يمر العام وتكون الصور هي الحصاد الرئيسي للتعبير عن أهم ما شهده العالم، ما بين مآسٍ اهتز لها قلوب الجميع ولحظات فرح استثنائية.
فإلى بعض تلك الصور، والقصص الكامنة وراءها ..
طفلة الأرجنتين
نبدأ من الأرجنتين التى جاءت منها أكثر الصور المأساوية لطفلة اشتد بها الفقر حتى تركع حول بركة مياه صغيرة عكرة وتستند على ركبتيها ويديها كي تتمكن من أن تلعق بعض قطرات المياه القذرة بلسانها.
وقد نطقت تلك الصورة بملايين الكلمات التى يمكن أن تصف بها حال مجتمعها الذي يعاني من فقر مدقع، وقد استطاع مراسل موقع “Misiones Online” الذي قام بالتقاط تلك الصورة أن يصل إلى هدفه ويحرك مشاعر مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي حول العالم لإلقاء الضوء على حياة هؤلاء الفقراء لإيجاد وسيلة لمساعدتهم وخاصة هؤلاء الأطفال الذين ينطلقون مشردين في الشوارع.
وقد أثارت هذه الصورة مشاعر ملايين من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي سواء كانت الفيس بوك أو تويتر، بمجرد أن نشرها المراسل على الإنترنت حيث كان يعد تقريرًا عن حالة الطقس أثناء موجة حر شديد تعرضت لها الأرجنتين بلغت فيها درجة الحرارة 37، وإذا به يلتقي مشهد تلك الفتاة فلا يجد تعبيرا أقوى منه لإيقاظ ضمير ذلك العالم تجاه هؤلاء الفقراء.
وبالفعل استطاعت صورة تلك الطفلة المعدمة التي كانت تحاول مقاومة موجة الحر الشديد بترطيب فمها بالماء الراكد القذر من تحريك وتفاعل كل من شاهدها عبر وسائل الإعلام الرقمية عبر العالم.
وقد لفت هذا المشهد الانتباه إلى مجتمع تلك الفتاة من السكان الأصليين الناطقين بلغة “ميبا جواراتي” في مدينة بوساداس بالأرجنتين، والمعروفة بفقرها المدقع، والتى يعتمد فيها الصغار على مهنة التسول للحصول على المال.
وقد قام متطوع يدعى ميجو ريوس مع مجموعة من النشطاء من رفاقه بتقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال من خلال إرسال المعونات من أطعمة ومياه واحتياجات اخرى، السبب الذي وجه سهام الانتقادات الحادة إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف” وإثارة التساؤلات حول دورها في حماية الأطفال المشردة حول العالم.
وكتبت العديد من التغريدات التى تنتصر لتلك الطفلة وأمثالها وكان من تلك التغريدات ما كتبته
مغردة تدعى تامارا لاميرونا بقولها: “ضع نفسك محل الطفلة الصغيرة وماذا ستشعر وقتها، أو تخيل أطفالك في مثل هذا الموقف”.
بينما كتبت مغردة أخرى تدعى ماري جيمينز بونز في استنكار لتلك الفروق الطبقية بين الأغنياء والفقراء: “سأخجل لو كنت مليونيرة أفتخر بنمط حياتي المرفهة، بينما الآخرون يموتون ويتضورون جوعاً”.
فرحة المونديال
ومن الأرجنتين إلى مصر، ففي حين انتشر المصورون الصحفيون في كل شوارع مصر يلتقطون تعبيرات الفرحة من على وجه الجميع بعد تأهل منتخب الكرة المصري للمونديال كانت صورة محددة هى الأكثر لفتا للانتباه وتأثير بالمشاعر.
إنها صورة الشاب المصري من ذوي الاحتياجات الخاصة محمود عبده، الذي رقص طربا وفرحا وتعلق في الهواء رغم بتر قدمه عقب تأهل مصر لمونديال روسيا.
وقد التقطت الصورة فور إحراز محمد صلاح لهدف الفوز والصعود فإذا بذلك الشاب المعاق الذى كان متواجدا تحت المقصورة الرئيسية في استاد الجيش ببرج العرب لم يتمالك نفسه من الفرحة ووسط اندهاش الجماهير أخذ يجرى فرحا في خفة شديدة ورشاقة غير معهودين حيث إنه لا يستطيع السير إلا بعكازين، لاعتماده على ساق واحدة… ورغم إعاقته تمكن من الدوران في الهواء ثم كرر هذا الفعل عدة مرات أخرى بطريقة تصعب على الأصحاء أنفسهم، واستطاعت هذه الصورة فور تداولها تحريك مشاعر المصريين وكانت خير تمثيل لفرحتهم.
وبمجرد نشرها طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم بيانات صاحب الصورة الذى أكد أن فيفا اعتمدها كلقطة معبرة تجسد وتكشف أن كرة القدم هي أداة للأمل والإرادة.
وقال ملتقط الصورة المصور بصحيفة “الجمهورية” المصرية عزت السمري عن تفاصيل التقاط هذه اللقطة المدهشة إن استعداده لاختيار مكان مناسب يمكنه من التقاط صورا خاصة بالمبارة قبل وصول الجماهير وصل عدد من المشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين خصص لهم مكان تحت المقصورة الرئيسية نظرا لظروفهم الصحية.
فلاحظ من بينهم هذا الشاب يرقص طربا على نغمات الأغاني الوطنية التى بثتها الإذاعة الداخلية للاستاد قبل المباراة ويقول ” ظللت طيلة المباراة أتابعه توقعا منى لردود أفعال لا إرادية ومبهرة خلال إحراز أهداف في المباراة وربما تكون الأنسب لالتقاط عدة صور معبرة عن الفرحة.
ويضيف السمري أنه فور تأكد تأهل مصر للمونديال، وعقب إطلاق الحكم صافرة النهاية للمباراة، قام محمود خلال ثوان معدودة بالدوران في الهواء وهو ما لم يكن يتوقعه فلم يتمكن من التقاط هذا المشهد بعدسته، ولكنه انتبه وقام بتركيز العدسة عليه، وبالفعل لم يخذله محمود وأدى الحركة مرتين أخريين فتمكن من التقاط عدة صور له خلالها.
الجحيم من الهند
كما التقط بيبلا هازرا المتخصص في تصوير الحياة البرية في الهند، الصورة الفائزة في “مسابقة المصور السنوية الخاصة بالحياة البرية 2017″، والتى أظهرت فيلين بإحدى غابات ولاية البنغال الهندية، يحاولان الهرب من ذلك الحشد من الهنود الذين رشقوهما بكرات من اللهب والألعاب النارية.
وقد أطلق على الصورة اسم “هنا الجحيم”، واستطاعت بجدارة حصد جائزة مرموقة حيث تتناول الحياة البرية في قارة آسيا.
وذكرت مؤسسة “الملاذ الطبيعي الآمن” المانحة للجائزة أن الصورة عبرت عن معاناة الفيلة في ولاية البنغال، التى يبعد فيها السكان الفيلة بشكل متزايد خارج المناطق السكنية بطرق منها النيران، إضافة إلى قطع الأشجار وإنشاء الطرق التي تهدم البيئة المناسبة للفيلة.
واعتبرت الصورة صرخة لعرض هذا النوع من الإذلال الروتيني الذي تتعرض له الفيلة والأخذ في الازدياد يوما بعد يوم.
ويذكر أن الهند هى موطن لـ30 آلف فيل آسيوي أي ما يعادل 70 % من فيلة العالم ونحو 800 منها في ولاية البنغال وحدها.
اضف تعليقا