهم، و300 ألفا (80 ألف دولار) لكل شخص ممن تم تعيينهم كمشايخ، وذلك مقابل المساهمة في عمل إعلامي، ومهرجان جماهيري.
ورد للقسط:
أن السلطات #السعودية بعد أن أقدمت على قتل #عبدالرحيم_الحويطي تسعى حاليًا لإنتاج عمل إعلامي كبير تستخدم فيه عدد من الشخصيات من القبيلة للبراءة من عبدالرحيم و إرغامهم على ما تسميه السلطات بـ"تجديد البيعة". pic.twitter.com/oywwtCGNYx— القسط لحقوق الإنسان (@ALQST_ORG) April 25, 2020
ولفتت المؤسسة إلى أن هذا العمل يهدف إلى إعلان البراءة من “عبدالرحيم” ومن أبناء القبيلة الذين يرفضون التهجير، ويعلنون ما أسمته السلطات بـ”تجديد البيعة”.
وأقر جهاز أمن الدولة بالسعودية، في 15 أبريل/نيسان الجاري، بتصفية “عبدالرحيم الحويطي” أحد أبناء قبيلة “الحويطات”، إثر رفضه تسليم منزله للسلطات في إطار مخطط لتهجير السكان من أجل إقامة مشروع “نيوم” على البحر الأحمر بشمال غربي السعودية، وهو المشروع الذي أعلن عنه “بن سلمان” ضمن رؤية 2030.
وتمكن “الحويطي” قبل قتله، من توثيق تواجد قوات الأمن السعودية حول منزله، قائلاً إنّ أي مواطن لا يسلم بيته لهم تأتيه قوات المباحث والطوارئ للتصرف معه بالقوة.
وينظر أفراد “الحويطات”، إلى أنفسهم باعتبارهم قبيلة بدوية تقليدية عريقة تعتز بنفسها، وأنهم ما زالوا يعيشون منذ مئات السنين في المنطقة على الحدود بين السعودية والأردن.
ويعرفون في التاريخ بأنهم مقاتلون شجعان وقاتلوا إلى جانب “تي إي لورانس” أيام الثورة العربية في 1917، وذكرهم في مذكراته التي نشرت تحت عنوان “أعمدة الحكمة السبعة”.
وتخلى معظم أفراد القبيلة اليوم عن حياة البادية في الصحراء، واستقروا في منازلهم وقراهم.
اقرأ أيضًا: الغارديان: منعطف جديد باليمن يعقد العلاقة بين السعودية والإمارات
اضف تعليقا