لازالت الأزمات سيدة الموقف تلاحق بشدة إدارة النظام المصري لملف تنظيم وتسيير بطولة كأس الأمم الأفريقية المقررة في يونيو المقبل.
“العدسة” رصدت 4 أزمات حرجة تهدد بفشل النظام المصري في ذلك الملف ..
الرعب من الجماهير
أزمة الحضور الجماهيري بدورها حاضرة بقوة وتثير المخاوف لدى كثيريين منذ أزمة مجزرة بورسعيد عام 2012 وما ترتب عليها ، وصرح محمود الشامي، رئيس رابطة الأندية المصرية السابق، في وقت سابق :” لقد تأخرنا كثيرًا في تطبيق تجارب مهمة لتفعيل الحضور الجماهيري، فمثلاً لم يعد لدينا نظام لحجز تذاكر المباريات ولا توجد بطاقة مشجعين”.
صحيفة “لوموند” الفرنسية ، عززت هذه المخاوف مؤكدة في تقرير حديث لها أن هناك تحديات تجعل المهمة صعبة أمام القاهرة لتنظيم البطولة ومن أهمها ما يتعلق بالأمن الداخلي في البلاد.
وأضافت أن مصر طيلة عدة سنوات، كانت البلاد هدفاً للهجمات، التي غالباً ما تبناها تنظيم (داعش) ومنها ما كان بجانب أهرامات الجيزة ، بجانب ظاهرة العنف المتكرر الذي يحدث في ملاعب البلاد خلال المسابقات الوطنية والدولية ومن أبرزها ما حدث في شهر فبراير من سنة 2012، عندما قُتل 74 شخصاً في مباراة بين النادي المصري والأهلي، وهو ما تكرر بعد ثلاث سنوات، خلال مباراة بين الزمالك ونادي إنبي في القاهرة، حيث قُتل 19 شخصاً في اشتباكات مع قوات الشرطة، الأمر الذي أدى إلى حدوث تدافع مميت.
كما دفعت هذه المخاوف النظام المصري إلى عقد مؤتمر تحت عنوان “نبذ التعصب” ، حيث طالب هاني أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة بضرورة تكاتف الجميع من أجل نبذ التعصب، خوفًا من حدوث أي أضرار للكرة المصرية وفق تعبيره.
حضور الجماهير يثير خوفا من نوع آخر يتصل بالأزمة السياسية في مصر ، وهو ما أكدته تصريحات لمصادر أمنية نقلها موقع “الجزيرة نت” كشفت عن أن “الحكومة المصرية تخشى تحول الملاعب إلى ساحات للهتافات السياسية، حيث تخشى مجرد سماع شتائم بحق شخصيات عامة أو اعتبارية، حتى لا يمتد ذلك لرأس الدولة عبد الفتاح السيسي والمطالبة بسقوط النظام.
وضربت المصادر أمثلة على ذلك ومنها ما حدث قبل ذلك في مباراة للنادي الأهلي خلال أحداث محمد محمود 2011 حيث هتفت الجماهير بسقوط حكم العسكر” وما حدث قبل عامين في مباراة الزمالك أمام أهلي طرابلس الليبي في دوري أبطال أفريقيا، وطالت رئيس النادي مرتضي منصور ، وفي مباراة الأهلي وحوريا كوناكري الغيني في دوري أبطال أفريقيا قبل أشهر، حيث شتمت جماهير الأهلي الرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة في السعودية تركي آل الشيخ.
أزمة الملاعب
ويرى مراقبون أن أزمة الملاعب ستظل مستمرة رغم الطمأنات الرسمية لعدم قدرتها على استضافة مباريات وتدريبات 6 مجموعات مختلفة بالبطولة فضلا عن معاناة الملاعب من سوء الأرضية والتنظيم في المباريات عادة.
وشهدت الفترة الأخيرة غضب جماهيري وأزمات داخلية بعد استبعاد ستاد برج العرب بالإسكندرية من بطولة أمم إفريقيا 2019، والذي جاء بمثابة صدمة لجماهير كرة القدم المصرية ، وجاء السبب بحسب محمد فضل مدير بطولة كأس أمم إفريقيا ليكشف الخوف المستمر داخل المنظومة المصرية التي تدير الملف حيث قال في تصريحات إذاعية: “نريد أن نحقق أكبر استفادة ممكنة من الحضور الجماهيري وأن يكون مظهرهم في المدرجات جميلًا مضيفًا لذلك تم استبعاد ملعب برج العرب لأن اتساعه كبير للغاية، يبلغ 85 ألف متفرج، ما يزيد فرص ظهور المدرجات خاوية”!.
كما أثار استبعاد استاد بورسعيد، في صدمة جديدة لأبناء المدينة الغاضبة بطبعها من النظام المصري بسبب ظروفها الاقتصادية الصعبة والتي كانت ترى في البطولة فرصة لترويج اقتصادي لها ، ولكن عصفت اللجنة المسئولة عن التفتيش على المدرجات بأحلامها حيث صرحت بأن الاستاد غير جاهز بالمرة، وآيل للسقوط طبقًا لتقارير اللجان الهندسية، في مفارقة غريبة من قبول استقباله لمباريات محلية كثيرة في الأوقات السابقة.
ولازالت المخاوف بحسب البعض تلاحق الملاعب الستة المستضيفة لمباريات كأس أمم أفريقيا طبقا لقرار لجنة التفتيش وهى ملاعب القاهرة الثلاثة، استاد السلام وستاد القاهرة وملعب الدفاع الجوي بجانب ستاد الإسكندرية والإسماعيلية والسويس.
ارتباك وإهدار مال
التأثير على الأجندة الكروية المصرية أزمة اضافية تواجه الرياضيين في مصر ، وبحسب اللواء الدهشوري حرب، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، في تصريح له فإن تنظيم البطولة سيجعل مصر في حالة ارتباك للأجندة الرياضية والكروية تحديدًا ، وتهدد أمر استكمال بطولة الدوري بسبب كثرة المؤجلات نتيجة مشاركة الأندية في البطولات العربية والأفريقية.
ويأتي إهدار المال العام دون عائد كأحد الأزمات المتوقعة للنظام المصري بعد البطولة ، ووفق عصام عبد المنعم، رئيس اتحاد الكرة الأسبق في تصريحات له فإن بطولة أمم أفريقيا لا تعود بالنفع المالي الكبير من استضافتها وهو السبب وراء إحجام عدد كبير من دول القارة عن التقدم للترشح لاستضافة التنظيم مؤكدا أنه لا توجد فوائد تسويقية بالمعنى المفهوم بالنسبة لمصر من وراء استضافة البطولة الأفريقية إذ سيكون النفع السياحي أو الاقتصادي من وراء هذه البطولة ضعيفًا للغاية، ولن يسد النفقات الهائلة على تنظيم البطولة القارية.
ورغم كل ذلك فإن هاني أبو ريدة، رئيس اتحاد الكرة المصري، ورئيس اللجنة المنظمة لكأس الأمم الأفريقية 2019، اعترف فقط في تصريحات رسمية عبر الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي “كاف” بأنه هناك عقبة وحيدة في طريق استعدادات مصر لتنظيم البطولة وهي ضيق الوقت!
اضف تعليقا