أوقفت السلطات الروسية لفترة قصيرة الخميس المعارض الرئيسي للكرملين أليكسي نافالني بعد عمليات تفتيش في مقر منظمته المتخصصة بمكافحة الفساد والتي استهدفت تحقيقات ومداهمات العديد من أعضائها في الأشهر الأخيرة.
وأعلنت الناطقة باسم نافالني في تغريدة على تويتر توقيفه. وكتبت كيرا يارميتش في تغريدتها “أليكسي أوقف بالقوة وتم اقتياده”، موضحة أنه “لم يبد اي مقاومة”.
وبعد ساعات، أعلنت يارميتش لوكالة فرانس برس أن نافالني “أصبح حرا ولم يعد موقوفا”.
قبيل توقيفه، وضع المعارض الروسي تسجيل فيديو لباب مقر منظمته “صندوق مكافحة الفساد” بعد كسره بجهاز حفر ومنشار كهربائي.
وظهر في تسجيل فيديو آخر ملثمون يأمرون العاملين في المنظمة “بالوقوف أمام الجدران” بينما أطفأ آخرون يرتدون بزات كاميرات المكتب.
وقالت الناطقة نفسها “اختاروا الخميس عمدا، لأن أليكسي كان يفترض أن يتحدث اليوم” على شبكته على الانترنت. وأشار ليونيد فولكوف مساعد نافالني “الأسبوع الماضي حصلنا على حوالى 1,4 مليون مشاهد”.
ولم يصدر أي تعليق من السلطات حتى الآن.
ونافالني الذي سجن مرات عدة في السنوات الأخيرة، سخر قبل توقيفه في تسجيل فيديو من عمليات التفتيش الجديدة، وتمنى للمشاهدين سنة سعيدة. وقد ظهر مبتسما مع أعضاء آخرين في منظمته.
وكانت السلطات أدرجت “صندوق مكافحة الفساد” الذي يخضع لتحقيقات عديدة ويحقق في اختلاسات واسلوب معيشة النخب الروسية على لائحة “المنظمات العميلة للخارج”.
وسمح هذا التعريف المبهم والمثير للجدل للسلطات باستهداف العديد من المجموعات التي التي تنتقد السلطة لأن “العملاء للخارج” ملزمون بقواعد إدارية ومالية ويخضعون لمراقبة متزايدة.
وكانت سلسلتان من عمليات المداهمة استهدفت “صندوق مكافحة الفساد” في البلاد في أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر الماضيين في إطار تحقيق فتح في “غسل أموال”. وقد تم تجميد حساباتها.
ويؤكد نافالني أن الملاحقات ضد منظمته سياسية وأنها على صلة برفضه المتكرر وقف تحقيقه الأكثر شعبية في مكافحة الفساد: إذ نشر شريط فيديو يتهم رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف بأنه يقف على رأس إمبراطورية عقارية، شوهد 32 مليون مرة على يوتيوب.
ويقول نافالني في الفيلم إن ميدفيديف: “أنشأ بشكل شبه علني شبكة فاسدة من المؤسسات الخيرية التي يتلقى من خلالها رشى من الأوليغارشيين ويبني لنفسه قصورًا ومنتجعات لقضاء العطلات في جميع أنحاء البلاد”. ويعود نشر الفيلم إلى عام 2017.
– “سجن غير مشروع” –
تمارس السلطات ضغوطا على نافالني وحلفائه منذ سنوات. وساهم المعارض البالغ من العمر 43 عاما في تنظيم تظاهرات كبيرة ضد الحكومة الصيف الماضي شارك فيها عشرات الآلاف في موسكو حيث طالبوا بإجراء انتخابات منصفة.
وحكم على عدد من الأشخاص بالسجن على خلفية مشاركتهم في هذه التظاهرات.
واعلن نافالني الأربعاء أنه تم اقتياد أحد حلفائه قسراً لأداء الخدمة العسكرية في قاعدة نائية في المنطقة القطبية الشمالية في خطوة اعتبرها أنصاره عملية “خطف”.
واختفى رسلان شافيدينوف، المسؤول في مؤسسة مكافحة الفساد التابعة لنافالني، الاثنين بعدما اقتحمت السلطات شقّته في موسكو. وظهر الثلاثاء في قاعدة سرية تابعة لسلاح الجو في أرخبيل نوفايا زيمليا النائي في المحيط المتجمّد الشمالي، بحسب نافالني.
وقال نافالني في منشور على الإنترنت إن رسلان “حُرم بشكل غير قانوني من حريته”، واصفًا الشاب البالغ من العمر 23 عاما بـ”السجين السياسي”.
لكن الجيش الروسي أكد أن رسلان كان يتهرّب من أداء خدمة الجيش منذ فترة طويلة.
وشارك نافالني في تنظيم تظاهرات كبرى ضد الحكومة الصيف الماضي في موسكو شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بانتخابات نزيهة.
وانتهت انتخابات برلمان موسكو في الثامن من أيلول/سبتمبر بنكسة كبيرة للمرشحين الموالين للسلطة الذين خسروا نحو ثلث المقاعد. وكان نافالني دعا الناخبين الى “التصويت بذكاء” عبر دعم المرشحين القادرين على هزم مرشحي الكرملين وخصوصا الشيوعيين.
اضف تعليقا