ضمنت التسريبات المنسوبة إلى السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة تجاوزات في حق أفراد من العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية، وتهكم رجل الإمارات النافذ في واشنطن على الطريقة التي يدار بها الحكم في السعودية.

وفي رسائل بريد إلكتروني مسربة، شتم العتيبة قيادة المملكة العربية السعودية بألفاظ نابية؛ إذ وصف القادة السعوديين بكلمات بذيئة «Fu***n coo coo» معبرا بها عن سنوات من الإحباط عاشها الإماراتيون من القيادة السعودية.

وقال العتيبة، إن أبوظبي حاربت السعوديين لمائتي عام بسبب الوهابية، وأن الإماراتيين لديهم تاريخ السيئ مع المملكة العربية السعودية أكثر بكثير مما لديهم مع أي جهة أخرى.

وأكد السفير الإماراتي لدى واشنطن في رسائله بكل وضوح أن استلام «محمد بن سلمان» البالغ من العمر واحدا وثلاثين عاما لولاية العهد في وقت مبكر من هذا العام، يعد فرصة لا تتكرر أمام الإمارات لوضع بصمتها على جارتها الأكبر منها بكثير.

كما يؤكد قيام الإمارات بدور رائد لتسويق الأمير السعودي إلى جمهور واشنطن المتشكك، بينما كانت السفارة السعودية دائما سلبية تماما.

وفي رسائل متبادلة مع برايان كاتوليس، الزميل المخضرم في مركز التقدم الأمريكي، يقول العتيبة: يذكرني محمد بن سلمان بمحمد بن زايد عندما كان أصغر سنا، ، وأقل خبرة.

وكتب العتيبة إلى ستيفين كوك، الزميل المخضرم في مجلس العلاقات الخارجية قائلا: وأخيرا، إليك فقط ملاحظتي المتواضعة. محمد بن سلمان رجل إصلاحي، يؤمن إلى حد كبير بكل ما نؤمن به نحن في الإمارات، تمكين الشباب، وإخضاع الحكومة للمحاسبة، وهو شخص مهتم بالإنجاز وتحقيق النتائج.

وليس لديه وقت للضعف والعجز وانعدام الكفاءة، تحفزه الرغبة في إنجاز الأشياء وفي إصلاح الأمور، وليس الانقلاب على القصر أو التلاعب بالسلطة.

ولم يستنكف العتيبة عن لعب السياسة داخل بيت آل سعود ذاته، فهو يعلم يقينا بأن الأمير الشاب دخل في مواجهة مع ابن عمه الذي يكبره سنا، محمد بن نايف، وعمل على إقصائه.

ففي تبادل للرسائل في الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2015 مع دافيد باتريوس، المدير السابق للمخابرات الأمريكية سأل باتريوس العتيبة عما إذا مازال لدى محمد بن نايف نفوذ داخل المملكة.

فأجابه الأخير قائلا: «المؤكد هو أن محمد بن سلمان أكثر نشاطا فيما يتعلق بمعظم القضايا اليومية، ويبدو أن محمد بن نايف في الفترة الأخيرة ينأى بنفسه قليلا.

وعاد باتريوس ليسأل: نحتاج إلى وجوده فيها أيضا، فوزارة الداخلية مهمة بالنسبة للمملكة. يحتاج لأن يشكل تحالفا مع العضو الأصغر. سوف نشجعه على ذلك عندما نذهب إلى هناك.

فرد العتيبة عليه قائلا: موافق. نحن بصدد حالة نادرة يتوقف فيها نجاح المملكة العربية السعودية على نجاح محمد بن سلمان ومحمد بن نايف العمل معا، وأعتقد أن العلاقة الثنائية فيما بينهما أقوى بكثير مما يبدو أن الناس يظنونه هنا ولكني أعتقد أن مستوى ثقة محمد بن نايف بذاته لم تعد حيث كانت.

بعد ذلك بستة شهور كتب العتيبة إلى ستيفين كوك يقول له إنه سيستغرب جدا فيما لو حاول محمد بن سلمان القفز من فوق محمد بن نايف، ولكنه أضاف: لقد قابلت محمد بن نايف مؤخرا، وبإمكاني القول باختصار إنه لم يكن في أحسن أحواله، ولسانه منعقد.