تناولت العديد من الصحف الفرنسية الاثنين باهتمام نبأ مقتل قائد تنظيم القاعدة في اليمن، وقالت صحيفة فان مينوت نوفال الفرنسية أن تنظيم القاعدة أكد الأحد، مقتل زعيمه في اليمن قاسم الريمي، وذلك بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتله.
أكدت التنظيم مقتل قاسم الريمي في خطاب أذيع يوم الأحد وأعلنت أن “خالد بن عمر باطرفي هو الرئيس الجديد”.
وكان ترامب قد أعلن، الخميس مقتل قاسم الريمي، زعيم “تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية”، وذلك في عملية عسكرية أميركية.
وقال بيان نشره البيت الأبيض، إن الريمي هو نائب لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، مضيفا أن التنظيم تحت قيادته مارس قدرا هائلا من العنف ضد المدنيين في اليمن، وسعى إلى تنفيذ هجمات عدة ضد الولايات المتحدة.
يثير مقتل الزعيم اليمني لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي قُتل بناءً على أوامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مسألة أهميته داخل الجماعة الجهادية ومستقبلها.
تحت قيادة ريمي، استفاد التنظيم المتمركز في اليمن، من الفوضى الناجمة عن النزاع بين القوات الموالية للحكومة بدعم من تحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، مع المتمردين الحوثيين بدعم من إيران.
حيث عززت الجماعة الجهادية قبضتها في الجنوب والجنوب الشرقي من البلاد ونفذت عمليات ضد الحوثيين وضد القوات الموالية للحكومة.
لكن الخبراء يتفقون على أن التنظيم قد فقد قوته بالفعل قبل وفاة ريمي، ونقلت صحيفة “فرانس برس” عن غريغوري جونسن من مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية قوله “ومع ذلك، فهو لم يكن قائدًا ماهرا ومنذ تعيينه، ضُرب الجناح الدولي للمجموعة”.
وقال البيت الأبيض إن وفاة زعيم القاعدة “تزيد من إضعاف حركة القاعدة العالمية وهذا يجعلنا أقرب إلى القضاء على التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات لأمننا القومي”.
من هو قاسم الريمي؟
ولد الريمي في يونيو 1978 باليمن، وتشير تقارير إلى انضمامه لتنظيم “القاعدة”، وهو في سن الخامسة عشر، ثم سافر إلى أفغانستان حيث تدرج في المواقع القيادية الخاصة بالتنظيم، قبل العملية العسكرية الأميركية في عام 2001.
وحكم على الريمي بالسجن في اليمن سنة 2005، وذلك لإدانته بتهمة التخطيط لاغتيال السفير الأميركي في اليمن.
كما تعاون مع الزعيم السابق للقاعدة في اليمن، ناصر الوحيشي، الذي قتل في غارة شنتها طائرة أميركية دون طيار في عام 2015، ليعلنا ظهور التنظيم في اليمن سنة 2007.
أدرجت الولايات المتحدة اسم الريمي على قائمة الإرهاب في مايو 2010، وجمدت أرصدته المصرفية داخل الولايات المتحدة.
وفي شهر مايو 2010، تمت إضافة الريمي إلى قائمة عقوبات الأمم المتحدة للأفراد المرتبطين بالقاعدة.
وفي يوليو 2007 ارتبط اسم الريمي بالهجوم الذي استهدف مجموعة مع السياح الإسبان، وأسفر عن مقتل 8 منهم في مأرب وسط اليمن.
وعمل الريمي على تجنيد الشباب للانضمام إلى القاعدة، واقترن اسمه بعدد من العمليات المسلحة كمحاولة تفجير طائرة متجهة لأميركا سنة 2009، وإرسال طرود مفخخة للولايات المتحدة في 2010.
وفي 2013، تبنى الريمي في فيديو مسؤولية “القاعدة” عن الهجوم على مستشفى وزارة الدفاع اليمنية، وفق ما ذكرت “إن بي سي نيوز”.
وحذر الريمي في يونيو 2013 عبر رسالة موجهة إلى الشعب الأميركي، من أن تفجيرات بوسطن كشفت عن هشاشة الأمن الأميركي، وأظهرت أن تصنيع القنابل بات في متناول أي شخص.
وحث الريمي، في الرسالة الصوتية التي بثت على مواقع مقربة من القاعدة وموقع يوتيوب على الإنترنت، المسلمين في أميركا على القيام “بواجبهم والدفاع عن دينهم وأن يقتدوا بمن سبقوهم”.
وتولى الريمي قيادة تنظيم القاعدة في “جزيرة العرب” خلفا للوحيشي سنة 2015، عقب مقتل الأخير في المكلا شرق اليمن.
وحرّض الريمي في فيديو له سنة 2017، مؤيديه على شن هجمات في الدول الأوروبية.
وفي ذات العام، استهدف الريمي من قبل القوات الخاصة الأميركية، إلا أن الهجوم الذي أوقع 14 قياديا في “القاعدة” لم يقتل فيه الريمي.
وأعلنت الخارجية الأميركية في 2018 عن رفع قيمة المكافأة التي ستمنحها لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال الريمي، من 5 إلى 10 ملايين دولار.
اضف تعليقا