إبراهيم سمعان

خلال الفترة الأخيرة هاجمت وسائل إعلام سعودية النواب المسلمون في الكونجرس الأمريكي، حيث اتهمت النائبتين رشيدة طليب وإلهان عمر، بأنهما تابعتين لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك الناشطة ليندا صرصور.

ووفقا لموقع ” lemuslimpost” الناطق بالفرنسية، فإن النائبتين الجديدتين بالكونجرس إلهان عمر ورشيدة طليب اللتان تعرضتا بالفعل لانتقادات وسائل الإعلام المحافظة في الولايات المتحدة، وخاصة بعد سعيهما لإدخال قانون جديد إلى الكونجرس يسمح بالحجاب ودعمهم حركة المقاطعة الإسرائيلية،  أصبحتا الآن مستهدفتين من المملكة السعودية.

وأوضح أنه في مقال نشر بتاريخ 9 ديسمبر على موقع العربية الإلكتروني، اتهمت إلهان ورشيدة بأنهما أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين ومعاديتان لحكومتي السعودية والإمارات.

وزعم المقال أن “معركة الديمقراطيين ضد سيطرة الجمهوريين على الكونجرس الأمريكي أدت إلى تحالف مع الحركات الإسلامية السياسية لاستعادة السيطرة على الحكومة” قبل الانتقال إلى الحديث عن النائبتين المسلمتين.

وأضاف “كلاهما يعارض دونالد ترامب وفريقه السياسي وخياراته خاصة سياسته الخارجية التي تتراوح بين العقوبات ضد إيران وعزل جماعة الإخوان المسلمين وجميع الحركات الإسلامية السياسية”.

ولم يهاجم المقال هاتين العضوتين فقط – يقول الموقع –  بل وجه الاتهام نفسه إلى الناشطة الأمريكية ذات الأصل الفلسطيني ليندا صرصور، وقال إنها مرتبطة بالإخوان المسلمين، خاصة أنها عضو في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير).

وفي تعليقه على هذا الأمر قال موقع “فورين بولسي” على الإنترنت، تخشى السعودية والإمارات من “دعوة القادة العرب الجدد للحزب الديمقراطي للتغيير السياسي في بلادهم”.

وأشار الموقع إلى أنه لم تكن هذه أول مرة تهاجم فيها السعودية النواب المسلمون في الكونجرس فبعد ساعات فقط من انتصار إلهان عمر، اتهم عضو في السفارة السعودية بالولايات المتحدة هذه السياسية الشابة باتباعها أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين وقال  مغردا “إنها ستكون معادية للخليج وتمثل الإسلام السياسي الحزبي التابع للإخوان في الشرق الأوسط”.

ولفتت “فورين بولسي” رغم إنفاق دول الخليج ملايين الدولارات على حملات العلاقات العامة في العواصم الغربية، فإنها تشعر بتهديد من قبل جميع صانعي السياسة الذي ينتقدون سياستهم في المنطقة .

وإلهان عمر ورشيدة طليب أول امرأتين مسلمتين يحصلان على مقعد في الكونجرس الأمريكي وذلك خلال انتخابات التجديد النصفي التي شهدتها الولايات المتحدة.

وانتخبت رشيدة طليب البالغة من العمر 42 عاما من ولاية ميشيجان وإلهان عمر (36 عاما) من ولاية مينيسوتا لعضوية مجلس النواب،  وهو نفس المقعد الذي فاز به كيث إليسون عام 2006.

 

وإلهان عمر لاجئة صومالية محجبة، من ولاية مينيسوتا، خلفت كيث إليسون، الذي كان هو نفسه أول عضو مسلم في الكونجرس من أصل أسود، هربت من الحرب التي تشهدها الصومال وهي في سن الثامنة مع أسرتها، وبعد قضاء أربع سنوات في أحد مخيمات للاجئين في كينيا ، استقرت عائلتها عام 1997 في مينيسوتا ، وهي موطن لمجتمع كبير من مواطني القرن الأفريقي.

تخرجت من كلية العلوم السياسية والدراسات الدولية بـ”نورث داكوتا” الأمريكية في عام 2011، وبدأت حياتها المهنية كمعلمة تغذية، وبعد إنهاء دراستها، عملت مديرة حملة إعادة انتخاب “كاري دزييدزيتش” لمجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا لعام 2012، ومنسقة للتوعية بتغذية الأطفال في وزارة التعليم حتى 2013.

 

هذه المرأة القوية الشابة، وهي ناشطة في منظمة NAACP للدفاع عن الحقوق المدنية، كان لها ظهور كبير في المجتمع المحلي بمينيابوليس، وانتخبت في برلمان هذه الولاية الصناعية عام 2016.

أما رشيدة طليب، فهي فلسطينية  ولدت في ديترويت لأبوين فلسطينيين من اللاجئين، هذه المحامية، كبيرة أسرة مكونة من 14 طفلاً ، تصف نفسها بأنها مقاتلة.

وليندا صرصور ناشطة سياسية فلسطينية أمريكية ومدير تنفيذي سابق للجمعية العربية الأمريكية في نيويورك، واشتهرت بعد قيادتها لمسيرة حاشدة ضد ترامب بعد تبوئه منصبه وقد سميت هذه المسيرة ب”مظاهرة ربع مليونية ضد ترامب”.