أفادت شبكة CNN، الجمعة، بأن سلطات العراق تحقق مع أشخاص يشتبه في لعبهم دور “شبكة تجسس” سربت معلومات للولايات المتحدة وساعدتها في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني” ليلة الجمعة الماضية.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن السلطات العراقية أطلقت، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، تحقيقا في الظروف المحيطة بالغارة الأمريكية على طريق مطار بغداد، التي أودت بحياة “سليماني” ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي “أبو مهدي المهندس”، وعدد آخر من المسؤولين الإيرانيين والعراقيين.
ونقلت الشبكة عن مصدرين على دراية مباشرة بالتحقيق (طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب مخاوف أمنية)، قولهما إن المحققين، الذين يترأسهم مستشار الأمن القومي العراقي “فالح الفياض”، يتابعون “شبكة التجسس” المزعومة، ويعتقدون أنها سربت إلى واشنطن تفاصيل عن تحركات “سليماني” مثلت أساسا لعملية اغتياله.
وذكر مصدرا CNN أن التحقيق يركز على استجواب أفراد الأمن في مطار بغداد الدولي، وأوضح أحدهما أن لجنة التحقيق استجوبت، الخميس، العديد ممن كانوا يراقبون الكاميرات الأمنية في يوم اغتيال قائد فيلق القدس.
وجاء تأكيد الشبكة الأمريكية بعد ساعات من إفادة رويترز بأن “شبكة مخبرين” تمتد من دمشق إلى بغداد كانت وراء مقتل “سليماني”، مشيرة إلى أن جهود التحقيق العراقية، التي يقودها “الفياض” تركز على كيفية تعاون المخبرين المشتبه بهم داخل مطاري دمشق وبغداد مع الجيش الأمريكي للمساعدة في تتبع وتحديد موقع “سليماني”.
واستندت رويترز إلى مقابلات مع اثنين من المسؤولين الأمنيين على معرفة مباشرة بالتحقيق في العراق وموظفين في مطار بغداد، بالإضافة إلى اثنين من مسؤولي الشرطة واثنين من موظفي شركة طيران “أجنحة الشام” السورية (خاصة)، التي وصل “سليماني” إلى بغداد على متن طائرة تابعة لها.
وبحسب مسؤولين أمنيين عراقيين، فإن موظفي “أجنحة الشام” المشتبه بهما يخضعان للتحقيق من قبل المخابرات السورية.
فيما قال مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إن الولايات المتحدة كانت تتابع عن كثب تحركات “سليماني” لعدة أيام قبل الضربة، لكنهم رفضوا ذكر كيف حدد الجيش موقعه ليلة الهجوم.
وتعود ملكية “أجنحة الشام” إلى رجل الأعمال المقرب من النظام السوري “محمد عصام أنور شموط”، وتأسست عام 2007 كأول شركة طيران خاصة، ومنذ عام 2014 أصبحت هي الناقل الثاني ثم الأول في سوريا، وباتت بديلاً عن الشركة السورية للطيران التي فرضت عليها عقوبات أمريكية وأوروبية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن”شموط” يمثل غطاء لرجل الأعمال المقرب من النظام وقريب رأس النظام السوري “رامي مخلوف”، وفقا لما أورده موقع “العربي الجديد”.
لكن الشركة لم تطلها العقوبات الأمريكية والأوروبية، كونها غير مسجلة باسم “مخلوف”، الذي جرى معاقبته، وهو ما دفع الشركة للتوسع في رحلاتها، إلى أن أعلنت مؤخراً عن تسيير رحلات بين المدن الألمانية ودمشق، عبر مطار بيروت الدولي.
وأشارت الشبكة إلى أن السلطات لم تلق القبض على أي مشتبه فيه لحد الآن في قضية شبكة التجسس المزعومة، إلا أن التحقيق مستمر.
اضف تعليقا