العدسة – ربى الطاهر
قرر الطبيب السوداني د. “علي بلدو” استشاري الصحة النفسية افتتاح مدرسة لتعليم الرجال السودانيين الرومانسية وتكون بذلك هى أول مدرسة من نوعها في السودان بل وفي المحيط الإقليمي أجمع، وقد أثارت الفكرة الآراء ومواقع السوشيال ميديا ما بين مؤيد ومعارض وربما ساخر أكثر منهما.
وأعلن د.بلدو أن الفكرة تولدت لديه بعد لجوء عدد لا يستهان به من الشابات والسيدات له ليساعدهن ويتواصل معهن في حل مشاكلهن الرومانسية ورغبتهن في التوصل لنتائج فعالة من خلال الطرق العلمية والمنهجية لتغيير حياتهن أو لتغيير الطرف الآخر.
وقال بلدو إنه اعتبر هذه المشكلة المتكررة هي بمثابة صرخة من النساء في عالم أصم وعلى الرجال أن تسمعها وتتفاعل معها لأنها دليل على الحالة النفسية المتردية التي آل إليها حال المرأة السودانية بسبب ذلك الجفاف العاطفي الذي تعيش فيه بفضل تجاهل الرجل السوداني لمتطلباتها النفسية منذ سنوات.
وأوضح د. “بلدو” في إعلانه عن تلك المدرسة أنه بعد سماع العديد من شكاوى النساء توصل لقناعة مؤداها أن ” الرجل السوداني يعيش جفافا عاطفيا، ويعاني شحا في التعبيرعن عواطفه ”
ورغم أن ما وصف به ” بلدو” الرجال السودانين لا يرجع فيه إلى أي دراسات أو أبحاث علمية تؤكد كلامة إلا أنه يؤكد أن 90% من الرجال السودانيين، مصابون بجفاف عاطفي ناتج عن عدم قدرتهم على التواصل مع الطرف الآخر.
وعلل ذلك بأن جهلهم بأساليب التعامل الرومانسي هو ما جعلهم متبلدي المشاعر “على حد تعبيره”، وأرجع ذلك إلى التربية الخاطئة وفقدان الحميمية داخل الأسرة التى تعتبر أن الشدة والشح في التعبير اللفظي أفضل من اللين والرقة كأسلوب تربوي هذا إلى جانب الخوف من التعرض لانتقادات الآخرين.
ومن جانب آخر فإن المفهوم الخاطئ عن الرجولة وكذلك الظروف الاقتصادية الطاحنة التى تجبر الرجال على البقاء لفترات طويلة خارج المنزل أدى إلى ذلك الاغتراب والفرقة بين الرجل وزوجته وهو ما أصيب به معظم السودانين كما قال.
وأكد ” بلدو” أن 25 رجلا من أعمار مختلفة قاموا بتسجيل أسمائهم في مدرسته حتى الآن للتلقى الدروس والمعلومات بل والواجبات منزلية عن الرومانسية، موضحا أنهم سيحصلون في نهاية الكورس على شهادة تؤكد أن الرجل أو المرأة قد اجتاز هذه الدورة بنجاح أما إذا فشل فسيخضع إلى جرعات إضافية ليتمكن من اجتيازها.
كما أعلن “بلدو” نيته عن فتح فصول إضافية للنساء كذلك لتعليم الرومانسية وقال نافيا أن يكون ذلك مضادا لما ذكره أن إعطاء الفرصة للنساء لتلقي نفس المحاضرات لا ينفي صحة ما ذكره مسبقا في معاناتها العاطفية مع الرجل السوداني ولكن هناك نساء يفتقدن القدرة على التعامل برومانسية ولكنها نسبة قليلة فستفتح لها المدرسة أبوابها لتتخطى مشاكلها هي الأخرى.
وخطط “بلدو” أن تبدأ الدراسة بمجموعة من الرجال سيحصلون على دورة دراسية مدتها شهر تليها دفعة ثانية من النساء ثم يجتمعوا ليتلقوا المحاضرات سويا.
وأكد الطبيب السوداني أن هذه المحاضرات ستكون مجانية وستفتح الأبواب للمتزوجين وغير المتزوجين كذلك وسيحصلون فيها على جلسات إرشادية وجلسات تفاعلية وأنشطة وواجبات منزلية أيضا وذلك تحت إشراف طاقم من المتخصصين في الجوانب النفسية والاجتماعية والإرشادية والبرمجة العصبية اللغوية.
وقد أثارت الفكرة الكثير من الآراء اللايجابية والسلبية وفتح هذا الجدل الباب لإعادة الحديث في المشاكل الاجتماعية ذات الصلة من غلاء المهور، وارتفاع نسبة العنوسة، وهجرة الشباب خارج السودان.
وخرجت بعض الآراء الساخرة وانتشر منها مقطع فيديو لـ” عوض شكسبير” يسخر من فكرة إنشاء هذه المدرسة معتبرا أنها تجاهلت كل المشاكل التى يعاني منها المجتمع واتجهت لتعليم الومانسية
وقال في هذا الفيديو “بعد رفع العقوبات الأمريكية عن السودان، انحصرت همومنا في الترفيه وتعلم الإتيكيت وسكب الدموع”.
ورغم الجدل المثار والانتقادات اللاذعة، قال “بلدو” إن الاقبال على مدرسته في تزايد، مبينًا: “تلقينا طلبات عديدة لدراسة كورسات تحليل الشخصية، وتقبل الآخر، واكتساب وإظهار المشاعر”.
وأضاف : أن فكرة تقسيم الفصول إلى دفعة من الرجال تليها دفعه ثانية من النساء جاءت كحل لكثرة الطلبات، مما طرح فكرة التقسيم إلى مجموعات؛ على أن يُستوعب الباقون بعد تخرج الدفعة الأولى تباعا”.
ورأى بلدو أن الآراء المنتقدة له تقف وراءها جماعات متطرفة وصفته بالتطرف والزندقة وتبنى أساليب غربية تخالف التعاليم الإسلامية وتسهم في هدم المجتمع، إلا أنه تجاهل هذه الآراء ويمضي قدما فيما عزم الأمر عليه مؤكدا أن هذه المدرسة ستكون نقطة البداية للارتقاء بثقافة المجتمع وتعديل الذوق العام.
اضف تعليقا