تستخدم الأنظمة القمعية التي يحكمها ديكتاتوريين في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في البقعة الخليجية الرياضة بشكل عام من أجل إخفاء كم هائل من الانتهاكات الحقوقية الصارخة في حق المعارضين ونشطاء حقوق الإنسان.

على رأس تلك الأنظمة تأتي المملكة العربية السعودية والمملكة البحرينية التي تستخدم الفورمولا 1 للتغطية على تلك الانتهاكات، فقبيل بدء الموسم الرياضي لفورمولا1 وجهت 21 منظمة حقوقية رسالة إلى ستيفانو دومينيكالي الرئيس التنفيذي للفورمولا 1 بالمطالبة بالإفصاح العاجل عن مواد حقوق الإنسان في اللعبة الرياضية.

تدعي الفورمولا 1 أن الرياضة أحدثت تغيير إيجابي بملف حقوق الإنسان في الدول التي شاركت في اللعبة بشكل كبير، وهو ما نفاه بعض رواد اللعبة والمحترفين بها مشيرين أن دولتي السعودية والبحرين على وجه الخصوص يستخدمان اللعبة للتغطية على الانتهاكات الصارخة.

أشار مراقبون إلى العقود التي تبرمها الفورمولا 1 والتي تحوي على بند ” يسمح للفورمولا 1 إلغاء فعالياتها بالبلاد التي لا تكون إدارة اللعبة راضية عن حقوق الإنسان فيها.. ذلك البند الذي دفع المنظمات الحقوقية بتوجيه تساؤلات عن ملف حقوق الإنسان حيال الدول المستضيفة القمعية كالبحرين والسعودية.

 

ادعاء كاذب 

أشار لويس هاميلتون المحترف الذي نال لقب بطل اللعبة سبع مرات إلى الملف الحقوقي في البلاد المستضيفة مشككًا في إحداث ذلك التغيير الإيجابي التي تدعي الفورمولا وجده في الدول التي المستضيفة كالبحرين.

كما أشار هاميلتون إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد لتحسين الظروف في البلاد التي تتعرض لانتقادات شديدة في ملف حقوق الإنسان لافتا أنهم ملتزمون بتحسين الظروف من خلال التواصل مع السلطات في تلك الدول.

إضافة لذلك فقد قال بطل اللعبة “أنا أؤمن حقًا بالحفاظ على الضغط بالطريقة الصحيحة ، لأن ما تعلمته هو أنه إذا كنت تريد أن تحظى بالاحترام من قبل الأشخاص الذين يفكرون بشكل مختلف عنك ، فإن أفضل طريقة هي عدم الصراخ عليهم” في إطار انتقاده لإدارة اللعبة التي تدعم السلطات القمعية.

 

انتهاكات السلطات

تطرقت المنظمات الحقوقية إلى الانتهاكات التي قامت بها السلطات في البحرين منذ عام 2004 والتي تضمنت منع التظاهر ثم اعتقال المعارضين والتنكيل بهم والتضييق عليهم والتجسس على هواتفهم المحمولة.

إضافة لذلك فإن الوقائع أثبت قيام السلطات بتعذيب المعارضين وقتلهم خارج القضاء أحيانًا علاوة عن إخضاعهم للإخفاء القسري وتعرضهم لأصناف من التعذيب.

أما في المملكة العربية السعودية فحدث ولا حرج خاصة مع صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى سدة الحكم حيث أحكم قبضته على المملكة وفرض قوة قمعية باستخدام أجهزة الأمن بالإضافة إلى تسييس القضاء الذي قضى بأحكام طويلة الأمد على المعارضين.

كل ذلك كان أدعى لفورمولا 1 أن لا تقيم فعالياتها في السعودية والبحرين بسبب تلك الانتهاكات التي ادعى دومينيكالي أنهم ملتزمون بتحسين ظروف ملف حقوق الإنسان وتوفير المناخ اللازم لذلك، لكن الواقع يقول أن هؤلاء يستخدمون الرياضة كغطاء للحالة القمعية التي فرضوها على أراضيهم.

اقرأ أيضًا : اتفقا على القتل والمؤامرات واختلفا على الغنيمة.. بن زايد وبن سلمان