انضم رئيس بلدية لندن، صادق خان، إلى رؤساء بلديات نيويورك ولوس أنجلوس وباريس في رفضهم حضور قمة دولية كبرى تستضيفها المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، كجزء من تحضيرات مؤتمر قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها الشهر المقبل في الرياض.
امتناع رؤساء البلديات عن الحضور أو رفض ممثلين عنهم يأتي بعد الحملات الدولية التي قادتها العديد من المنظمات الحقوقية والتي طالبت رؤساء الدول وكبار المسؤولين بمقاطعة مؤتمرات مجموعة العشرين، وكذلك القمة الافتراضية والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام في الفترة ما بين 30 سبتمبر/ أيلول و2 أكتوبر/ تشرين الأول في الرياض، احتجاجاً على أوضاع السجناء السياسيين في المملكة العربية السعودية.
كانت السعودية تسعى من خلال القمة الافتراضية U20 إلى تحسين سمعتها الدولية المشوهة في مجال حقوق الإنسان، وتكوين صورة لدولة تطمح إلى التطور والتحديث، وتسعى إلى اللحاق بركب الدول المتقدمة، إلا أنه مع تزايد حملات الضغط الشعبية بالمقاطعة يبدو أن مساعيها تلك ستبوء بالفشل.
في البداية، استجاب خان لحملات المقاطعة الشعبية بالقول بأنه لن يحضر شخصياً، مشيراً إلى التزاماته اليومية، ولكن مع تصاعد الضغط أكد أنه لا يرغب في ترك أي إشارة ضمنية إلى أنه يدعم الحكومة السعودية.
تصريحات خان تأتي بعد إعلان عمدة لوس أنجلوس، إريك غارسيتي، بأنه لن يحضر، معرباً عن قلقه بشأن حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية، وأوضاع حقوق الإنسان عموماً، وهي ذاتها الدوافع التي جعلت عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو بالتصريح بعدم الحضور والمشاركة أيضاً.
في تصريحاتها حول رفضها حضور القمة الافتراضية، أكدت هيدالغو أنها لا تستطيع الإقدام على مثل هذه الخطوة بينما لا تزال المملكة تواصل احتجاز الناشطة في مجال حقوق المرأة لجين الهذلول، التي حصلت على الجنسية الفخرية لمدينة باريس عام 2019 بسبب نضالها في مجال المرأة، والذي تسبب في اعتقالها منذ مايو/أيار 2018، حيث اتهمتها السلطات السعودية، مع غيرها من الناشطات بمحاولتهم “زعزعة أمن واستقرار المملكة … وتقويض الوحدة الوطنية”.
أما دي بلاسيو، قال في بيان الأسبوع الماضي: “لقد أظهر وباء Covid-19 العالمي مدى أهمية أن تعمل المدن في جميع أنحاء العالم معاً لتحقيق الصواب… لا يمكننا قيادة العالم دون التحدث علنا ضد الظلم”، وأضاف “يجب أن نقف متحدين لمكافحة مشاكل مثل تغير المناخ، وكذلك لتعزيز السلام وحماية حقوق الإنسان… أحث زملائي في المدن العالمية الأخرى على الانسحاب من قمة U20 لهذا العام وعدم المشاركة في هذه الفعاليات”.
حملة المقاطعة تم تنظيمها من قبل تحالف من منظمات حقوق الإنسان الفاعلة في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيسي كمنظمات: Codepink، و Freedom Forward، حيث تم جمع حوالي 7000 توقيع على عريضة أنشأتها منظمة “فريدوم فورورد” تدعو رؤساء البلديات لمقاطعة مؤتمر قمة العشرين، التي يتزامن عقدها مع الذكرى الثانية لمقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في إسطنبول في 02 أكتوبر/تشرين الثاني 2018.
من جانبها، عبرت منظمة Codepink عن تقديرها لموقف خان بالامتناع عن المشاركة، وقالت الشبكة النسائية الداعمة إنها دعت العالم إلى مقاطعة القمة بسبب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السعودية، سواء داخل البلاد أو في اليمن.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا