اختلف العلماء في تصنيف القدرات العقلية والعلاقة بينها، فكل إنسان مزود بقدرات عقلية متعددة تختلف درجه قوتها فيما بنيها من شخص لآخر،وهذه القدرات هي المؤثر الأول على حياة الفرد الحالية والمستقبلية، فضلا عن حياته المهنية والتعليمية والاجتماعية.

ولعل أهمية هذه القدرات تتمثل في عملية التوجيه التربوي، أو دورها المهم في توافق الفرد اجتماعيا، حال تمتعه بقدرات الذكاء الاجتماعي، أما القدرات النوعية ومنها الابتكارية، فدورها المهم في الاكتشاف والاختراع، والقدرة الإدارية المرتفعة تؤدي إلى النجاح في ممارسة المهن ذات الطابع الإداري، بينما يتمتع صاحب قدرات التفكير الناقد بفائدة كبيرة في التعرف على دقة الاستنتاجات وصحتها.

فالقوة العقلية تشير إلى قدرات الفرد الداخلية على التكيف، وكيفية التحكم بدقة في الظروف المحيطة.

وهناك بعض المواصفات التي يتمتع بها أصحاب القدرات العقلية الأعلى:

 

الذكاء العاطفي

ويعتبر الذكاء العاطفي هو حجر الزاوية في القوة العقلية، فقوتك تكمن في قدرتك على الفهم والتسامح مع المشاعر السلبية بحزم، والقيام بشيء مثمر معها، وعندما تكون قادرا على تحديد مشاعرك بدقة، يمكن أن تتميز بالذكاء العاطفي .

 

الثقة

أظهرت دراسة حديثة في جامعة “ملبورن” أن الأشخاص الواثقين يستطيعون كسب أجور أعلى، والحصول على ترقية أسرع من غيرهم، فالأشخاص أصحاب القوة العقلية يتميزون بأن لهم تأثيرا قويا في إحداث النجاح، ولديهم مستوى جيد من الثقة يلهم الآخرين ويساعدهم في جعل الأمور متطورة.

 

تحديد الأشخاص السيئين

يتميز أصحاب القوة العقلية بقدرتهم على تحديد مشاعرهم، ولا يسمحون للغضب بالسيطرة عليهم وإحداث فوضى، وعند مواجهتهم لأشخاص سيئين فإنهم يتصدون لهذه الحالة بطريقة عقلانية، فهم يستطيعون إيجاد أرضية مشتركة لحل المشاكل، وحتى عندما تسير الأمور في مسارها الصحيح، يتمكن هؤلاء الأشخاص من منع وقوع ضرر من الأشخاص السيئين عليهم.

 

تقبل التغير

البحث عن التغيير والتكيف معه من أهم مميزات هؤلاء الأشخاص، فلديهم صفة المرونة والتكيف باستمرار، فهم يؤمنون بأن الخوف من التغير يشل التفكير، ويشكل تهديدا كبيرا لنجاحهم وسعادتهم.

وستتمكن من العثور على إيجابيات هذا التغير بمجرد تقبلك له… فقط افتح عقلك للاعتراف به، والاستفادة من الفرص الممكنة التي يخلقها، فربما قيامك بنفس الأشياء في حالة حدوث تغيير ينتج عنه الفشل، بينما يحقق لك التكيف مع التغير نتائج مختلفة.

 

الوضوح في الرفض

أكدت بحوث أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن الأشخاص الأقوياء عقلياً لديهم احترام للذات، وبصيرة تجعلهم يجهرون بكلمة “لا” في المواقف الغير مقنعة لهم، ولن تجد هؤلاء الأشخاص يستخدمون عبارات ” لا أعتقد ” ، أو ” لست متأكدا “.

 

الخوف هو المصدر رقم واحد للشعور بالأسف

غالبا ما تجد هؤلاء الأشخاص يقدمون بثقة على تنفيذ ما عزموا القيام به مع تجنب ما قد يؤثر على طاقتهم، أو قد يؤدي إلى الفشل، فهم قادرون على تحمل المسؤولية، ولا يترددون خوفا من المخاطرة.

وهؤلاء يتمتعون بقدرتهم على تحويل الفشل إلى نجاح.

 

تقبل الفشل

إذا كنت ترغب في تحقيق النجاح فلابد من إدراك أن الطريق إلى النجاح ليس ممهدا، وأن هناك احتمالية لحدوث الفشل، هذه هي الحكمة التي يؤمن بها هؤلاء.

فغالبا ما تهديك أخطاؤك – التي  أشعرتك بالإحباط – إلى تحقيق النجاح، بعد أن تعيد التفكير وتنظر خارج الصندوق لإيجاد حلول مبتكرة.

 

مستمع جيد

إن اهتمامك بالمتحدث والنظر في عينيه أثناء الحديث، يشعره بمدى أهميته بالنسبة لك، فعندما تحسن الاستماع إلى الطرف الآخر، يشعر وكأنه الشخص الوحيد في العالم، وهنا تكمن قوتك.

 

لا يسهبون في الحديث عن الأخطاء

ينصح أخصائيو التنمية البشرية بالتركيز على الإجراءات التي تحسِّن الظروف، فقد يخلق هذا شعورا بالفعالية، وبالتالي تنتج مشاعر إيجابية تحسن الأداء.

ويتميز هؤلاء الأشخاص الأقوياء عقليا بقدرتهم على التخلص من المشاعر السلبية والإجهاد، من خلال الحفاظ على مسافة آمنة بعيداً عن الأخطاء تمنحهم القدرة على التكيف.

 

لا يسمحون بالتقليل من شعورهم بالرضا

يتمتع هؤلاء بشعورهم بالرضا الداخلي، ولا يقارنون أنفسهم بالآخرين، وكذلك لا يسمحون لأي طرف آخر بالتقليل من هذا الشعور بالرضا والسعادة، فلا يعيرون للآراء السلبية اهتماما أو تأثيرا يشتتهم عما ينجزونه.

 

تحديد الأهداف

وضع خطة تتضح بها الأهداف، مع مراعاة التوقيت الزمني لتحقيقها هو أسلوب حياة هؤلاء الأشخاص، فلا يَدَعون أي ظروف أو صعاب تحول دون تحقيق أهدافهم.

 

حب المعرفة

إن القدرة على تعلم المزيد والإلمام بالعديد من اللغات والهوايات، تساعدك على تغذية عقلك ونموه بشكل جيد، فالشخصية القوية تكمن قوتها في العقل وليس في الجسد.

 

لا يقارنون أنفسهم بالآخرين

تعتبر المقارنة بالآخرين هي أكثر السلوكيات التي  تهدم الشخصية، فالغيرة والاستياء يسرقان الرضا والسعادة، وهؤلاء لا يضيعون طاقتهم في القلق أو الحقد على الآخرين، فهم يحولون هذه الطاقة إلى إنجازات.

 

ممارسة التمارين

أثبتت دراسة أجراها معهد شرق أونتاريو للبحوث، أن الأشخاص الذين يمارسون  الرياضة مرتين في الأسبوع يشعرون بأنهم اجتماعيون أكثر وفكرياً أقوى، كما تشكلت لديهم صور إيجابية عن أنفسهم، فالتغيرات الجسدية مسؤولة عن ارتفاع مستوى الثقة، وهو مفتاح القوة العقلية والإيجابية.

 

النوم لفترة كافية

يقوم المخ بالتخلص من البروتينات السامة أثناء النوم وهي من المنتجات الثانوية للنشاط العصبي، التي  تتكون في حالة الاستيقاظ، وعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم، فإن البروتينات السامة تبقى في خلايا المخ، مما يعيق قدرتك على التفكير.

والأقوياء عقلياً يعرفون أن التركيز يمكن أن ينخفض عندما لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

 

الحد من تناول الكافيين

يتسبب الإفراط في تناول الكافيين في انطلاق الأدرينالين الذي يعتبر مصدر التوتر والقلق، وهو ما يؤدي إلى تجنب التفكير العقلاني والاستجابة بشكل أسرع إلى مصادر التوتر.

 

لا ينتظرون الاعتذار

الأشخاص الأقوياء عقلياً يعرفون أن التسامح مع أولئك الأشخاص الذين لم يعتذروا عن الخطأ، يجعلهم أكثر سعادة لأنهم تخلصوا من الكراهية والغضب اللذين يمكن أن يدمرا الفرح في حياتهم.

 

الشعور بالإيجابية

يحاول  هؤلاء الأشخاص تركيز طاقتهم على الأمور الإيجابية.