يجتمع مائة وخمسون مندوبًا سوريًا، يوم الأربعاء (30 أكتوبر) ولأول مرة في شكل جديد من أشكال اللجنة الدستورية التي تم التوافق عليها، حيث أنه من المتوقع أن يلتقي هؤلاء المندوبون بدون الميليشيات الكردية، التي أهملتها الولايات المتحدة، بينما لا يزال الوضع متقلبًا على الأرض.
يؤكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، على أهمية هذا الاجتماع الذي كان بعيد المنال لمدة طويلة، حيث كان من الصعب تحقيق هذه الآلية للحوار والتدول، إذ أن، “هذه هي المرة الأولى منذ ثماني سنوات ونصف من النزاع الذي تتوصل الحكومة والمعارضة لاتفاق”.
الأمم المتحدة تدعو الدول إلى عدم فرض مصالحها على السوريين
من جهتها، ترغب الأمم المتحدة في أن تكون اللجنة الدستورية هي الدافع لعملية سياسية أوسع، لكنها عارضت وجود بعض الأسماء بين المجموعات الثلاث المكون كل منها من 50 عضوًا، إذ منعت سلف غير بيدرسون من التقدم، كما تم تعيين الثلث الأول من قبل الحكومة، والثاني من قبل المعارضة، والأخير من ممثلين عن المجتمع المدني.
يجب على السوريين أنفسهم أن يقرروا ما يريدون، تعديل الدستور الحالي أو الإصلاح الشامل دون وجود تدخل خارجي في هذه القضايا، كما سيتم اتخاذ القرار من قبل لجنة مكونة من 45 شخصًا تم اختيارهم من بين 150 مشاركًا، وسيشارك في المناقشة أحمد الكزبري عن النظام وهادي البحرة لصالح المعارضين.
يحث غير بيدرسون الدول المؤثرة في سوريا على عدم السعي لفرض مصالحها على السوريين، لكن “ذلك يكون مستحيلًا”، حيث عملت تركيا بنشاط لضمان عدم تمثيل الذراع السياسي للأكراد السوريين والمجلس الديمقراطي السوري، إضافة إلى انسحاب القوات الأمريكية التي أدت إلى الهجوم التركي الأخير في شمال شرق سوريا.
الأكراد سيشاركون ضمن اللجنة الدستورية
مبعوث الأمم المتحدة يشير إلى أن الأكراد سيكونون جزءًا من الكتل الثلاث، على الرغم من الهجوم التركي على الميليشيات الكردية على الأرض، إذ أنه بعد محاولات عديدة لإجراء محادثات غير مباشرة بين الحكومة والمتمردين، يجب على اللجنة الدستورية إحراز تقدم في القضية السياسية حتى مع استمرار العنف.
على أرض الواقع، لا يزال الوضع متقلبًا حول إدلب والمنطقة الحدودية الشمالية الشرقية التي تقودها الآن دوريات مشتركة بين روسيا وتركيا على الرغم من أن القوات الموالية للحكومة قد استعادت العديد من المناطق، ووفقًا لغير بيدرسون، اجتماع جنيف ربما يسمح بحل “دائم” في جميع أنحاء البلاد.
تشعر العديد من الدول بالقلق أيضًا من عواقب الهجوم التركي على اعتقال الجهاديين في الدولة الإسلامية أو أقاربهم في معسكرات النازحين، في حين أعلنت الولايات المتحدة عن نجاحها في العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل اثنين من كبار المسؤولين المتطرفين، بمن فيهم زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي.
يذكر أنه في ثماني سنوات، أودى الصراع بحياة 400 ألف شخص، ومازالت الاحتياجات الإنسانية لملايين السوريين في وضع حرج للغاية.
اضف تعليقا