لم يكن يوم السابع من أكتوبر كسابقه في صراع المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي حين استطاعت كتائب القسام اجتياح الأراضي المحتلة في مفاجأة أسقطت العدو الصهيوني.

قتلت المقاومة الآلاف وأسرت المئات من الإسرائيليين فرد الاحتلال بعد ساعات من فقدان التوازن بدك المدنيين من الأطفال والنساء وقد استمرت تلك العمليات على مدار سبعة أشهر.

خلال تلك المدة تكبد العدو الصهيوني خسائر فادحة في قواته وتراجع عن أهدافه الحالمة بالقضاء على المقاومة وانصاع إلى المفاوضات من أجل استعادة أسراه في القطاع المحاصر.

مؤخراً وافقت المقاومة على مقترح للهدنة واحرجت الاحتلال الذي ارتبك من تلك العملية السياسية المفاجئة.. فما هي كواليس تلك الصفقة ولماذا تراجع عنها الاحتلال الإسرائيلي.

ثقة حماس وارتباك نتنياهو 

كشف الكاتب البريطاني ديفيد هيرست عن كواليس صفقة الهدنة مشيراً إلى أن وفد حماس كان في القاهرة وتلقى مقترح أولي قام برفضه ومن ثم تحرك إلى المطار متجهاً إلى الدوحة.

في المطار تلقى الوفد مقترحا آخر وأضافت عليه بعض التعديلات التي اطلع عليها مدير الاستخبارات الأمريكية وأضاف هو أيضًا عناصر جديدة على المقترح ولحق بالوفد الفلسطيني بقطر.

في الوقت ذاته شعر نتنياهو بالارتباك فاتخذ قرار باجتياح رفح وسيطر على المعبر ظناً منه أن حماس لن توافق على المقترح إلى أن تلقى صدمة الموافقة من قبل المقاومة.

الاحتلال في مأزق 

المقترح الذي وافقت عليه حماس كان مقترحاً مصرياً تم إدخال عليه تعديلات من قبل الإدارة الأمريكية التي تنحاز بشكل غير مباشر للاحتلال الإسرائيلي فكان مفاجأ للجميع موافقة المقاومة.

بالموافقة أصبح نتنياهو أمام خيارين لا ثالث لهم إما أن ينصاع ويوقف الحرب وعندها يخسر مستقبله السياسي واليمين المتطرف وإما أن يستمر في الحرب ويخسر الدعم الدولي.

أما عن المقاومة فقد أكد الكاتب هيرست أنها تتعامل بثقة لأنها لا تخشى استمرار الحرب بدليل أنها قامت بقصف جنود إسرائيليين في معبر كرم سالم فهي غير محشورة بالزاوية.

أما من بات مصيره على المحك طبقًا لهيرست فهو الاحتلال الإسرائيلي الذي بات عليه أن يعرف أن عليه اتخاذ قرار بوقف الحرب ونسيان الأهداف الطموحة بالقضاء على حماس.

اقرأ أيضًا : الذهب والمعادن الثمينة.. كيف تسطو الإمارات على ثروات السودان؟