تباعا للأحداث بدولة السودان بعد عزل الرئيس السابق “عمر البشير”، التقى وفد ممثلي القوى الشعبية والوطنية  في السودان مع المجلس العسكري الانتقالي برئاسة الفريق “عبد الفتاح البرهان”.

 

وأثناء اللقاء قدم تجمع المهنيين السودانيين الذي قاد الاحتجاجات ضد حكم “البشير”، مطالب المحتجين للمجلس العسكري بمقر الجيش.

 

طالبت القوى المعارضة بإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات، إضافة إلى تشكيل حكومة مدنية بصلاحيات واسعة بمشاركة من قيادات عسكرية ذات كفاءة، مؤكدين على ضرورة تنفيذ القصاص العادل ومحاكمة الفاسدين وكل من سفك الدماء.

 

وكان رئيس المجلس الانتقالي الفريق “البرهان” قد أصدر قرارا أمس، بتعيين أعضاء المجلس العسكري على أن ينوب عنه قائد قوات الدعم السريع”محمد حمدان حميدتي”.

 

وتعهد بـالاجتثاث الكامل لكل مكونات النظام ورموزه وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة.

ولتهدئة المحتجين، ألغى المجلس العسكري حظر التجوال، وأطلق سراح المحكوم عليهم بموجب قانون الطوارئ أو أي قانون آخر متعلق بالتظاهرات والاحتجاجات الأخيرة.

 

وأكد “البرهان” في كلمة ذاعها التلفزيون الرسمي السوداني،أن الفترة الانتقالية مدتها عامان حتى يتم إجراء انتخابات والعودة إلى الحكم المدني.

 

وقال “البرهان” إن الجيش سيحافظ على السلام والنظام والأمن في السودان في الفترة الانتقالية.

 

وجاءت كلمة “البرهان” بعد استقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق “صلاح قوش” من منصبه بعد ساعات من استقالة وزير الدفاع “عوض بن عوف”.

 

ويذكر أن “قوش” واحد من بين 17 مسؤولا سودانيا وجهت لهم المحكمة الجنائية الدولية اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان في دارفور عام 2009.

 

وطالب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات  السودانية إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لتنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة بحق “البشير” بسبب جرائم الحرب في درفور.

رفض المجلس العسكري الانتقالي الطلب، مؤكدا أنه لن يسلم “البشير”.

 

المجلس العسكري

أعلن عن أسماء المجلس العسكري الانتقالي بعد الإطاحة بنظام “البشير”، وأدى الأعضاء اليمين الدستوري أمس أمام رئيس المجلس الانتقالي الفريق “البرهان”.

 

يتألف المجلس من عشرة أعضاء من بينهم رئيسه “البرهان”، ونائبه الفريق “حميدتي”، وثمانية أعضاء آخرين.

 

الفريق أول عمر زين العابدين محمد، الفريق أول شرطة الطيب بابكر، الفريق طيار صلاح عبد الخالق، الفريق أمن جلال الدين الشيخ، الفريق ركن شمس الدين كباشي، الفريق ركن ياسر عبد الرحمن العطا، الفريق ركن مصطفى محمد مصطفى، اللواء مهندس بحري إبراهيم جابر.

 

الاتحاد الأفريقي

وعلى جانب آخر، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي “موسى فكي” إن مجلس السلم والأمن بالاتحاد سيجتمع غدا الاثنين لاتخاذ قرار بشأن السودان، مقترحا المساعدة في مفاوضات المرحلة الانتقالية، كما دعت قمة دول الساحل والصحراء إلى “انتقال سلمي” في السودان.

 

دعا “فكي” المجلس العسكري بالسودان للتفاوض مع القوى السياسية والمدنية في تسيير المرحلة الانتقالية، وقال “جاهزون للذهاب إلى السودان للمساعدة في التفاوض بشأن المرحلة الانتقالية”.

 

وتلت وزيرة خارجية مالي “كاميسا كامارا” البيان الختامي للقمة الطارئة لتجمع دول الساحل والصحراء، الذي جاء فيه إن “المؤتمر يدعو كل الأطراف السياسيين إلى إعطاء الأولوية للحوار والتشاور بهدف إرساء انتقال سلمي للعودة إلى النظام الدستوري في السودان.

 

وفي سياق متصل،  تخلت السعودية والإمارات عن حليفهما السابق “البشير”، وأعلنتا تأييدهما للإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي في السودان، في أول تعليق منهما على الإطاحة بنظام “البشير” وتشكيل مجلس عسكري انتقالي.

 

وأفاد بيان رسمي أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، بأن المملكة تؤكد تأييدها للشعب السوداني حيال مستقبله، وما اتخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني الشقيق.

 

وأضاف البيان أن الملك السعودي أصدر توجيهات بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات النفطية والقمح والأدوية.

 

من جهتها ذكرت وكالة أنباء الإمارات أنها ترحب بتعيين الفريق “البرهان” رئيسا جديدا للمجلس العسكري في السودان.

 

وقالت الوكالة إن رئيس الدولة الشيخ “خليفة بن زايد آل نهيان” وجه بالتواصل مع المجلس العسكري الانتقالي في السودان لبحث مجالات المساعدة للشعب السوداني الشقيق.

 

وتعد السودان شريك رئيسي في التحالف العسكري السعودي الإماراتي ضد الحوثيين في اليمن. ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوف قوات هذا التحالف الذي بدأ عملياته في آذار/مارس 2015.

 

ويذكر أن السودان يعاني من أزمة اقتصادية متفاقمة منذ انفصال جنوب السودان الغني بالنفط عام 2011، وتأتي الإطاحة بـ”البشير” بعد شهور من الاحتجاجات على ارتفاع الأسعار وتدهور الحالة المعيشية.