خبراء: إيران غير مؤهلة لمواجهة الفيروس وسيكون لانتشاره آثار سلبية على الشرق الأوسط بأسره

شهد الاثنين 24 فبراير/شباط الجاري تصاعد في أزمة انتشار فيروس كورونا داخل إيران، حين تضاربت التصاريح الرسمية الإيرانية حول عدد الوفيات الناتجة عن الإصابة بالفيروس، خاصة بعد إعلان عدد من الدول العربية والأوروبية رسمياً انتشار الفيروس بها.

وكان مُشرع من مدينة قُم المقدسة -الواقعة على بُعد 75 ميلاً (120 كم) جنوب العاصمة طهران- قد اتهم وزير الصحة الإيراني بالكذب بشأن مدى تفشي المرض، حيث قال المشرع أحمد أميرابادي فرحاني ، إنه كان هناك 50 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في “قُم” وحدها، وفقاً لوكالة أنباء إيلنا شبه الرسمية، المقربة من الإصلاحيين.

كما صرحت فاطمة مدياني رئيسة تحرير إيلنا لوكالة الأنباء الفرنسي بأن “بقية وسائل الإعلام لم تنشر هذا الرقم، لكننا نفضل عدم مراقبة ما يتعلق بفيروس كورونا لأن حياة الناس في خطر”.

من ناحيته، رفض نائب وزير الصحة الإيراني إراج هاريتشي هذه التصريحات والإحصاءات، كما علق على خبر وفاة 12 شخصاً واصابة 66 شخصاً بفيروس كورونا ” أنفي هذه المعلومات رفضًا قاطعًا”، مضيفاً “هذا ليس وقت المواجهات السياسية… فيروس كورونا مشكلة وطنية”، وذلك في مؤتمر صحفي تم بثه على الهواء مباشرة على التلفزيون الحكومي بأنه.

عدد من بلدان الشرق الأوسط أعلنت وجود حالات مصابة بالفيروس بين مواطنيها، كالبحرين والكويت والعراق، وكذلك أفغانستان، وجميعهم أشخاص وصلوا حديثاً من إيران.
وفي إيطاليا، التي أصبحت النقطة المحورية لتفشي المرض في أوروبا، قال المسؤولون إن 219 شخصًا قد أثبتت إصابتهم بالفيروس، كما ارتفع عدد القتلى إلى ستة.

تعهدت الحكومة الإيرانية بالشفافية في كل ما يتعلق بأخبار انتشار الفيروس، حيث أعلنت في بيان على لسان المتحدث الرسمي لا “سنعلن عن أي أرقام حول عدد الوفيات في جميع أنحاء البلاد”، وأضاف المتحدث علي ربيعي: “نتعهد بالشفافية فيما يتعلق بالإبلاغ عن الأرقام”.

ومنذ الإعلان عن أول قتيلين نتيجة الفيروس في مدينة قُم الأربعاء الماضي، وإيران تسعى لاحتواء تفشي كورونا، إلا أنه ومنذ ذلك الحين تم الإعلان عن 12 شخصاً من بين 61 إصابة.
من بين التدابير التي تم اتخذتها البلاد لمكافحة المرض، تم إغلاق المدارس في معظم أنحاء البلاد، كما قامت العديد من الدول بإغلاق حدودهم أمام المواطنين الإيرانيين.

الإحصاءات تشير إلى ان عدد الوفيات مقارنة بعدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في إيران أعلى منه في أي بلد آخر، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية، حيث ينتشر المرض بكثافة.

من الجدير بالذكر، لم يصرح مسؤولو الصحة الإيرانيون حتى الآن ما إذا كان موظفو الصحة في مدينة قُم الذين تعاملوا مع الأشخاص المصابين قد اتخذوا تدابير احترازية في علاج الذين ماتوا من الفيروس، كما لم تذكر إيران أيضًا عدد الأشخاص في الحجر الصحي في جميع أنحاء البلاد بشكل عام.

من ناحية أخرى، حذر خبراء من جميع أنحاء العالم من خطورة المرض الذين قالوا أن فاعليته تفوق محاولات احتواءه، خاصة في دولة مثل إيران.

بول هنتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنجليا، قال تعليقاً على انتشار الفيروس: “إن نقطة التحول التي تنتهي بعدها قدرتنا على منع حدوث وباء عالمي تبدو أقرب إلى حد بعيد بعد الساعات الأربع والعشرين الماضية”، وأضاف “إن الوضع في إيران سيكون له تداعيات كبيرة على الشرق الأوسط”.

كما قال هنتر “من غير المرجح أن تمتلك إيران الموارد والتسهيلات اللازمة لتحديد الحالات وإدارتها بشكل مناسب خاصة إذا كانت أعداد المصابون كبيرة”.

هناك مشكلة أخرى تواجه إيران فيما يتعلق بمواجهتها للفيروس، وهي النزاعات المسلحة الأوسع في المنطقة، فأثناء تلك النزاعات تصبح الحدود بين الدول قابلة للاختراق، وغالبًا ما يتم استهداف مرافق الرعاية الصحية وتدميرها، كما حدث مع الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية والتهاب سنجابية النخاع في سوريا، حيث تسهل الحرب انتشار الأمراض المعدية وتعرقل استجابات الصحة العامة .

على الصعيد الأوروبي تسارع السلطات الإيطالية أيضاً لاحتواء أول انتشار كبير للمرض في القارة بعد وقوع وفاة سادسة في البلاد، حيث سجلت إيطاليا حتى الآن 219 حالة مؤكدة، لتكون بذلك أكثر دولة أوروبية انتشاراً للمرض.

في سبيل ذلك فرضت الحكومة الإيطالية قيودًا صارمة على التنقل الداخلي، حيث أغلقت المناطق الأكثر تضرراً، كالمناطق الشمالية من لومباردي وفينيتو، ويخضع حالياً حوالي 50000 شخص في 11 بلدة في شمال إيطاليا لإغلاق المدن منذ ليلة الجمعة، حيث تقوم الشرطة بدوريات في الشوارع والغرامات المفروضة على أي شخص يتم القبض عليه وهو يدخل أو يغادر مناطق التفشي.

كما حثت الحكومة الإيطالية أي شخص زار لومباردي أو فينيتو على ارتداء كمامات على الوجه إذا كانوا غادروا البلدة، والحد من الأنشطة غير الضرورية الكشف على درجات الحرارة مرتين في اليوم.

المسؤولون في فرنسا وألمانيا أعلنوا عدم إغلاق الحدود بينهم وبين إيطاليا، حيث قال المسؤولون في فرنسا بأن انتشار الفيروس لن توقفه الحدود الإدارية، بينما قال متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية إن الخطر على السكان الألمان من فيروس كورونا لا يزال منخفضاً، لكنه أضاف أن تلك القرارات قد تتغير في غضون مهلة قصيرة.

كما أوقفت النمسا خدمات القطارات عبر جبال الألب إلى إيطاليا لنحو أربع ساعات في وقت متأخر من يوم الأحد قبل إعادة تشغيلها بعد اجراء اختبارات لفيروس كورونا كانت نتائجها سلبية، حيث قالت السلطات إن قطارًا كان يحمل حوالي 300 مسافر من مدينة البندقية في إيطاليا إلى ميونيخ في ألمانيا تم إيقافه على الجانب الإيطالي من ممر برينر قبل أن يُسمح له بمواصلة رحلته بعد اختبار السلبية.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا