جددت السفارة الأميركية في العاصمة العراقية بغداد هجومها على إيران، وذلك بعد منشور سابق أثار جدلا في العراق بالتزامن مع الذكرى الأربعين لـ”الثورة الإيرانية”، قالت فيه إنها “أربعون عاما من الفشل”.
وقالت السفارة الأميركية، في منشور على صفحتها الموثقة في “فيسبوك”، إن “الفساد يستشري في جميع مفاصل النظام الايراني، بدءا من القمة”، مضيفة أن “ممتلكات مرشد النظام الإيراني علي خامنئي تقدر بـ200 مليار دولار، بينما يرزح كثير من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلت إليه إيران بعد أربعين عاما من حكم الملالي”.

 

التصريحات الجديدة للسفارة الأميركية في بغداد تسببت بموجة جدل واسعة، خاصة داخل الفصائل العراقية المسلحة التي تنضوي ضمن “الحشد الشعبي”، وتعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي مرجعا دينيا لها، وتتلقى دعما ماديا وعسكريا مباشرا من إيران، مثل “كتائب حزب الله” و”العصائب” و”الخراساني” و”النجباء” و”البدلاء” و”سرايا عاشوراء” و”سرايا الجهاد”، وفصائل أخرى يصل عددها إلى 40 مليشيا مسلحة من أصل 71 مليشيا تَشكل معظمها بعد اجتياح تنظيم “داعش” الإرهابي مساحات واسعة من العراق عام 2014.

وتتورط أغلبية تلك المليشيات بانتهاكات وجرائم واسعة في العراق بدوافع طائفية غالباً.

وقال طالب البهادلي، عضو حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، عن تصريحات السفارة: “تجاوزٌ للأعراف الدبلوماسية أن تقوم سفارة دولة أجنبية بالهجوم على دولة أخرى من داخل الدولة المضيفة”، وأضاف أن “الهجومات المتكررة عبر حسابات السفارة قد يفهم منها محاولة استفزاز من يجد في السيد خامنئي مرجعا له”، مطالبا الحكومة بأن تتحرك لـ”وقف التراشق الإعلامي من كل الأطراف داخل العراق كونه لن يكون بصالح البلد”.

مصدر مقرب من فصيل مسلح عراقي معروف بقربه من طهران، قال لـ”العربي الجديد”، إن الفصائل “ستتخذ موقفا موحدا إزاء التحديات الأميركية في العراق”.

وبحسب المصدر ذاته، إن “الأميركيين يسعون لاستفزاز الفصائل الدينية، بشكل أو بآخر، حتى تتخذ أي رد فعل منها ذريعة لعمل ضدها، وهو ما تسعى لتفويته احتراما لتفاهمات سابقة مع الحكومة العراقية وقيادات سياسية في البلاد”، على حد قوله.

وبيّن المتحدث ذاته أن “فصائل “الحشد” تعتقد أن للإيرانيين فضلاً كبيراً عليها حين زودوها بالسلاح خلال سنوات الحرب على تنظيم “داعش”، موضحا أن “هذه الفصائل لا يمكن أن تقف على الحياد في أية مواجهة بين واشنطن وطهران، لأنها بالتأكيد ستنحاز للإيرانيين”.

ومطلع الشهر الحالي، قالت السفارة الأميركية في بغداد إنها “تريد للشعب الإيراني أن يتمتع بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الاختيار”، موضحة أن “النساء الإيرانيات كنّ قبل عام 1979 (الثورة الإيرانية) يتمتعن بنفس الحقوق التي تتمتع بها نساء العالم”.