أعلنت محافظة إدلب -آخر معقل للمتمردين السوريين، ظهور أول حالة إصابة بفيروس كوفيد-١٩ المستجد، لتستعد المحافظة، المضطربة بالفعل من الفقر وسوء الأوضاع، لمواجهة كارثة جديدة.

قالت السلطات الصحية المحلية مساء الخميس إن طبيباً في الثلاثينيات من عمره يعمل في مستشفى “باب الهوى” في إدلب، الواقعة بالقرب من الحدود التركية، طلب فحصه بعد ظهور أعراض المرض عليه، ما يعني أنه ليست الحالة الوحيدة في المنطقة كونه أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية وتعامل مع مرضى ومواطنين في الأيام الماضية.

يخشى سكان إدلب البالغ عددهم 3 ملايين نسمة انتشار الفيروس في المحافظة التي يعيش 1.1 مليون منهم في الخيام وأماكن الإقامة المؤقتة مع نظام صحي متهالك بعد أن دمرته سنوات الحرب وحملات القصف التي نفذها نظام بشار الأسد وحلفائه الروس، بالإضافة إلى نقص التغذية والأمراض الأخرى المنتشرة.

المحافظة تعاني من نقص المعدات الطبية، حيث لا يتوافر بها سوى جهاز واحد من أجهزة الفحص والاختبار، تم شرائها المحافظة بها من منظمة غير حكومية محلية، ولم ترسل منظمة الصحة العالمية أي آلات إلى إدلب أو الشمال الشرقي الذي يسيطر عليه الأكراد، ولا يوجد في سوريا بأكملها سوى خمسة أجهزة فقط.

كما يتوفر ما مجموعه 153 من أجهزة التنفس الصناعي و148 سريراً فقط في وحدات العناية المركزة لمرضى كورونا في إدلب.

أفادت المناطق الحكومية في سوريا عن وجود 372 حالة إصابة بفيروس كورونا و14 حالة وفاة، وكشفت الأمم المتحدة عن ست حالات وفاة وحالة وفاة واحدة في الشمال الشرقي، وكان الخبراء قد حذروا منذ شهور من أن الأرقام الحقيقية في جميع أنحاء البلاد ربما تكون أعلى بكثير.

قالت سونيا خوش، مديرة منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا: “إن تفشي فيروس كوفيد-١٩ الأوسع سينال من عائلات [في إدلب] تقاتل بالفعل من أجل البقاء – الكثير يعيشون بدون مياه نظيفة أو طعام مغذي – تحارب هذا المرض شديد العدوى في المخيمات والملاجئ المكتظة”.

وأضافت “الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب أن تبقى الأسلحة صامتة، ويجب أن يستمر وقف إطلاق النار ويجب توجيه جميع الجهود نحو المساعدة والاستجابة الصحية.”

قد يتفاقم الوضع البائس في إدلب والريف المحيط بها بعد تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة على استمرار تسليم المساعدات الإنسانية من معبرين حدوديين من تركيا.

من الجدير بالذكر أن روسيا عرضت يوم الخميس مشروع قرار منافس يصرح بمرور معبر حدودي واحد فقط بدلاً من اثنين خلال العام المقبل، ما يعني في الواقع حرمان حوالي 300 ألف شخص عالقين في الخطوط الأمامية من تلقي مساعدات الأمم المتحدة.

استخدمت روسيا والصين مرارًا حق النقض (الفيتو) كأعضاء دائمين في مجلس الأمن لعرقلة المساعدة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، والتي تعتبر إدلب أبرزها.

يوم الخميس أيضًا، قال مدير مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة إن مكتبه تلقى معلومات تفيد بأن 700 شخص لقوا حتفهم مؤخرًا في معسكرين مكتظين ومليئين بالأمراض في شمال شرق سوريا يضم حوالي 70.000 امرأة وطفل.

وأضاف فلاديمير فورونكوف إن نقص الغذاء والدواء وتفشي مرض السل ساهم في معدلات الوفيات الدرامية، مما خلق بيئة مناسبة لاستمرار التطرف
.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا