تابعت الشعوب العربية مباريات المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم 2022، والتي أقيمت لأول مرة في دولة عربية في قطر بمشاعر جياشة تجاه الوحدة العربية.

كانت قضية فلسطين متصدرة المشهد في تلك البطولة، واتضح رفض الشعب العربي جلياً لدولة الاحتلال المزعومة، وطفا على السطح الترابط العربي ولا سيما عندما فاز المنتخب المغربي على المنتخب البرتغالي، وخرج الشعب الفلسطيني المكلوم ليحتفل في الشوارع كأن فلسطين هي من فازت وليس المغرب.

قامت شرطة الاحتلال بقمع تلك الفرحة، وقابلتها بالغاز والرصاص في محاولة فاشلة منها لوأد الوحدة العربية بين الشعب، ولكنها باقية لا محالة رغم حكومة الاحتلال ورغم الحكومات التي طبعت العلاقات معها.

بالرجوع للوراء قليلاً، كان عام 2020 عامًا حزينًا للشعب الفلسطيني حيث قامت دولة الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال ثم لحقتها دولة المغرب في شهر ديسمبر من العام ذاته ثم السودان.

لكن رغم تزايد وتيرة التطبيع مع دولة المغرب إلا أن شعبها أبى ذلك، وخرج للاحتجاج في أكثر من مناسبة رافضاً لتلك الخيانة.. كان أخرها بالأمس عندما تحركت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ورفض الاحتلال بدعوة الشعب للنزول للشارع تعبيراً عن رفضه لتلك الخيانة.

وتيرة متسارعة 

منذ إعلان التطبيع عام 2020 سارعت الحكومة المغربية لتطبيع العلاقات في شتى المجالات مع دولة الاحتلال، والتي بدأت في بدايات عام 2021 بتطبيع العلاقات في مجال الصناعة والطاقة المتجددة والزراعة، وأخذت وتيرة التطبيع تزداد منذ ذلك الحين.

تطبيع العلاقات شمل المجال الاقتصادي في شهر فبراير، ثم تم الاتجاه إلى المجال العسكري، وزار وزير الدفاع الإسرائيلي الأراضي المغربية لأول مرة، وتمت مشاركة الجيش المغربي جنباً إلى جنب مع جيش دولة الاحتلال، الذي يجرم في حق إخواننا الفلسطينيين في مناورات الأسد الإفريقي.

علاوة عن ذلك تم تعزيز التعاون العسكري في شهر سبتمبر الماضي بالتزامن مع توقيع مذكرة تفاهم أمنية بين المغرب ودولة الاحتلال، كما أقر البرلمان المغربي أول اتفاقية مع دولة الاحتلال منذ شهرين والتي تعلقت بالخدمات الجوية.

إضافة لذلك فقد تعددت الجوانب الأخرى التي سارعت الحكومة المغربية إلى التطبيع مع العدو فيها بالعام الماضي مثل توأمة التعليم والتي حذر منها العديد من المراقبين بأنها مدخل لدولة الاحتلال لمحاولة تغيير الهوية المغربية والتي تعد خطرًا على أبناء الشعب المغربي.

تحرك شعبي 

كما تحركت الحكومة المغربية بشكل سريع لإتمام شتى مناحي التطبيع مع دولة الاحتلال، تحرك الشعب المغربي أيضًا لرفض التطبيع حاملاً لواء القضية داخل المغرب وخارجها ومنظماً فعاليات كبرى لنصرة فلسطين.

في عام 2022 تأثر العالم كله برحيل الصحفية شيرين أبو عاقلة، والتي قتلت في مايو الماضي على يد قناصًا إسرائيليًا، ما أثار حفيظة شتى الشعوب العربية ولا سيما الشعب المغربي الذي تحرك بمظاهرة حاشدة إلى أن وصل لأبواب البرلمان ليعبر عن غضبه جراء الحادثة الشنيعة.

إضافة لذلك، فقد نظمت أطياف وحركات وأحزاب مغربية وقفة احتجاجية أمام مفوضية الأمم المتحدة في العاصمة المغربية الرباط، بسبب عدوان الاحتلال على شعب غزة وقامت مجموعة من الناشطين بتسليم وثيقة للأمم المتحدة في شهر يوليو الماضي تم ذكر فيها انتهاكات دولة الاحتلال تجاه الفلسطينيين.

كما طالب الشعب المغربي في أكثر من مناسبة بإدانة سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها دولة الاحتلال تجاه أبناء الشعب الفلسطيني، وتم تنظيم فعالية حاشدة في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني 29 من نوفمبر الماضي.

الخلاصة أن اللُحمة العربية باقية رغم أنف حكومة الاحتلال ورغم تسارع الحكومات الفاسدة والديكتاتورية.. فهنا الشعب الفلسطيني ينسى آلامه ليفرح مع الشعب المغربي وقت فوز منتخبه لكرة القدم في كأس العالم، وهنا يحزن الشعب المغربي لحزن شقيقه الفلسطيني وقت العدوان.

اقرأ أيضًا : مسلسل الخيانة مستمر.. كيف تطورت العلاقات المغربية مع الاحتلال؟!