قالت صحيفة “الغارديان” إن تحقيق عملية السلام في اليمن بات عيد المنال في الذكرى الخامسة للتدخل السعودي الإماراتي عسكريا بالبلد، وذلك بسبب تصادم مصالح كل منهما.
ووفقًا لمراسلة الصحيفة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط “بيثان ماكرنان”، الخميس، فإن السعودية والإمارات تتنافسان بحدة على السيطرة في جنوب اليمن، حيث تدعم الإمارات الانفصاليين الذين يقولون إنهم يريدون استقلال الجنوب من جديد.
وفي الوقت الذي أنفقت فيه السعودية مليارات الدولارات على الحرب خلال السنوات الماضية، مع معاناتها من القدرات الحربية المحدودة، بدأت محادثات سرية مع الحوثيين بوساطة عمانية منذ عدة أشهر، وهو الأمر الذي دفع الإمارات، التي تدعم رئيس الأركان اليمني الجديد، إلى هجوم شنته القوات الحكومية على الجوف للحد من طموحات وكلاء السعودية في اليمن، خاصة حزب الإصلاح المرتبط بالحكومة، وصاحب الحضور القوي في مأرب.
وحسب ما نقلت الصحيفة عن المحلل اليمني “عبد الغني الأرياني” فإنه: “ليس سرا أن السعودية في هذه المرحلة لا تهتم إلا بتأمين حدودها وفصل أنصار الله (الحوثيون) عن إيران (..) ما لم يتم تقديره جيدا هي درجة العداء بين الرياض وأبو ظبي خاصة عندما يتعلق الأمر بالإصلاح. وما يحافظ على العلاقة هو التقارب بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ولو كان الأمر بيد القنوات المؤسساتية لانهار”.
واندلعت الموجة الأخيرة من العنف في اليمن بعدما حاولت القوات الحكومية التقدم على طول الطريق السريع من مأرب إلى العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، إلا أن العملية ارتدت عليها بطريقة كارثية، عندما رد الحوثيون بهجوم مضاد وتقدموا نحو مديرية الحزم عاصمة محافظة الجوف.
وأدى القتال الشديد إلى هروب 1.750 عائلة إلى مأرب، ما زاد الضغط على المنظمات الإنسانية التي تكافح لتأمين المواد الإنسانية لأكثر من 70 ألف نازح يعيشون في معسكرات على أطراف المدينة.
ويشهد اليمن، منذ نحو 6 سنوات حربا عنيفة، أدت إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، حسب تقديرات أممية، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة، أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
كما أدت الحرب إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم؛ حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وكان التحالف، الذي تقوده السعودية، قد أعلن، الأربعاء، قبوله دعوة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة “انطونيو جوتيريش” لوقف إطلاق النار، لمواجهة تبعات انتشار فيروس “كورونا” الجديد، وهو ما رد عليه عضو اللجنة العليا للحوثيين “محمد علي الحوثي”، عبر تويتر، بترحيب مشروط بانتظار التطبيق العملي.
اضف تعليقا