أعلنت المعارضة السودانية استنكارها للتحركات المصرية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتمديد المهلة الزمنية التي منحها الاتحاد الأفريقي للمجلس العسكري لتسليم السلطة لحكومة مدنية، بعد إطاحتها بالرئيس المعزول عمر البشير.
وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي قد أمهل المجلس العسكري في السودان 15 يوماً لتسليم السلطة لحكومة مدنية أو تعليق عضوية الخرطوم، تماماً مثلما حدث لمصر بعد انقلاب السيسي في يونيو/ حزيران 2013.
وعقدت قمة أفريقية مصغرة في القاهرة شارك فيها رؤساء تشاد وجيبوتي ورواندا والكونغو والصومال وجنوب أفريقيا، طالبوا بمنح مهلة 3 أشهر للمجلس لـ”إقامة نظام ديمقراطي”.
وقال صديق يوسف، القيادي بتحالف الحرية والتغيير المعارض، لـ”العربي الجديد”، إن رئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي اجتمع بهم قبل أيام في الخرطوم، وأكد لهم التزام الاتحاد بميثاقه بتجميد عضوية أية دولة يحدث فيها انقلاب عسكري، مشيراً إلى أن “التحالف سيجتمع على وجه السرعة لاستصدار قرار رسمي منه لرفض تلك المهلة التي اقترحها رؤساء تلك الدول، لأنها لا تتوافق مع رغبات الشعب السوداني في استلام السلطة من المجلس العسكري بتشكيل حكومة مدنية يشكلها التحالف، باعتباره الجسم الذي قاد هذه الثورة وأوصلها لنهايتها”.
وأضاف يوسف أن “تحالف الحرية والتغيير لا يزال عند موقفه الخاص بتعليق التفاوض مع المجلس العسكري الذي يحاول إشراك أحزاب كانت حتى اللحظة الأخيرة جزءاً من نظام المعزول عمر البشير”، مشيراً إلى أن “المجلس وحال إصراره على منهجه الحالي، فإن المعارضة ستواصل نضالها اليومي حتى تحقيق المطلب المركزي بتسليم السلطة لحكومة مدنية”. في غضون ذلك، يواصل عشرات الآلاف اعتصامهم الذي دخل أسبوعه الثالث في محيط قيادة الجيش السوداني، للضغط على المجلس العسكري لتحقيق مطلب الحكومة المدنية.
وسيّرت قطاعات مهنية مواكب حاشدة انضمت لميدان الاعتصام، مثل الصحافيين وضباط الصحة، فيما وصل إلى الخرطوم قطار قادم من مدينة عطبرة، مهد الثورة، يحمل مئات الأشخاص للانضمام إلى الاعتصام.
وفي بيان لتجمع المهنيين نشره على صفحته على فيسبوك، قال إن “الأجهزة القمعية ترتب لتنفيذ محاولة لفض الاعتصام من عدة اتجاهات”، مشيراً إلى “رصد سيارات أمنية وجرافات تابعة للأجهزة الأمنية في حالة استعداد لفض الاعتصام”.
وناشد البيان “جميع الثوار” لـ”زيادة المتاريس على امتداد شارع النيل والجامعة من الاتجاه الغربي، وكذلك شارع البلدية والجمهورية”، كما دعا إلى “الحضور لساحة الاعتصام من أجل حمايته واستقبال ثوار عطبرة”.
من جهة أخرى، التقى رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اليوم الثلاثاء، مكيلا جيمس نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية المعنية بشرق أفريقيا والسودان وجنوب السودان.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن جيمس قولها إن اللقاء تناول الأوضاع بالسودان والتعاون بين البلدين خلال الفترة المقبل، مشيرة إلى أن اللقاء ناقش موضوع الحكومة المدنية، والحاجة إلى تشكيلها في أقرب وقت.
وأضافت أن اللقاء ركز أيضاً على أهمية أن يكون الحوار بشأن الفترة الانتقالية شاملاً لكل قطاعات الشعب السوداني، والتأكيد على أن الفترة الانتقالية ستنقل السودان إلى وضع جديد يستجيب لتطلعات الشعب.
وأكدت جيمس استعداد الجانب الأميركي للاستمرار في الحوار مع المجلس العسكري خلال الفترة المقبلة، مضيفة أن الوقت يمر بما يستوجب الإسراع في تشكيل حكومة مدنية تستجيب لتطلعات الشارع.
المصدر: العربي الجديد
اضف تعليقا