من فشل إلى فشل، ومن المتحدث باسم حركة الشباب لإنقاذ قطر، إلى المتحدث باسم المعارضة القطرية كلها، ومن هارب من العدالة، إلى نجم بارز في منصات دول الحصار على قطر في مصر والإمارات والبحرين والسعودية، في دلالات تكشف في إحدى دلالاتها سقوط دول الحصار في حيرة من الصمود القطري المميز ضد الحصار الجائر، وهو ما يستحق أن نكشف أوراق الصبي الفاشل خالد الهيل، الذي رصد (العدسة) أبعاد فشله كثيرًا ولازال.

منصات الفشل

بعبارات واحدة وصياغة متقاربة، دشنت منصات دول الحصار على قطر خبرًا مليئًا بالمغالطات والتطاول، عمن يسمى المتحدث باسم المعارضة القطرية خالد الهيل، ففي صحيفة عكاظ تحت عنوان “الهيل”: «الجانب المظلم لقطر» مؤتمر جديد للمعارضة في واشنطن”، في آخر شهر يونيو، بمشاركة من أسمتهم مسؤولين دوليين كبارًا، فيما لم توضح معنى العبارة، ويهدف المؤتمر بحسب المنشور إلى تكرار نفس عبارات دول الحصار الإعلامية المناهضة لاستقلال الدولة القطرية وتميزها على المستوي الدولي والعربي والإسلامي في العديد من القضايا، وفي مصر نقلت منصات إعلامية كثيرة محسوبة على نظام الديكتاتور عبدالفتاح السيسي، نفس العبارة مع إضافة وصف الفاشي إلى المتطرف لوصف النظام القطري، لكنها نقلت عنه تغريدة أخرى تتحدث عن صناع القرار في أمريكا، الذين دعوه إلى زيارته وعقد مؤتمره الذي وصفه بالإستراتيجي الحاسم، دون أن يسمي من هم صناع القرار الذين أبدوا هذه الدعوة في سياق المغالطات التي تروجها دول الحصار والمحسوبون عليها، بحسب مراقبين، ولم يختلف الحال في الإمارات فقد أبرزت صحيفة الاتحاد نفس الخبر، مضيفة عليه أنه لكشف ألاعيب قطر بمشاركة مسؤولين دوليين كبار، دون أن تجتهد الصحيفة في استيضاح أسماء المسؤولين الكبار في إطار تضخيم المؤتمرات التي اعتاد “الهيل” الفشل فيها، منذ مؤتمر لندن الشهير بسقوطه الذريع .

نصاب مأجور!

لا يوجد الكثير عن “الهيل “، بحسب رصد أجراه (العدسة) في عدة تقارير موثقة، ولا حضور له في منصات التواصل والإنترنت قبل تاريخ قريب، حتى “ويكيبيديا” الموسوعة الحرة، لا تذكر عنه سوى أنه رجل أعمال مقيم في بريطانيا، ويصف نفسه بأنه “المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية”، ولكن، وفجأة، سطع نجم “الهيل” قويًّا في إعلام دول الحصار، باعتباره قائدًا لـ “الحراك الشعبي الواسع”، الذي يعم أرجاء قطر وشوارعها ضد نظام الدوحة، وبلغ حضوره ذروته بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر نقابة الصحفيين المصريين بوسط القاهرة (أحد دول الحصار)، وأعلن فيه تدشين ما وصفه بـ«أول حركة قطرية معارضة» تحت مسمى: «الحركة الشبابية لإنقاذ قطر»، عندها بدأ الكثير من القطريين أنفسهم يتساءلون عن هويته، فيما كشف عدد من المحامين وأصدقاء “الهيل” السابقين في قطر عن مشاهد من حياته في الدوحة قبل هروبه إلى بريطانيا قبل سنوات، وبحسب ما تم نشره على منصات تواصل أصدقاء “الهيل”، فإنه كان يعمل في إحدى الشركات وتم فصله، لـ«عدم أمانته»، وأكدت الإعلامية القطرية إلهام بدر، في حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، أنه « نصاب هارب من العدالة»، و«ومزور ومحكوم قضائيًّا»، فيما أكد المحامي عبدالله طاهر، في حسابه على “تويتر” أن “خالد” «هارب من تنفيذ حكم» لم يوضح ما هو، قائلا: «لقاء معك قريبًا في الدوحة، وأنت تنفذ الحكم اللي عليك يا خالد الهيل».

ونشرت إلهام بدر بيانًا قالت إنه وصلها من بعض أقارب الوليد الهيل والد خالد، أعلن فيه «براءته من ابنه»، وقال الوليد في البيان المنسوب له، «كان لدي ابن يدعى خالد، وهذا المعتوه ـ بحسب تعبير البيان ـ للأسف كان يحمل اسمي، و أتبرأ أنا وعائلتي الكريمة من هذا المدعو (الرخيص) الذي تطاول على الوطن ورموزه»، مبينًا أنه «لا يمثل إلا نفسة الدنيئة، ويمثل سحرة فرعون في مصر»، على حد تعبير البيان.
جماعته الأولى قبل أن يختار وصف المتحدث باسم المعارضة القطرية، قال عنها في مؤتمر القاهرة، أن عدد أعضاء «الحركة الشبابية لإنقاذ قطر» التي يقودها، يصل إلى حوالي 32 ألف معارض داخل قطر، لكن لم ينشر أي من هؤلاء الآلاف أية معلومات على مواقع التواصل أو منصات الإعلام تؤكد ما نشر عنه، أو معلومات عن سيرة رئيس حركتهم.

وهْم لندن

وفي لندن، كُشِفت أوراق صبي المخابرات الإماراتية الفاشل خالد الهيل سريعًا بعد انطلاق مؤتمره المشبوه في لندن، في سبتمبر 2017، حيث كان القطري الوحيد في المؤتمر الذي وصف من جهات كثيرة بـ”الفاشل”، ما أضاع أموال دول الحصار خاصة الأميرين الطائشين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، في ظل العزوف الكبير ممن دعتهم لجنة المؤتمر الواهي لحضوره، سواء من القطريين أنفسهم أو ممن قالت عنهم وسائل إعلام دول الحصار أنهم سياسيون بارزون وصناع قرار في العالم، ما عُدَّ وقتها فشلًا ذريعًا للمخابرات الإماراتية في تنظيم ذلك المؤتمر ضد دولة قطر.

كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية الواسعة من المؤتمر، حيث لم يشهد المؤتمر تجمعًا حقيقيًّا لمعارضين قطريين، لكنه ضم في أغلبه وجوهًا إعلامية وصحفية مصرية وعربية من خارج دولة قطر، بحضور “مدفوع الأجر”، كما دعا المؤتمر إلى تسمية الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني حاكمًا بديلًا لقطر، من دون سابق مقدمات، وهو أيضًا ما كان محل سخرية واسعة من قبل سياسيين ومغردين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبحسب الإعلامي القطري صالح غريب، فإن المؤتمر تم “بصناعة مصرية ودعم سعودي وإماراتي”، وقال الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام العربي، نبيل سيف: إن “هناك (سبوبة) كبيرة مقرها لندن”، وأن “الهيل” وفر لعدد من المصريين إقامة كاملة في لندن، و”بوكيت ماني” كبير، بالإضافة إلى مصاريف التسوق، مقابل حضورهم المؤتمر المشبوه الذي مولته الإمارات بأكثر من 5 مليون جنيه إسترليني، بحسب تقارير متواترة، فضلًا عن أن من أبرز هذه الشخصيات، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد “شلومو بروم” المعروف بولائه لدولته، والصهيوني الأمريكي “دوف زاخيم”، المعروف بعداوته للإسلام، و”آلان مندوزا”، المعروف بعدائه للإسلام أيضًا، والذي سبق أن ألقى خطابًا أمام اللوبي الصهيوني “إيباك” في أوروبا حذر خلاله من ارتفاع أعداد المسلمين.

فشل وحضور صهيوني

وبحسب العلاقات الوثيقة بين المخابرات الإماراتية واللوبي السعودي في واشنطن، الذي يطلق على نفسه “لجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك)، والتي يتولاها حاليًا سلمان الأنصاري”، وهو ما يرشح فشل المؤتمر المزعوم مجددًا؛ حيث تعتبر أهم نقاط ضعف السعودية في واشنطن، وتلاحق “الأنصاري” اتهامات الفشل والتصهين، فالحديث متواصل عن شكوك في وجود تعاون بين اللوبي السعودي واللوبي الصهيوني في واشنطن، وهو ما ظهر في تحركات اللوبي لتعزيز الحصار على دولة قطر التي لم تحقق أية نتائج تذكر، وبحسب تقارير متواترة، فإن ممول حملة تشويه قطر هو رئيس اللوبي السعودي ومؤسسه في أمريكا سلمان الأنصاري، وأخذ بنفس إجراءات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن”، ونقل تقرير لقناة “الجزيرة” على موقعها الإلكتروني، أن اللوبي السعودي في الولايات المتحدة أطلق حملة إعلانية تليفزيونية مدفوعة ضد قطر، كلفته 138 ألف دولار، مقابل 7 مقاطع إعلانية مدتها ثلاثون ثانية في القنوات، وهو ما يؤكد التوقعات بحضور صهيوني مميز للمؤتمر، وقد برز “الأنصاري” كبوق للتطبيع السعودي الصهيوني في محاولة لإرضاء اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.