اعتبر الأكاديمي الأردني، الرئيس السابق لقسم العلوم السياسية في جامعة اليرموك، وليد عبدالحي، أن مسؤولية نصر المقاومة الفلسطينية أو هزيمتها في غزة تقع على مصر بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أن رهان الاحتلال في إطالة أمد الحرب هو “تجويع” الفلسطينيين.

وقال عبدالحي، أن متابعته لمراكز الدراسات “غير العربية” تبين له أن المقاومة ما تزال في وضع يؤهلها لمواجهة عسكرية دامية، وما زال التردد والقلق الإسرائيلي من الدخول في عمق القطاع يتصدر الهواجس الاسرائيلية، لكن نقطة ضعف غزة التي تراهن عليها إسرائيل هي استمرار الموقف المصري على حاله بخصوص معبر رفح.

وأضاف أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لا يعتبر المقاومة الفلسطينية إلا “تنظيما إرهابيا وامتدادا لحركة الإخوان المسلمين”، ولديه قناعات تامة بأن نجاح حركة المقاومة في غزة سيعزز الإخوان المسلمين مصريا وعربيا وهو ما يعتبره “الخطر الأكبر”، ويخشى أن تعود المواجهات في سيناء والتي يعتقد هو بأن للمقاومة الفلسطينية بعض الشأن فيها.

وتابع أن السيسي على قناعة تامة ومطلقة بأن القضية الفلسطينية ليست شأنا مصريا ولا يجوز انتهاج أية سياسة تعيد هذه القضية على طاولة الحياة السياسة المصرية، وأن رفض للتهجير القسري لسكان غزة إلى صحراء سيناء هو موقف يهدف إلى أن “لا تعود مصر طرفا في الصراع العربي الصهيوني”، وليس تمسكا بالسيادة.

وأوضح أن جوهر أطروحة السيسي للدبلوما التي قدمها في الكلية العسكرية بالولايات المتحدة، هو أن الولايات المتحدة عليها أن تسمح للقوى الاسلامية المعتدلة بتولي السلطة إذا فازت هذه القوى في انتخابات ديمقراطية”.

وكان عنوان دراسة السيسي هو ” Democracy in the Middle East” وأشرف عليها الكولونيل الأمريكي، ستيفن جيراس، من الكلية الحربية في بنسيلفانيا عام 2006.

 لكن هذه الدراسة، تصنف النظم الدينية الى نظم معتدلة وأخرى متطرفة، وتضع حركة المقاومة الفلسطينية، بجناحها الديني، ضمن “التطرف والإرهاب” الذي يجب مقاومته.

ويرجح عبدالحي أن لا تفتح مصر معبر رفح إلا في أضيق الحدود وبقدر لا يسد رمق غزة كما هو عليه الحال الآن، الأمر الذي تؤكده المقاومة والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنظمة الصحة العالمية وصحفيون بلا حدود وهيومان ووتش.

 ويشير الأكاديمي الأردني إلى أن الإسرائيليين يراهنون على هذا الموقف، ويرون أن نقطة ضعف المقاومة هي “المدنيين” بما فيهم أهالي المقاتلين أنفسهم، ولذا فإن مصر هي مفتاح النصر أو الهزيمة في غزة.

 ويتوقع عبدالحي أن الرئيس المصري “سيبقى يتثاءب تجاه المطالبة بفتح المعبر أملا في انهيار المقاومة وإغلاق ملفها وفتح الباب لمجيء سلطة التنسيق الأمني التي تناصب المقاومة عداء لا يقل عن عداء الرئاسة المصرية أو إسرائيل”.

ويضيف: “الرهان الإسرائيلي والمصري هو على نفاذ الطعام والوقود والماء والعلاج، وهو ما قد يوصل الأمر الى خوار للمجتمع والمقاتل.. هذا هو رهان اسرائيل وليس الرهان على الجندي الاسرائيلي، إنه رهان على الجوع ومصر”.

ودعا عبد الحي أحرار العالم ونخبة ومناصري القضية الفلسطينية إلى الضغط على مصر لفتح معبر رفح، قائلا: “لا أستبعد أن تتم مقايضة مصر بإعفائها من ديونها أو بعض ديونها مقابل الاستمرار في سياستها الحالية بالمعبر”.

أقرأ أيضا: وسائل إعلام عبرية: هناك ملامح لصفقة تبادل أسرى بين الاحتلال وحماس