قامت صحيفة “الغارديان” البريطانية بنشر تقريرًا، تحدثت فيه عن استهداف إسرائيل العاملين في مجال الإعلام الفلسطيني، مسلطة الضوء بشكل خاص على قصص صحفيي بيت الصحافة.

فيما قالت الصحيفة، في تقريرها إنه بينما كانت مدينة غزة تهتز على وقع أصوات القنابل، توجّه عشرات الصحفيين إلى مبنى مكوّن من طابقين ذي جدران بيضاء في حي الرمال الراقي. 

كان ذلك صباح يوم 8 أكتوبر 2023، وكان المبنى مقرًا لبيت الصحافة، وهي منظمة فلسطينية غير ربحية تعمل على تدريب ودعم الصحفيين. وقبل أقل من 24 ساعة، اتصل حكمت يوسف، أحد مؤسسي المجموعة، هاتفيا بزميل له قائلًا: “استعدوا، علينا أن نذهب إلى المكتب”.

جدير بالذكر أنه في غضون ساعات، كانوا سيبلغون الصحفيين في غزة أن مؤسسة بيت الصحافة ستفتح مخزونها من السترات الواقية من الرصاص – دروع وخوذات زرقاء فاتحة اللون، مكتوب عليها “صحافة” وشعار كرتوني صغير لمنزل عليه طرف قلم على مدخنته.

فيما قام حاتم رواغ (30 سنة) بتوقيع السترات الواقية من الرصاص واحدة تلو الأخرى، وكان مجموعها يزيد قليلاً على 80 سترة في المجمل، وتأكد من أن المتلقين يعرفون كيفية ارتدائها بشكل صحيح. حوّل يوسف غرفة الاجتماعات الوحيدة في المكتب إلى مساحة للموظفين المستقلين لحفظ النسخ. وتجمّع العشرات من الصحفيين حول مجموعة من الكابلات وأجهزة الحاسوب المحمولة المجمعة معًا على الطاولة.

كان عاطف أبو سيف (50 سنة)، وزير الثقافة الفلسطيني المقيم عادة في الضفة الغربية، قد زار غزة في رحلة قصيرة. وعندما شنت حماس هجومها، توجه إلى بيت الصحافة. كان يشاهد الصحفيين في غزة وهم يستعدون لتغطية الحرب. 

وكتب: “الشيء الوحيد الذي يمكن أن نتفق عليه هو أنه ليس لدينا أدنى فكرة إلى أين يتجه هذا الأمر”، (رفض أبو سيف إجراء مقابلة، لكنه قدم للصحفيين نسخة من مذكراته، وسمح لهم بالاقتباس منها).وبعد مرور ثمانية أشهر على هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر،

قُتل حوالي 37 ألف فلسطيني في الهجوم الإسرائيلي. وتمنع إسرائيل ومصر وسائل الإعلام الأجنبية من دخول غزة لتغطية الحرب. والمراسلون الفلسطينيون، مثل أولئك الذين دربتهم مؤسسة بيت الصحافة، هم الصحفيون الوحيدون الذين يقومون بتغطية الوضع على أرض الواقع.

يعتمد هذا التحقيق على 15 مقابلة مع أعضاء مجلس إدارة بيت الصحافة الحاليين والسابقين، والموظفين، والداعمين الماليين أو الدبلوماسيين، والأرامل أو غيرهم من أفراد الأسرة الباقين على قيد الحياة. وتم التحقق من الأدلة المصورة أو مقاطع الفيديو الخاصة بالحوادث المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مع الشهود. 

كذلك عملت الغارديان مع منظمة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية لسرد هذه القصة، كجزء من تعاون نسّقته مؤسسة “فوربيدن ستوريز”، وهي منظمة غير ربحية مقرها باريس.

وكان العديد من الصحفيين الذين تجمّعوا في بيت الصحافة يوم 8 تشرين الأول/ أكتوبر من بين القتلى. وبعد أربعة أشهر من قيام رواغ بتوزيع السترات الواقية من الرصاص وعددها 84، قُتل حوالي 12 منهم.

اقرأ أيضًا : بعد شكوى نتنياهو.. بايدن يمد الاحتلال بالسلاح