تنسيق جديد يلوح في الأفق بين اللواء الانقلابي خليفة حفتر في ليبيا، ورئيس النظام السوري بشار الأسد، جاء ذلك عقب زيارة غريبة قام قام بها وفد من عسكريين وساسة تابعون لحفتر إلى سوريا التقوا فيها بمسؤولين من نظام  الأسد، ما فتح مزيدا من التساؤلات عن دلالة هذه الخطوة الآن، وما إذا كان الجنرال الليبي سينسق مع “الأسد” لمواجهة التواجد التركي في ليبيا.

ووصل مدير مخابرات “حفتر” ونائب وزير الحكومة الموازية في الشرق الليبي “الغير معترف بها” إلى “دمشق” صحبة عسكريين وسياسيين آخرين لتقديم عرض لآخر التطورات العسكرية في ليبيا، ومقدمين التهنئة والدعم للنظام السوري وقواته لدحر ما أسموهم المجموعات الإرهابية المدعومة من تركيا”، وفق زعمهم.

في حين طلب ما يسمى بوزير الخارجية في الحكومة الموازية ضرورة التنسيق مع النظام السوري من أجل مكافحة ما أسماه “الغزو التركي” على الأراضي الليبية والعربية بشكل عام، داعيا الحكومة السورية لفتح قنصليتها في مدينة بنغازي وفتح معبر تجاري ما بين البلدين.

من جهته، طالب وزير خارجية الأسد، وليد المعلم بضرورة التنسيق مع الشرق الليبي لمواجهة ما أسماه الأطماع الخارجية وفي مقدمتها في الوقت الحالي “العدوان التركي” على كلا البلدين وما يشكله ذلك من خطر على سيادتهما وكذلك على الأمن القومي العربي”، وفق زعمه.

والسؤال: ما نتيجة التنسيق بين “حفتر” ونظام “يبشار الأسد”؟ وما الذي سيقدمه الأخير للجنرال الليبي؟

مرتزقة وعمليات مشتركة

 من جانبه أكد المتحدث باسم رئاسة الأركان الليبية التابعة لحكومة الوفاق، عميد محمد قنونو أن “الرحلات لم تتوقف بين دمشق وبنغازي، وتحديدا على خطوط “أجنحة الشام” المفروض عليها عقوبات أمريكية، فالتواصل ليس جديدا، والصلة وثيقة بين ما يحصل في سوريا وليبيا، فدول محور الشر العربي الداعمة لحفتر هي نفسها التي تدعم الآن نظام “الأسد” ضد المعارضة السورية، لذا حفتر وبشار الآن في خندق واحد، ومن المتوقع أن ينسقوا المواقف والعمليات المشتركة بينهما”.

 وفي تصريحات خاصة لـ”عربي21″ كشف أن “قواته تمتلك معلومات تؤكد أن رحلات “أجنحة الشام” التي وصلت إلى بنغازي جلبت معها “مرتزقة” وضباطا من “سوريا” لدعم “حفتر”، وأنه قد لا يسمح التصعيد الحالي في سوريا باستقدام المزيد منها، لذا الزيارة الأخيرة للتنسيق والبحث عن مخرج، لكن لا أظن أن “بشار” لديه شيء ليقدمه لحفتر، إلا أن يسعى هو الآخر لدى “الكرملين” لانتشاله وحفتر معه من دوامة السقوط”، كما صرح.

شحنات جديدة

 ورأى وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر أن “حفتر نجح في استغلال التواجد التركي لحشد مزيد من الأتباع واصفا له بالاستعمار التركي متجاهلا كل الجنسيات التي تخطط له وتقاتل معه وتقصف المدنيين ليلا ونهارا لإخراجهم من ديارهم، والوفد الزائر لدمشق هو وفد الحكم العسكري الموجود في الشرق”.

وأوضح في تصريحات لـ”عربي21″ أن “هذا الوفد يأتي في إطار التعاون بين “حفتر” وبين النظام السوري لاستجلاب مزيد من “المرتزقة” للمشاركة في القتال ضد القوات المدافعة عن “طرابلس” والمدعومة تركيا رسمي في إطار الاتفاقية الأمنية الموقعة بين حكومة الوفاق وحكومة “أنقرة”، كما قال.