حقوق الإنسان مصطلح غامض للغاية، من السهل القول بصوت عالٍ: أنك تهتم بالأمر، نحن نحب البشر، ونهتم بحقوق الإنسان، لكن الواقع مختلفاً تماماً، بعد حدوث شيء مثل استيلاء السعودية على نيوكاسل يونايتد يتضح أن الأمر ليس بهذه البساطة، وجدنا جموع من الجماهير لا يهتمون بالأمر على الإطلاق، بل لا يريدون التفكير في الأمر، وآخرون يقل اهتمامهم تدريجياً بحقوق الإنسان وفقاً لأهمية ذلك في حياتنا، لنجد أنهم كلما ابتعدنا عن شخص ما، قلت أهمية حقوقه.
لا يوجد مقياس متدرج في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي، للأسف، قرأته لأول مرة في ذلك اليوم، لم يكن مسليًا مثل هدف بليموث تحت المطر، لكن يمكن القول إنه أكثر أهمية بالتأكيد.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، صدر في أعقاب الحرب العالمية الثانية وتبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر/كانون الأول 1948، ويحتوي على 30 مادة، نص أولها: “يولد جميع البشر أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق”، كما أنه لا يجوز استعباد أي شخص أو إخضاعه للتعذيب أو الاعتقال التعسفي، ويجب الاعتراف بالجميع أمام القانون، وحمايتهم بموجب القانون، ومنحهم جلسات استماع عادل، لكل فرد حرية الزواج بمن يختار وحرية الفكر وحرية التعبير.
لذلك دعونا نطرح هذه الأسئلة الجادة بصورة مباشرة على المشاركين في عملية الاستحواذ السعودي على نيوكاسل يونايتد:
إلى حكومة المملكة المتحدة:
ما هي مشاركتك في عملية الاستحواذ؟ هل مارستم ضغوطًا على الدوري الإنجليزي الممتاز لإنجاح هذا الأمر؟ هل قامت الدولة السعودية بالضغط عليكم؟ هل يجب أن نتوقف عن بيع السلاح للسعودية وهم يقصفون اليمن بأسلحة بريطانية تتكون من القنابل تبلغ تكلفتها 700 مليون جنيه إسترليني و 100 مليون جنيه إسترليني من صواريخ جو – أرض؟
إلى الدوري الممتاز:
أين أنت من كل ما يحدث؟ من الضروري أن نستمع إلى تعليقك على هذا التحول في الصفقة.
إلى الكونسورتيوم الجديد: أماندا ستافيلي وآل روبنز:
ما هو شعوركم حيال التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في السعودية؟ هل يمكن أن يبعدك التعذيب عن شريك تجاري محتمل؟
إلى المدير الجديد واللاعبين:
هل من الشرعي طرح أسئلة على اللاعبين الذين يختارون الانتقال إلى هناك أو البقاء؟ هل خط ستيف بروس جيد بما فيه الكفاية بعد الآن؟
هذه الأسئلة للسياسيين. لا أعرف ما إذا كان الأمر كذلك، لكن في مرحلة ما سيرفض اللاعب التحرك لأسباب أخلاقية.
إلى الجماهير:
هذا ليس خطأك. لكن هذا لا يعني أنه لا يمكنك فعل الخير. لا تتوقف عن الدعم. لا تتوقف عن الذهاب. لكن تذكر جمال خاشقجي – الصحفي الذي كان يؤدي وظيفته وقُتل وقُطعت أوصاله في القنصلية السعودية في إسطنبول. إلى أولئك الذين احتجوا على صفقة رعاية نيوكاسل مع شركة قروض يوم الدفع على أسس أخلاقية: كيف لا يمكنك الاحتجاج على الاستيلاء السعودي؟
إلى النقاد والمذيعين:
يمكنني تخيل تلك الاجتماعات. لقد كنت فيها. “نحن بحاجة إلى التطرق إلى حقوق الإنسان ثم ممارسة كرة القدم.”، لا أعرف الإجابة، لكن لا يمكن أن يتوقف الأمر بعد أن أقول إنك تهتم بحقوق الإنسان وحسب، يجب أن يكون لنا دور فعال.
كل منا لديه أدواته الخاصة التي يمكن أن تحدث تغييراً في العالم دون الإخلال بالنظام العام أو القوانين، يمكننا المساهمة في إنهاء الانتهاكات السعودية، ربما لا نستطيع، لكن يجب أن نحاول.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا