وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوة رسمية لنظيره الإماراتي محمد بن زايد لزيارة الولايات المتحدة، في خطوة هي الأولى بعد فترة من الخلافات بين “الشريكين” كادت أن تسفر عن تغيير الخريطة الجيوسياسية في المنطقة، بعد أن أبدت الإمارات ترحيباً -اقترن بخطوات عملية- للتقارب من روسيا والصين.
من بين أكبر مصدري النفط في العالم، لطالما كانت الإمارات قريبة من الولايات المتحدة، لكن العلاقات توترت مؤخرًا، وسط الحرب في أوكرانيا، وأزمة النفط والمخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط -عسكرياً.
قال جو بايدن خلال اجتماع ثنائي مع محمد بن زايد في جدة: “التحديات التي نواجهها اليوم تجعل قضائنا الوقت معاً ذو أهمية قصوى”، حيث التقى الرئيسيين خلال جولة بايدن -الأولى- في الشرق الأوسط التي اختمها في السعودية.
محاولة لإذابة الجليد
خلال الاجتماع الذي عُقد السبت، قال بايدن لبن زايد “أريد أن أدعوكم رسميًا إلى الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى رغبته في استقبال نظيره في واشنطن في المكتب البيضاوي “قبل نهاية هذا العام”.
كانت العلاقات بين واشنطن وأبو ظبي باردة في الأشهر الأخيرة، بعد أن أبدت الولايات المتحدة -ضمنياً- اهتماماً أقل بالشرق الأوسط، وهو أمر أغضب حلفائها الخليجيين الراغبين في حليف يضمن لهم الأمان ضد مواجهة إيران، وعليه حاولوا البحث عن هذه الضمانات مع روسيا والصين، لتصل العلاقات بين الحلفاء التاريخيين إلى مستوى منحدر اعتقد البعض أن نهايته ستكتب قريباً.
لكن قبل اجتماع العديد من القادة العرب يوم السبت في المملكة العربية السعودية، وعد جو بايدن “لن تنسحب الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط من خلال ترك فراغ يمكن أن تملأه الصين أو روسيا أو إيران”.
على الجانب الآخر، اهتز استقرار الإدارة الأمريكية بسبب رفض دول الخليج زيادة إنتاج النفط لتهدئة ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية بسبب الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا منذ فبراير/شباط.
رفضت الإمارات العربية المتحدة في البداية، التي ترأست مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
علاقة “تحت الاختبار”
علاوة على ذلك، كانت الإمارات العربية المتحدة، مثل المملكة العربية السعودية، تأمل منذ فترة طويلة في الحصول على مزيد من الدعم من الولايات المتحدة في حربها ضد الحوثيين في اليمن، حيث يتم دعم هؤلاء المتمردين من قبل إيران.
في بداية مارس/آذار، صرح سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، بأن العلاقة بين واشنطن وأبو ظبي “تمر باختبار”، في اعتراف -فريد- بأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تتعرض لضغوط كبيرة، لكنه أكد على أن الدولة متمسكة بإحياء هذه العلاقة، ولكن بشرط الالتزام بضمانات أمنية معينة.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر
اضف تعليقا