نجاح عملية اغتيال البغدادي جرأت ترامب على ارتكاب مزيد من العمليات المشابهة
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية صباح اليوم تقريراً مصوراً أعده مراسل الغارديان في الشرق الأوسط مارتن تشولوف حول الأسباب التي دفعت ترامب لإصدار أوامره باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، مع تفسير ذلك التصرف وعواقبه على الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط
وكان قاسم سليماني، قد قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في بغداد في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، وهو شخصاً اعتُبر على نطاق واسع أنه أقوى رجل في إيران بعد القائد الأعلى، آية الله علي خامنئي، كما كان أبرز شخصية إيرانية عسكرية.
لقد أدى اغتيال سليماني إلى الدفع بالشرق الأوسط نحو أزمة يبدو أنها ستؤدي على الأرجح إلى مزيد من التصعيد بين واشنطن وطهران.
في التقرير المصور الذي نشرته الغارديان رأى تشولوف ان التفسير الأبرز لقيام ترامب بالإقدام على عملية بهذه الخطورة هو زهوة الانتصار الذي حققه نجاح عملية اغتيال قائد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أبو بكر البغدادي، حيث لم تُوجه إلى ترامب إلا انتقادات قليلة، وهو ما جرأه على التفكير في القيام بجولة ثانية واستهداف شخصية أخرى بارزة.
وتابع تشولوف أن ترامب حين فكر في هذا الأمر لم يدرس عواقب هذه الخطوة جيداً، ولم يعي توابعها، فقاسم سليماني ليس كأبي بكر البغدادي، على العكس، فهو يُعتبر شخصية عامة ذات تأثير كبير على دولة كبيرة بحجم إيران.
إن توقيت مقتل سليماني أثار العديد من التساؤلات حول دوافع ترامب الحقيقية وراء تلك الخطوة، كما قوبلت بالعديد من الانتقادات الدولية والمحلية، بسبب الإرباك الذي تسببت فيه تلك العملية في الشرق الأوسط، وربما في العالم بأسره.
التقرير استعرض تصريحات المرشحة الرئاسية عن الحزب الديموقراطي إليزابيث وارن، والتي لم تجد أي مبرر لترامب لتنفيذ مثل هذه العملية، إلا أنه يريد الزج بالجميع ناحية حافة الحرب.
دونالد ترامب برر مقتل سليماني بأن يداه أصبحت ملطخة بدماء الأمريكان والإيرانيين معاً، وأنه كان يجب القضاء عليه منذ فترة طويلة.
كما ادعى ترامب أن سليماني يعمل ضد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، كما اتهمه بالوقوف وراء ما حدث للسفارة الأمريكية في بغداد وبيروت، وأنه كان على رأس خطط كثيرة تهدف إلى استهداف أشخاص أمريكيين وإضعاف الولايات المتحدة.
تشولوف علق على هذه الادعاءات والاتهامات التي وجهها ترامب لسليماني بأنها مجرد ادعاءات لم يقدم ترامب أي دليل على صحتها، وطالبه بضرورة وأهمية اثبات صحتها، وإن فشل في ذلك فلن تكون العملية إلا مجرد طريقة لإلهاء الناس عن المشكلات الأكثر إلحاحاً، والتي ستظل تواجهه ما لم يقدم أسباب مقنعة حول دوافعه للقيام بذلك مع تقديم أدلة واضحة.
للاطلاع على التقرير من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا