أعلن رئيس الولايات المتحدة، خلال كلمته يوم الأحد الماضي، وفاة رئيس تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، أبو بكر البغدادي، خلال عملية أمريكية في شمال غرب سوريا، حيث قام بتنفيذ عملية استشهادية بسترة ناسفة، قتل نفسه وأطفاله.

وقال ترامب، إن زعيم الجماعة الجهادية لجأ إلى حفر نفق لحمايته وأبنائه، إلا أنه أطلق العنان لسترته المتفجرة وقتل نفسه وأطفاله الثلاثة، ووصف الرئيس وفاته بأنه، “مات كالكلب، ولم يمت مثل البطل، مات جبانًا”، وأضاف “لقد تشوه جسده جراء الانفجار”، حيث قضى “الإرهابي” الذي أراد تخويف الآخرين لحظاته الأخيرة في خوف وذعر من قبل القوات الأمريكية التي كانت تحاصره بالطلقات النارية المكثفة، وقال، “كان يصرخ وينوح، بعد أن حُشر في نفق وفجر نفسه”.

تهنئة دولية للرئيس ترامب

قال دونالد ترامب، “كانت الولايات المتحدة تطارده لسنوات، وكانت أولويتنا الوطنية”، ولم يُفقد أي من الأفراد (الأمريكيين) في العملية، في حين أن عددًا كبيرًا من المقاتلين ورفاقهم من البغدادي قتلوا معه”، كما شكر الرئيس الأمريكي روسيا وتركيا وسوريا والعراق والأكراد على تعاونهم.

يدعي ترامب أن العراق، على وجه الخصوص، قدم مكان البغدادي للغارة الأمريكية، كما قالت وزارة الدفاع التركية في تغريدة، “قبل العملية الأمريكية في محافظة إدلب في سوريا الليلة الماضية، جرى تبادل المعلومات والتنسيق بين السلطات العسكرية في كلا البلدين”.

من جهته، هنأ وزير الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي، على موقع تويتر حلفائهم الأمريكيين على هذه العملية، وقال، “مواصلة القتال بلا هوادة ضد داعش، مع شركائنا، والتكيف مع الظروف الإقليمية الجديدة.”

بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارة إلى قاعدة عسكرية إسرائيلية، “أريد أن أهنئ الرئيس ترامب على هذا الإنجاز المثير للإعجاب الذي أدى إلى وفاة زعيم داعش البغدادي هي خطوة مهمة، لكن المعركة مستمرة” وكتب نظيره البريطاني بوريس جونسون أن الحرب ضد داعش “لم تنته بعد”.

أكثر المجرمين المطلوبين في العالم

قبل هذا الإعلان بفترة وجيزة، نشر دونالد ترامب رسالة على تويتر”لقد حدث شيء ضخم للتو!”، وتعد العملية العسكرية الأمريكية هي الأكبر التي تستهدف زعيمًا جهاديًا كبيرًا منذ 2 مايو 2011، حيث، مقتل أسامة بن لادن، زعيم القاعدة الذي قتلته القوات الخاصة الأمريكية في أبوت آباد، باكستان.

يعد البغدادي، هو أكثر الرجال المطلوبين في العالم، إذ يعتبر مسؤولًا عن العديد من الفظائع في العراق وسوريا والهجمات الدموية في العديد من البلدان – بحسب الصحيفة الفرنسية -، وقد أعلن عن وفاته عدة مرات في السنوات الأخيرة.

يأتي هذا التطور في وقت يشهد نشاطًا عسكريًا مكثفًا في شمال سوريا، إذ سارع النظام السوري وحليفته الروسية بنشر قواتهما على الحدود السورية التركية، في حين أعلن الأمريكيون عن إرسال تعزيزات عسكرية إلى منطقة نفطية تقع شرقًا تحت سيطرة الأكراد.

ظهور فريد في عام 2014

لم يعط أبو بكر البغدادي أي علامة على وجوده حيًا منذ تسجيل صوتي بثه في نوفمبر 2016، بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة الموصل، حيث حث رجاله على القتال حتى الاستشهاد.

كان الظهور العلني الوحيد المعروف للبغدادي، في يوليو 2014، في مسجد النوري، في الموصل، حيث كان يرتدي معطفًا وعمامة سوداء وله لحية أشد من ذي قبل، ودعا جميع المسلمين إلى التعهد بالولاء له بعد تعيينه رئيسًا للخلافة التي أعلنتها مجموعته على الأراضي الشاسعة التي غزاها في العراق وسوريا المجاورة.

أنشأ البغدادي جماعته خلال الغزو الأمريكي للعراق

اسمه الحقيقي هو إبراهيم عوض البدري، ومولود عام 1971 في عائلة فقيرة في مدينة بغداد، عرف عنه ولعه بكرة القدم، وقيل أنه فشل في أن يصبح محاميًا وعسكريًا قبل دراسة اللاهوت، وخلال الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، أنشأ مجموعة جهادية صغيرة دون الكثير من الدعاية قبل أن يتم القبض عليه وسجنه في سجن بوكا الضخم في البصرة.

أطلقت الولايات المتحدة سراحه لعدم كفاية الأدلة، وانضم إلى جماعة حرب العصابات السنية في ظل تنظيم القاعدة وتولى زمام المبادرة بعد بضع سنوات، مستفيدًا من فوضى الحرب الأهلية، واستقر مقاتليه في سوريا في عام 2013 قبل هجوم قاس في العراق.

تحل الجماعة، التي أعيدت تسميتها “الدولة الإسلامية”، محل “القاعدة”، بينما اجتذبت نجاحاتها العسكرية الأولية والدعاية التي صيغت برعاية الآلاف من المؤيدين حول العالم.